عقد برنامج البحث والتطوير التربويّ في غزة، و"مشروع وليد وهيلين القطان لتطوير البحث والتعليم في العلوم" في رام الله، السبت الماضي، ورشة عمل تحضيرية مع معلّمين من وكالة الغوث في مدينة غزّة سيعملون في مهرجان "أيّام العلوم" لهذا العام، وقادتها الباحثة في المشروع سمر قرّش عبر الفيديوكونفرنس وبحضور الزميلة "أمل ياسين"؛ وذلك في إطار التحضيرات لفعاليّات مهرجان "أيّام العلوم 2016"، والمقرّر انعقاده في شهر تشرين الأول المقبل حول ثيمة "علم المواد"، بالشراكة مع بلديّة رام الله، والمركز الثقافيّ الفرنسيّ الألمانيّ، ومؤسّسة النيزك.
وبُنيت الورشة على مقترحاتٍ كان المعلّمون قد قدّموها في مرحلةٍ سابقة، وتمّت مراجعتها والتأمّل فيها وبناء اللّقاء حولها؛ فابتدئ اللّقاء بتصوّرات المعلّمين لثيمة المهرجان وللمجالات التي يمكن أن تندرج تحتها؛ كخصائص المادّة وتركيبها وتفاعلاتها، وأهمّية استكشاف طبيعة هذه التفاعلات؛ فهي ليست مجرّد تفاعلات كيميائيّة أو طبيعيّة، وإنّما هي كعمليّات تغيير وتطويع للمواد.
وشهدت الورشة عصفاً ذهنيّاً حول عمق الفعاليّات وما تتيحه من ممكنات، وحول أسباب اختيار المعلّمين لها، كما نوقش ارتباطها بالسياقات العالميّة، والسياق الفلسطيني؛ وبالأخصّ السياق الغزيّ، مع إعطاء الأهمية للحالة التي تصفُ البيئة والموارد والموادّ في القطاع.
وناقش المعلمون مقترحاتهم من جوانب عدّة؛ أهمّها قضايا الأمن والسلامة، والتكامليّة في المواضيع التي تناولتها الفعاليّات، وأهمّية دور الطالب فيها كي يكون شريكاً مع المعلّم في تخطيط الأنشطة وتطوير التجارب والإصغاء لرأيه وتأمّلاته، إضافة إلى أهمية توظيف الخامات والمواد البسيطة، حتى يتمكن الطلبة من التعامل معها وحملها لسياقاتهم الخاصّة والعمل عليها.
وفي السياق ذاته؛ نوقش مقترحٌ قيد التطوير يتضمّن انخراط الطلبة في المهرجان بأدوار جديدة إضافيّة، هذه المرّة كإعلاميين يلاحظون ويستقصون ويلتقطون الصور ويجرون المقابلات ويعدون التقارير؛ ليرى الجمهور المهرجان بعيونهم.
كما نوقشت طرقٌ لإشراك جمهور المهرجان من طلبة ومعلّمين وأهالٍ ومؤسّسات؛ واتّفق المشاركون في نهاية الورشة على أنّ تطوير الفعاليّات والنشاطات سيكون باتجاه سؤال رئيسيّ: "كيف نوصل معارف وارتباطات وأسئلة لاستكشاف مدى ارتباط علوم المواد بحياتنا؛ ونعطي في الوقت ذاته مساحة لتفاعلٍ حقيقيّ نشط بين الجمهور وفعاليّات المهرجان؟".
يذكر أنّ عدّة اجتماعاتٍ ولقاءات موسّعة مع المعلّمين والمؤسّسات الشريكة، قد سبقت هذا الورشة التحضيريّة من أجل تصميم فعاليّات المهرجان ونشاطاته، وستُعقد اللقاءات دوريّاً إلى حين انطلاق المهرجان في تشرين الأول المقبل.