نظّم مركز القطان للبحث والتطوير التربوي ورشة عمل حول "الفنون الخشبية في التعليم"، استمرت ثلاثة أيام (7-9/ 3) في مركز المعلمين في نعلين، بإشراف علاء أبو صاع، من مؤسسة دار قنديل للثقافة والفنون.
وشارك في الورشة خمسون طالباً وطالبةً مع معلميهم من مدارس ذكور رنتيس الثانوية، وذكور بدرس الثانوية، وذكور نعلين الثانوية، وبنات نعلين الثانوية، والمدية الأساسية المختلطة، حيث قاموا خلالها بتطوير سياقات للتعلم عبر دمج الحرفة بالفنون، من خلال صناعة الخشب وفنونه، وذلك ضمن مشروعات تعليمية مدرسية.
بأيديهم الصغيرة طوعوا الخشب، من خلال القص، والدهان، والكتابة، ترجموا رغباتهم وخيالاتهم إلى مقاعد وكراسي، وطاولات، وتحف تذكارية، وبذلك تحولت مادة الخشب إلى ثيمة للتعلم، عبر العمل عليها كسياق للتعلم، وكتابة الرغبة وترجمة الخيال، وبما يخدم مشاريعهم المدرسية وتصوراتهم الاجتماعية.
وقال مالك الريماوي، مدير مسار اللغات والعلوم الانسانية في المركز: "نذهب في هذا النوع من النشاط التعليمي، من توجه يربط التعليم النظري المجرد في أكثر أشكاله تجريداً، ومفاهيمية، بالتعليم العملي الحرفي الفني، وتأتي أهمية هذه الورشة ومثيلاتها من كونها تحدث ضمن مسار تعلمي كامل، فهؤلاء الطلاب منخرطون مع معلميهم ومدارسهم في مشروعات تعليمية طويلة المدى؛ مشروعات في النظافة والبيئة، وفي التاريخ والذاكرة، وفي تصميم الحدائق المدرسية، وضمن مشاريعهم يحتاجون هذا النوع من الاستعمال، فتأتي الورشة تلبية لمطالبهم، وتطويراً لقدراتهم، وتفتح أفقاً للمشروع نحو ممكنات جديدة، ينخرط الطلاب في هذا النوع من العمل، يطورون قدراتهم ومهاراتهم، وينتجون قيماً وموادَّ، ويعيدون إنتاج علاقاتهم مع معلميهم ومع مدارسهم ومع مجتمعاتهم، ويرسمون خرائط عمل مدرسية جديدة
وأضاف الريماوي: "الطلاب ضمن هذا الشكل من التعليم، يكتسبون المهارة والمعرفة ضمن منظور جديد؛ منظور ساحرة "سندريلا" كيف نحول الأشياء العادية إلى أشياء نافعة وبراقة، يملكون منظوراً جديداً للبيئة، ويملكون إيماناً جديداً بأنفسهم، ويكتشفون العالم من خلال اكتشافهم لمسؤوليتهم في فهمه وتغييره.
ومن جانبه، قال المعلم مأمون ارياحي، من مدرسة رنتيس الثانوية إنه لم يشاهد طيلة تدريسه في المدرسة، انخراط الطلبة في هذا الشكل، وخلال هذه الورشة، فالطالب يعمل ومعلمه يساعده على عكس المدرسة المعلم يتحدث والطالب يسمع".
وأضاف: "تفاجأت بكل صراحة من مستوى طلابي، إنهم مبدعون في عمل الخشب، وأغلب الطلبة المشاركين في اللقاء، طلبوا مني عمل ورشة داخل المدرسة، وهذا التحول دليل على أهمية العمل، فالطالب أصبح يفكر في مدرسته قبل أن يفكر بنفسه؛ أي يريد أن يعمل لأجل المدرسة وليس لأجله".
وتأتي هذه الورشة ضمن مشروع "الفنون الخشبية في التعليم"، وهو أحد مشروعات "التكون المهني" التي ينفذها مركز القطان مع المعلمين في المدارس، من خلال توظيف بيداغوجيا المشروع، بيداغوجيا تكون فيها المدرسة في مشروع مجتمعي تعلمي.
وقالت الطالبة رزان فائق الخواجا، من مدرسة بنات نعلين الثانوية إن ورشة الفنون الخشبية مفيدة لجميع الطالبات، فالطالبات أبدعن وانخرطن بشكل أكبر من الطلبة، لأن هذا العمل للجميع وليس للطلبة فقط، يا ليت تكون هناك حصة واحدة في الأسبوع حول هذا مفهوم الفنون الخشبية في التعليم".
وفي السياق نفسه، قال الطالب أوس عبد الناصر مرار، من مدرسة ذكور بدرس الثانوية إنه صنع مقعداً خشبياً والتقط صورة وهو بجانبه، ومع أصدقائه، وطلب أن يكتب اسمه على الكرسي، لأنه هو صنعه بمساعدة زملائه في المدرسة.
وأشار مرار إلى أنه قام بكتابة اسمه على لوحة من خشب الزيتون كي تكون ذكرى له في هذا اليوم، ويثبت للآخرين؛ أنه هو من عمل كل ذلك من مقاعد وكراسي وطاولات.