يتضمن هذا الكتاب ثلاث دراسات تتميز، وبمنهجيات متقاربة ومتفاوتة، بمشاركة أساسية لمعلمين مع الباحثين في العملية البحثية برمتها، ابتداء من التخطيط لها، وانتهاء بها منجزة للنشر، وبخاصة الدراستين اللتين تناولتا واقع المدرسة ضمن منهجية الدراسات الإثنوغرافية. وتنبني الدراسات الثلاث بحثياً على ما يجري في مدارس فلسطينية، وهي تقوم على البحث في مدارس محددة، وهي غير قابلة للتعميم، ولكنها تقدم مؤشرات لحال التعليم في فلسطين وقضاياه الجوهرية وبنية علاقات القوة التي تحرك المنظومة التربوية وآليات عملها ومنطلقاتها وتطلعاتها.
إن مشاركة المعلمين في الأبحاث التي تتعلق بمجالهم ومجال عملهم، تمنحنا رؤية من الداخل، وتكشف لنا البنى وعلاقات القوة التي تشتغل في النظام التعليمي. وفي حالتنا، فإن الدراسات اعتمدت على منظورات من داخل النظام (المعلمين)، ومنظور من خارج النظام (الباحث)، وفي التحاور بين المناظير جميعها نتجت هذه الدراسات.
وفي ضوء ما يبدو من تغيرات سياسية تحدث هذه الأيام، ومحاولات عديدة لإصلاح النظام التعليمي على المستوى الوزاري، بما في ذلك محاولات التغيير في المناهج أو برامج تأهيل المعلمين أو السياسات التربوية، فقد تسهم هذه الدراسات في تطوير الحوار الذي يقوم على وقائع ووجهات نظر نابعة من الحياة التربوية، وبخاصة المدرسية.
الكتاب متوفر للاطلاع و/أو البيع في مكتبة ليلى المقدادي القطان.