نظّم مركز القطان للبحث والتطوير التربوي يوم السبت 30/ 11، ورشة عمل حول الثقافة السينمائية في قاعة جمعية الهلال الأحمر في البيرة، شارك فيها 55 طالباً وطالبةً من 11 مدرسة من مختلف أنحاء الضفة الغربية، بإشراف المخرجة راما مرعي.
وتأتي الورشة ختاماً لسلسلة ورش بدأت العام الماضي ضمن مشروع "السينما في التعليم"، كمرحلة تحضيرية لإقامة مهرجان سينما للأطفال من تنظيم المدارس الملتحقة بالمشروع.
وتخلل الورشة توضيح معمق لبعض المفاهيم السينمائية عن طريق تحليل لقطات من أفلام قصيرة سبق أن حللها الطلاب مع معلميهم، وتم توضيح الفرق بين الأفلام الوثائقية والروائية، وبين الأفلام التعبيرية والجدلية.
كما تم عرض فيلم "سمكة ذهبية" للمخرج علاء أبو غوش، وهو أحد الأفلام التي ستعرض خلال المهرجان.
وتعرف المشاركون من خلال تحليل الفيلم مع المخرجة مرعي على كيفية إدارة نقاش الفيلم مع الجمهور، وما يجب التركيز عليه من "مقولة الفيلم"، والمونتاج، واختيار الموسيقى والألوان، وزاوية التصوير، وغيرها من المفاهيم السينمائية، ما أنتج تنوعاً في الآراء والتحليلات بين الطلاب.
وأثنى المعلمون على هذا التنوع في النقاش حيث أشارت المعلمة رجاء سعد إلى أنه "في بداية الورشة كان لدى طلابي تخوف ورهبة من الموضوع، ولكن مع نهاية الورشة كان هناك نقاش غني يعبر عن وجهات نظر مختلفة".
وأضافت سعد أنها تتطلع إلى "أن يكتسب الطلاب مع نهاية المشروع القدرة على تحليل ما وراء الصورة، وفهم اللغة الرمزية في الأفلام، إضافة إلى القدرة على إنتاج أفلامهم الخاصة".
وقالت الطالبة روان صوالحي، من مدرسة بنات عسكر الأساسية الأولى: "لقد كانت هذه التجربة مختلفة، فالمعلمة عادة ما تكون مقيدة بمادة الكتاب، ولكن مرعي هي مخرجة خاضت تجربة الإخراج بنفسها. وأطمح أن أقود النقاش مثلها أثناء عروض مهرجان مدرستنا".
وأشارت مرعي إلى أن أهمية الورشة تكمن في "تعريف الطلاب والمعلمين على اللغة البصرية، وقدرتها على التحكم بالفكر وتوجيهه".
وأضافت أنها تأمل "أن يبدأ الطلاب بتقدير الأفلام غير التجارية، وأن يصبح لديهم حساسية نحو كيفية تجزيء الصورة، فهو ليس اختياراً اعتباطياً. ننتج كفلسطينيين أهم الأعمال السينمائية في الوطن العربي، وبالتالي من المهم جداً العمل على الثقافة البصرية مع الطلاب في مدارسنا".
ويستهدف المشروع طلاب الصفوف الثامن والتاسع والعاشر، وتقوم فكرته على قيام الطلاب أنفسهم بتنظيم مهرجان أفلام في بلدتهم بإشراف من المدرسة والمعلم، بحيث يقومون بتحضير الترتيبات اللازمة كافة؛ من اختيار الأفلام، إلى تصميم المواد الدعائية، إلى تحضير القاعات المناسبة للعرض. كما سيقوم الطلاب بتوجيه من معلمهم بممارسة دور قيادي، بحيث يأخذون على عاتقهم اتّخاذ القرارات الخاصة بالمهرجان، والسير به نحو التحقق. ومن خلال انخراط الطلبة في هذه الأنشطة، فإنهم سيختبرون الأفلام من مواقع عدة، وبأدوات تحليلية مختلفة، ستساعد على بناء وعي نقدي تحليلي قادر على قراءة اللغة السينمائية، وفهم رمزيتها ومعانيها. ويتوقع أن ينظم المهرجان خلال الفترة بين كانون الأول من العام الحالي وشباط من العام المقبل.