يهدف مشروع كورونافون إلى خلق حوار واسع حول المعضلة الفلسطينية المركبة بين الأزمة الصحية العالمية والمشروع الاستعماري الإسرائيلي. يتساءل المشروع من خلال مداخلات مستمرة لمجموعة من الكتّاب عن الأزمة الراهنة فيما يخص التوقف شبه التام لمنظومة الاقتصاد العالمي عن العمل، وأبعاد ذلك على الحقل الثقافي الفلسطيني في فلسطين والشتات وتداعياته. تتمحور مساهمات الكتّاب حول الأسئلة التالية:
- ما هي سبل التكافل الاجتماعي البديلة في مثل هذه الظروف، وبخاصة فيما يتعلق بالحقل الثقافي؟ وهل قاد ظهور أزمة تفشي فايروس Covid-19 وحالة ما يشبه الموت السريري التي يمر بها الاقتصاد العالمي والمحلي، إلى كشف أزمة "المحلي" من حيث اتّكاله، بشكل كبير، على المنظومة السياسية والاقتصادية العالمية، وبالتالي انعدام نظم وهياكل بديلة للتكافل المجتمعي؟
- كيف يمكن مساءلة المشروع الاستعماري الإسرائيلي في ظل هذه الظروف، من حيث نزوعه إلى ابتداع أشكال جديدة للسيطرة، وإخضاع المجتمع الفلسطيني؛ سواء خلال أزمة تفشي فايروس Covid- 19 أو بعد زوالها؟ وذلك في ظل تشرذم المجتمع الفلسطيني جغرافياً ضمن حالات حدودية وإدارية وسياسية واقتصادية وثقافية معرفية مختلفة بين الشتات، وغزة، والقدس، وفلسطين 48، والضفة الغربية، ومخيمات اللجوء، حيث تختلف طبيعة حالة كل منها في خضم هذا الظرف العالمي.
- كيف نستطيع، من خلال هذه الأزمة، ابتكار فكر ومنهجيات سياسية بديلة قادرة على تحييد المنظومات الأبوية الحالية، التي نتجت عن هرم المشروع التحرري الفلسطيني وتفككه، وقادرة، أيضاً، على محاربة قيم الإخضاع لسياسات الاستعمار والاقتصاد الاستهلاكي والتشرذم الجغرافي؟ ما هو دور الثقافة والفن في مثل هذه الظروف؟
- كيف يمكن أن نتخيل العالم بعد الأزمة العالمية الراهنة من المنظورين المحلي والعالمي، وبخاصة بالرجوع تاريخياً إلى التغيرات العالمية التي حصلت بعد أزمات اقتصادية أو طبيعية أو سياسية كبرى؟ فنحن نعرف أنه بعد 11/9، تم ابتداع كل فكرة الإرهاب كوسيلة للتغير العالمي، ومشاريع إعادة الإعمار في العراق وأفغانستان والوطن العربي وفلسطين، وتسهيل وصول الأسواق العالمية لهذه الجغرافيات، وتحويل الثقافات المحلية إلى ثقافات عالمية مستهلكة بشكل أساسي، والسيطرة على الموارد المحلية ونظم الإدارات السياسية، هذا إضافة إلى مراسيم تقييد حرية الحركة والتنقل بين الدول، التي تنتهك خصوصيات الفرد تحت شعار القضاء على الإرهاب. أدى هذا، أيضاً، إلى زيادة كبيرة لتسلط الدولة في قمع الحريات وتفشي أنظمة الاستخبارات والردع ... إلخ. السؤال هنا: ما هو شكل العالم بعد زوال أزمة تفشي فايروس Covid- 19؟ وما هي التحولات في المحلي والعالمي؟ وما هو دور الفن والثقافة في إيجاد صور بديلة لا تقوم على ردة فعل للأزمات، بل تكون مخترِقة ومستدامة ومرنة في مواجهتها للأزمات المختلفة، بما فيها أزمة المشروع التحرري الفلسطيني؟
لقرائة المنشورات: