نفذت مجموعة مرسم 301 الفنية مع الفنان منذر جوابرة تدخلاً فنياً في الفضاء العام بعنوان "في صوت". انطلق المشروع إيماناً بدور الفن في إحداث تغيير في المفاهيم لدى الجمهور، وبأهمية وصوله إلى فئات المجتمع المختلفة في الأماكن العامة، مستلهماً في ذلك فكرته من تجارب العديد من الحراكات الفنية التي رافقت حركات نضالية مختلفة في العالم، مثل الفنان إيموري دوغلاس كأبرز فناني حركة الفهود السود في الولايات المتحدة الأمريكية، من خلال أعماله في الرسوم الطباعية. في المقابل، برز الفنانون نذير نبعة، وبرهان كركوتلي، وإسماعيل شمّوط، ... وغيرهم في إنتاج ملصقات تحررية في سياق الثورة الفلسطينية، وسعيها للوصول إلى العالم، لا سيما في ظل ثورة الطلاب في أوروبا ضد سياسات الاستعمار في ستينيات القرن الماضي، وحركة الاحتجاج على حرب فيتنام.
من خلال مشروع "في صوت"، تم تنظيم سلسلة من الورشات الفنية في الحفر والطباعة لمجموعة من الفنانين الشباب لإنتاج أعمال فنية، ومن ثم نشرها في مواقع مختلفة في مدينة بيت لحم، ومواقع مختلفة من قرى ومخيمات مثل قرية بتّير، ومخيم العروب، ومخيم عايدة، ووسط المدينة. وتثير الأعمال تساؤلات حول الممارسات السياسية، والصمت، وانتهاك الحقوق. وقد تم تنظيم الورشات في مخزن وسط المحال التجارية في وسط مدينة بيت لحم، لما يمثله المكان من أهمية استراتيجية في علاقة الفن بالمجتمع، واستعادة الفنان لمكانته كجزء من المكونات المجتمعية.
ويعتبر "في صوت" أحد المشاريع الفنية المنبثقة عن مشروع "الفن في الفضاء العام" الذي تنفذه مؤسسة عبد المحسن القطَّان، بهدف تشجيع التدخلات الفنية في الفضاءات العامة، وذلك من خلال توفير التوجيه والدعم للفنانين الراغبين في تنفيذ تدخلات فنية في الفضاءات العامة، وتزويدهم بأطر نظرية وتوجيهات عملية.