نظّم برنامج البحث والتطوير التربوي في غزة مؤخراً، ورشتيْ عمل ضمن مشروع "الكركشة"، بمشاركة 24 طالباً وطالبة تتراوح أعمارهم بين 10-11 عاماً، من مدرستيّ بنات غزة الإعدادية (ب) وذكور غزة الجديدة (ب) للاّجئين، إضافة إلى 10 معلّمين ومعلّمات، وذلك في إطار برنامج التكوّن المهني لمعلّمي العلوم الذين خاضوا المساق الشتويّ الذي نظمه "برنامج البحث" في أريحا في كانون الثاني 2016.
وتمحورت الورشتان حول تفكيك دمى قماشيّة وبعض أدوات الصوت والإضاءة والحركة البسيطة، حيث قام الطلبة المشاركون بعمل مخطّطات لأجزاء الدمية الخارجيّة، وناقشوا توقّعاتهم عمّا يمكن أن تحتويه هذه الدمى من أجزاء داخليّة، ثم قاموا بتفكيكها ورسمِ تركيبها الداخلي، ومن ثمّ إعادة إنتاجها في أشكال دمى جديدة من مكوّناتها الأصليّة.
وشملت الورشتان تأملات ونقاشات للمعلّمين حول تفاعلاتهم وسلوكيّاتهم من جهة، وتفاعلات الطلبة وسلوكيّاتهم من جهة أخرى.
وكان من أبرز ما أدهش المعلّمين ما لاحظوه من فروقات في أداء الطلبة بين الورشتيْن على الرغم من اختلاف الأنشطة من حيث السرعة والدّقة والتعاون فيما بينهم، ومن حيث نوعيّة المنتج وإبداء الطلبة رغبتهم بعدم تدخّل المعلمين خلال العمل.
وحاول بعض الطلبة الرّبط بين المكوّنات الماديّة الداخليّة للدمية ومعلومات وقصص قد سمعوا بها أو قرأوا عنها ولاحظوها مثل النجمة الرومانيّة، والتروس في الساعة، وحاول البعضُ استكشاف أمورٍ جديدة بتجريبها-مع مراعاة إجراءات السلامة- فوجد الطلبة اختلافاً في أجزاء من التركيب الداخليّ عمّا توقّعوه، وأنّ وجود الدارة الكهربائيّة ليس شرطاً لتصدر الدمية أصواتاً.
وأظهر الطلبة أشكالاً من التفكير الإبداعيّ لاسيّما حين وظّفوا موادّ خارجيّة في صنع دميتهم؛ كعبوات الماء الفارغة التي جمعوها، والألوان الشّمعيّة، وأقلام الرصاص والورق المقوّى، كما نجحت مجموعة منهم بحلّ مشكلة في الدارة الكهربية قد حاول معلّمهم العمل عليها ولم ينجح.
ونقلَ أهالي الأطفال تحمّس أبنائهم وبناتهم لمشروع "الكركشة"؛ فقالت إحدى الأمّهات إنّ طفلها قد فكّك ألعابه حين عاد إلى البيت، وأعاد تركيبها بطريقة جديدة.
وتحدّث الطالب عز الدين المدهون عمّا شعر به في لحظة معينة في تفكيك الدّمى من أنّ عمله قد انهار ولن يتمّ بنجاح، ولكنّه بعد محاولة أخرى؛ اكتشف طريقة مختلفة لحلّ مشكلة التروس وإنتاج عمل جديد مع زملائه، قائلاً إنّ هذا إنجاز كبير بالنسبة له.