حسن في كل مكان مشروع فني عكف الفنان الراحل حسن الحوراني على إنجازه في السنتين الأخيرتين من حياته، في إطار منحة فنية بمدينة نيويورك. ترك حسن مخطوطات هذا الكتاب دون أن ينتهي إلا من إنجاز بعضها بشكله النهائي. وعلى الرغم من ذلك، فقد تم إصدار الكتاب بأقل قدر ممكن من التدخل، وعلى نحو يقارب –كما نفترض– ما أراده صاحبه. يفيض هذا الكتاب بالجمال، والحب، والحكمة، والخيال، والحياة، ببساطة فذة. كأنه سيرة استثنائية لشخص استثنائي، لم يكن نرجسياً بقدر ما كان يرى نفسه تتغلغل في كل تجليات الوجود. لا يوغل هذا الكتاب في المتخيل -وإن بدا كذلك– بقدر ما يعكس إيمان صاحبه العميق بنفسه وبقدرته على التجاوز، وبطاقة الحب والحياة التي سكنته حتى لحظة رحيله المبكر. آمن حسن أن لديه ما يقوله لهذا العالم، فبدا القول وكأنه خلق لأسطورة ثانية تنزع إلى إعادة بناء صلة الإنسان بالكون، وإعادة الاعتبار إلى الوجود والكائنات، في عالم تنفصم فيه علاقة الإنسان بما حوله. إنه اقتراح جمالي وإنساني وأخلاقي يقدمه فنان لم تفقده قسوة الواقع طزاجة الطفولة وتحليق مخيلتها، وبراءتها، وإن كانت قد علمته حكمة مبكرة.
الكتاب متوفر للاطلاع و/أو البيع في مكتبة ليلى المقدادي القطان.
تحرير وتقديم: أحمد دحبور
حسن الحوراني: 1974 – 2003
من مواليد الخليل – فلسطين. تخرج من أكاديمية بغداد للفنون الجميلة في العراق العام 1997. عاد بعدها إلى فلسطين ليعمل في رام الله في كلية مجتمع المرأة "الطيرة" مدرساً للفنون لمدة عام، تفرّغ بعدها للفن. وفي العام 1999 شارك في أكاديمية الصيف الفنية بعمان مع الفنان مروان قصاب باشي. حصل على جائزة الفنان الشاب للعام 2000 عن عمله الإنشائي "منا وفينا"، سافر بعدها إلى أمريكا حيث عمل في مجال الفن، وعكف في مدينة نيويورك على إنتاج كتابه هذا "حسن في كل مكان"، حيث كان قد حصل على منحة فنية من مؤسسة عبد المحسن القطان لإنتاج الكتاب. توفي في حادث غرق مأساوي في بحر يافا العام 2003.