نظم برنامج البحث والتطوير التربوي/مؤسسة عبد المحسن القطان، يومي السبت والأحد 17 و18 آب 2019، ورشة تدريبية ضمن برنامج التكون المهني لمربيات مرحلة الطفولة المبكرة، بعنوان "مسرحة قصص الأطفال: أساسيات في المسرح"، نفذتها الممثلة والمخرجة المسرحية فداء زيدان، في مقر المؤسسة في حي الطيرة برام الله، وذلك بحضور 30 مربية.
لماذا نحتاج إلى المسرح المدرسي؟ وما هي الأدوات التي يمكن أن تمتلكها المربية حتى تستطيع توظيف المسرح؟ من هذه التساؤلات انطلقت الورشة لإيجاد إجابات عنها عبر الممارسة الفعلية والتجربة. فالمسرح لا يشترط وجود منصة وإمكانيات كبيرة، بل يكفي أن توظف له زاوية داخل الغرفة الصفية وممثلين ومشاهدين، أما حاجة الأطفال إلى المسرح، فهي حاجة ملحة في عالم أصبح فيه الطفل يبحث عمَّن ينظر إليه باهتمام، ويصغي له، ليبني إحساساً بنفسه كشخص وكينونة. فللمسرح أهمية كبيرة في تعزيز ثقة الطفل بذاته وبناء علاقة اجتماعية بينه وبين زملائه، إضافة إلى طرح قضايا تهمهم يودون تسليط الضوء عليها ولفت انتباه الجمهور إليها.
وتعرفت المربيات خلال الورشة على أدوات المسرح وعناصره عبر أداء مجموعة من التمارين المسرحية الخاصة بالجسد والصوت والحيز؛ كأدوات لخلق تناغم بين الجسد والمكان، وبين أفراد المجموعة على خشبة المسرح، وتعرفن إلى طرق متنوعة في توظيف الأغراض.
كما قامت المربيات بقراءة قصة بعنوان "فقسوسة" للمؤلف سلمان ناطور، وتحليل عناصرها، والعمل في مجموعات على بناء مشاهد مسرحية للقصة وعرضها بشكل متسلسل، ومن ثم قراءة العملية بشكل متكامل، حيث تجسدت القصة وتحولت إلى مسرحية أدت فيها المربيات أدواراً مختلفة شملتهن جميعاً.
وقالت المربية سحر جحشن من روضة النخبة النموذجية من الخليل: توجد في روضتنا دوماً زاوية ناقصة أو ليست مفعلة بالشكل الصحيح، وهي زاوية المسرح، اليوم تعلمت كيف أوظف هذه الزاوية، وكيف أربط بين القصة والمسرح كوحدة واحدة.
أما المربية فاطمة بدحة من روضة روضة البراعم من دير عمار، فقالت: المسرح ماثل في كل صورة وفي كل قصة وفي كل حدث في حياتنا وبشكل يومي، علينا أن نحضره ونضعه أمام أطفالنا حتى يروه بشكل أوضح، ومن ثم نقدمه إلى الجمهور لنوصل إليه رسالة.
وقال مدير البرنامج مالك الريماوي: "من المهم أن يتوفر لدى المعلمة صندوق عدّة يحتوي على أدوات المسرح واستراتيجيات الفنون في التعليم، لكن أكبر صندوق عدة لن يضفي لمعلمة لا تستطيع استخدامه أي معنى، لكن المعلمة الجيدة يمكنها أن تعطي المعنى لأصغر صندوق عدة يمكن أن يتوفر لديها". دور المعلمة هو المحور، وحتى تكون المعلمة جيدة يجب أن تجرب وتبحث وتتأمل، لا أن تأخذ كل شيء جاهزاً، بل أن تضيف إليه أسلوبها الخاص. وهذه الورشة وفرت لكل مجموعة من المربيات أدوات جديدة ستساعدهن على التوسع في مهاراتهن.
وقالت زيدان: "القطان" كانت ولا تزال مكاناً ثقافياً داعماً للهوية والوجود الفلسطيني، ونحن بحاجة لهذا المكان ليكون مسرحاً لنا، نجد فيه ذواتنا ونقدم للآخرين، بالمقابل، ما قدمه لنا.