أبت القدس إلّا أن يكون لمهرجان العلوم في فلسطين 2015 حكاية مختلفة. فلم يعد تنقل الطلاب كقيمينَ على المهرجان أو زوارٍ ممكناً ضمن واقع الحال داخل المدينة. ومع أن فريق المهرجان استعد للعمل، وبنيت الرحلة على أساس قراءات مختلفة للضوء بين مواقع المدينة، فإننا اضطررنا للجوء إلى خطة بديلة. وعلى الرغم من أن ذلك كان إجراء غير محتسب، فإنه أفضى إلى تجربة جديدة جميلة.
لمزيد من الصور، اضغط هنا.
تشكَّل فريق العمل في مهرجان أيام العلوم في فلسطين 2015 كفريق طوارئ؛ من معلمين استعدوا أن يحملوا المهرجان وفعالياته إلى مدارس مختلفة في مواقع عدة في القدس. ولعل تلك المساحة الحرة في التعلم والتعليم داخل المهرجان، أحيت في أولئك المعلمين روحاً جديدة في فضاء جديد. ولربما أعادت إليهم جزءاً قد فقد في بوتقة العمل اليومي، دون إدراك ما يحترق من شغف، وانهماك وانخراط يجعل من التعلم متعة تنتقل إلى الطالب.
معلمون يعلمون خارج دور المعلم. يشعرون بشغف نقل المعرفة، وينتقلون مع الطلاب إلى فضاء تتداول فيه الأسئلة والمعرفة والتجريب. طلاب لا يرون المعلم في دوره التقليدي، ويشدونه نحو خبرة تعليم مختلفة عبر أسئلتهم ورغبتهم في الاستكشاف والمعرفة.
ستة أيام مفعمة بالنشاط والمرح والعمل في ست مدارس في القدس داخل الجدار وخارجه: مدرسة بنات أبو بكر الصديق في صور باهر، مدرسة ذكور الحسن الثاني في وادي الجوز، مدرسة الشابات المسلمات الثانوية في وادي الجوز، مدرسة الروضة الحديثة في الشيخ جراح، مدرسة دار الأولاد في شارع الزهراء، مدرسة رياض الأقصى في الضاحية.
أيام كان لكل مدرسة فيها وقع مختلف على المهرجان. ممكنات مختلفة في المساحة والمكان تكيف الفريق معها بوعي تام لضرورة إخراج العلوم من قيود غرفة الصف والمختبر وعرض التجربة والنتيجة. لغة تواصل تختلف عما يتداول في الحصة. نحن في المدرسة ولكننا في مهرجان. 1400 طالب وطالبة حضروا المهرجان وعبروا عن رغبتهم في تكرار التجربة. 1400 طفلة وطفل يمكن أن نتعلم من كل منهم شيئاً مختلفاً وجديداً عن التعلم. تطورت تجاربنا وفق أسئلتهم. نقلنا العمل من تجارب لورش عمل مصغرة. تجارب وفعاليات تجمع ما بين الفنون والعلوم، وتعيد العلاقة الطبيعية بينهما. تعطش حفّزنا في كل لقاء للِّقاء الذي يليه. موعدنا معهم في القدس في مهرجان أيام العلوم فلسطين 2016.