نظم مركز المعلمين/نعلين، التابع لبرنامج البحث والتطوير التربوي في مؤسسة عبد المحسن القطان، مؤخراً، عرضاً لمسرحية "آخر يوم في الربيع" من تمثيل وكتابة فداء زيدان، وإخراج سوار عواد، حضره نحو 200 شخص من طلاب مدارس، وجامعيين، وخريجين، وأهالٍ، ومؤسسات مجتمعية من بلدة نعلين والقرى المجاورة لها.
"وآخر يوم في الربيع" هو عرض مسرحي "مونودراما"، مدته 50 دقيقة، يتناول قيماً وأفكاراً عدة حول الهوية والأرض والإنسان الفلسطيني مقابل الاحتلال الإسرائيلي، ويركز على الفقدان؛ فقدان الأخ، وفقدان جزء من الهوية، وجزء من الذات، وفقدان الوعي، لكن زيدان تعيد تقديم العرض كنوع من محاولات الاستفادة واستعادة الذات والوعي والثقافة والهوية والأرض.
وجاء العرض ضمن فعاليات إحياء ذكرى يوم الأرض، حيث تتقاطع مواضيع المسرحية مع ذكرى يوم الأرض، في إثارة السؤال حول الهوية الفلسطينية، والأرض المصادرة والمهددة بالمصادرة، وتاريخ المقاومة، واستراتيجيات الاحتلال في اختراق الوعي الفلسطيني وسرقة الثقافة والإنسان الفلسطيني.
وتبع العرض في اليوم التالي لقاء حواري مع زيدان، بمشاركة طلبة ومعلمين، أداره مالك الريماوي مدير مسار اللغات والعلوم الاجتماعية في برنامج البحث والتطوير التربوي، حيث بدأ الحوار من" موقع المسرح" في طرح الحياة وإعادة طرحها في سياق التعريف الدائم للذات والوعي والهوية.
وذكر الريماوي أن البشر اخترعوا المسرح ليضعوا على الخشبة الملتبس في الحياة، وأن المسرح-كفَن- يعمل على حدود الواقع وحدود الهوية، وهذا ما يمثل أهمية مسرحية "آخر يوم في الربيع"، كونها تطرح موضوعاً يمثل هويتنا، جرحها ومأزقها.
وتقول زيدان إن المسرحية تحمل جزءاً من القصة الذاتية؛ قصة الصدمة الثقافية التي تعني يقظة الهوية والعودة إلى الأسئلة، وقد نمت المسرحية في مقاربة التناص التي تربطها بـ"اننتجونا" المسرحية اليونانية؛ مسرحية الأخت التي تغامر وتقف في وجه القانون لأجل استعادة جثمان الأخ.
كذلك تعرّف الطلبة على هوية وثقافة الطوائف الدرزية التي هي في الأساس هوية فلسطينية، وثمنوا مقاومة التجنيد الإجباري الذي فرض عليهم بفعل خيانة وجهائهم، وعبروا عن أثر هذه اللقاءات في توعيتهم لماهية امتداد هويتهم وثقافتهم.
وعبر رئيس نادي نعلين موسى سرور، عن افتتنانه بهذا العرض، وما به من خلق لوعي الجمهور الفلسطيني حول تاريخه وهويته وأهمية الوحدة لاستعادة المصادر والمحتل.
وقالت زيدان، عقب انتهاء اللقاء: عرض مسرحية "آخر يوم في الربيع" في نعلين كان استثنائياً، والجمهور متعطش ومصغٍ، ومترقب بنوع من الفضول والغضب والتضامن معاً.
ويأتي هذا العرض انسجاماً مع رؤية المركز في إحياء ذكرى يوم الأرض، وتعميق العلاقة الاجتماعية بين بلدة نعلين والقرى المجاورة وبين الداخل المحتل، وفتح أفق حواري بين الناس عبر الفن والثقافة ضمن المسار الاجتماعي الذي ينتهجه مركز المعلمين/نعلين.
وتجدر الإشارة إلى أن المركز قام سابقاً على تنظيم عروض مسرحية في بلدة نعلين مثل عرض مسرحية "طه" لعامر حليحل، ومسرحية "المتشائل" من أداء محمد بكري ... وغيرهما الكثير.