مشروع "حول المرأة والثورة" هو مشروع بحثيّ تنظمه مؤسسة عبد المحسن القطان، بالشراكة مع معهد دراسات المرأة في جامعة بيرزيت، وجاليري 1، ونادي رام الله للسينما. ويأتي هذا المشروع ضمن سلسلة من التدخلات التي تمهد الطريق لإقامة فعالية مركزية حول المرأة والثورة خلال العام 2019.
ويكتسب هذا المشروع أهميته من أنه يدرس الشخصيات النسائية الرائدة في الثورات التي شهدها القرن الماضي في العالم. فقد نُشرت الكثير من الأدبيات حول هذا الموضوع، بما فيها اليوميات والمذكّرات الشخصية التي تصف التفاعلات اليومية التي عاشتها المرأة ضمن الهياكل الاجتماعية والسياسية الأبوية التي وَسمت حركات النضال في سبيل التحرر، مقابل الأدوات الكثيرة والأدوار الفاعلة التي وظفتها النساء في مواجهة الأنظمة الكولونيالية والسلطوية. فشخصيات كدلال المغربي، وجميلة بوحيرد، وكاثلين كليفر، أضحت أيقونية في الحركات التحررية المعاصرة والثورات المناوئة لسلطوية الدول. ومع ذلك، فلا تزال العديد من القصص والروايات حول القيادة التي تولّتها المرأة بصورة خفيّة في حركات المقاومة والثورات، تنتظر الكشف عنها وإعادة سردها. فقد أفل نجم عدد ليس بالقليل من أولئك النسوة القياديات، اللواتي انخرطن في أدوار محورية في الثورات وشكلن أركاناً أساسية فيها، بعدما بلغن أوجَهُنّ في حركات النضال التحرري التي خُضْنَ غمارها، أو طواهنّ النسيان بدرجات متفاوتة، أو تُرِكْنَ ليعشْنَ حياة رتيبة في منازلهن، أو أُودِعْنَ في غياهب السجون على مدى سنوات، أو جرى استيعابهن في مناصب دنيا في المؤسسات التي أقامتها الأنظمة السياسية في مرحلة ما بعد التحرر.
الفصل الأول
ندوة - المرأة والتحرر: التاريخ والمستقبل الثوري
تستعرض الندوة الخلفية النظرية التي يرتكز عليها هذا المشروع. وتسعى هذه الندوة إلى إعادة التفكير في العلاقات السالفة والراهنة التي تجمع ما بين تاريخ العمل النسوي، والحركات النسوية، وتمثيل المرأة، وبين حركة التحرر المناهضة للكولونيالية في فلسطين وفي المناطق التي تشهد قيام حركات نضالية. كما تدرس الندوة تمثيل المرأة الذي يتسم بأوجه متعددة ومتناقضة في الأدب والإعلام والأفلام والتصوير والموسيقى والفنون البصرية. وبذلك، تسعى الندوة إلى تنظيم نقاشات حول المرأة في الحركات المناضلة من أجل التحرر، من أجل إطلاق حوار معاصر يرفده نطاق واسع من التجارب الغنية والمعقدة. وتُعنى الندوة بإماطة اللثام عن التاريخ والفضاءات والممارسات والنزعات الذاتية السياسية والعمليات الثورية واستكشافها، من أجل إلقاء الضوء، مجدداً، على العلاقات القائمة بين الحركات النسوية وحركات التحرر، وأوجه تمثيل المرأة في الأوقات التي شهدت توتراً في العلاقات، ومشاريع تفكيك الاستعمار التي تشاركتها.
الفصل الثاني
معرض - مسرد آخر
ركّز جان-لوك غودار في فيلمه "هنا وهناك" (1974)، على البنية الأبوية التي هيمنت على الأدوار التي اضطلعت بها النساء في الثورة الفلسطينية، بما يشمل تمثيلها في وسائل الإعلام. وقد تَبِعَ عودة نشاط الحركة النسوية في بلدان الشمال خلال حقبة الستينيات من القرن الماضي، تحوُّلٌ في الطريقة التي عملت فيها الثورة الفلسطينية، وذلك من خلال وعيها بالبنية البصرية لتمثيل المرأة في وسائل الإعلام الغربية واستغلالها، بغية تأمين التعاطف الدولي مع القضية الفلسطينية. ويُعنى هذا المعرض، الذي يقدَّم في أربعة محاور، بالطريقة التي يجري فيها تقويض الصور الأيقونية التي وَسَمت النساء خلال العقدين السادس والسابع من القرن الماضي، وربطها بتمثيل المرأة في مؤسسة السلطة اليوم.
ينظر المحور الأول في المنطق الذي يحكم الأرشفة الخوارزمية التي يعتمدها محرك البحث "غوغل" (Google)، وكيف يفرِز تأثيره على نتائج البحث عن الصور. ويوحي هذا العمل التركيبي بالتحول في الدلالات، والقيمة التاريخية التي توحيها كلمات من قبيل "المرأة"، و"الثورة"، من خلال نطاق النتائج التي يعرضها محرك البحث المذكور على أساس انتقائي، حيث تستحضر نتائج البحث الصوري موادّ بصريةً مختلفةً تحمل معانيَ أخرى غير مرتبطة بالأيقونية التاريخية، وتعرضها جنباً إلى جنب مع الصور الأيقونية التاريخية.
ويضم المحور الثاني فيلميّ فيديو يصوران التأطير الأبوي للدور الذي أدّته النساء في الثورة الفلسطينية، حيث يجري تمثيل دورهنّ من خلال أعمال تصويرية إطارية تقدّمهن وهن يتلين خطابات إعلامية تملى عليهن.
ويتألف المحور الثالث من سلسلة من الصور القديمة التي يُعاد تقديمها وتصويرها ضمن سياق معاصر. وتقوّض مجاورة الحقب الزمنية وتراصُفها على هذا النحو، قيم التحول التي تسم المشروع التحرري الفلسطيني، ومشروع إقامة الدولة الذي تمخّض عنه.
أما المحور الرابع، فيستكشف الهرميات التراتبية المؤسسية، والدور الذي اضطلعت به المرأة في جهاز الشرطة المدنية الفلسطينية، من خلال عرض أفلام توثّق مقابلات أُجريت مؤخراً مع نساء ينحدرن من خلفيات متنوعة، ويعملن ضمن جهاز الشرطة.
الفصل الثالث
معرض - حول التمثيل
لقد شهدت نهاية العقد السادس من القرن الماضي، طفرة تاريخية في الصراعات الاجتماعية المفجعة في جميع أنحاء العالم، حيث انطوت هذه الصراعات على ثورات شعبية عدة، اندلعت في وجه النخب العسكرية والسلطوية. وفي ضوء ذلك، صرف العديد من المخرجين والمصورين اليساريين في العام 1968 انتباههم إلى الحركات الثورية، من قبيل حزب الفهود السود (منذ العام 1966)، والثورة الفلسطينية المناهضة للاحتلال الإسرائيلي (منذ العام 1967)، والثورة المناوئة للحرب في فيتنام (منذ العام 1964).
وقد زار العديد من هؤلاء المخرجين والمصورين فلسطين خلال الفترة الممتدة بين أواخر العقد السادس ومنتصف العقد السابع من القرن الماضي؛ من أجل توثيق اللجوء، والفدائيين، ونشأة المشروع التحرري الفلسطيني. وفي هذا السياق، ركّزت المادة البصرية الموثَّقة، في جانب منها، على الفدائيات اللواتي حملن البنادق وحاربن جنباً إلى جنب مع الرجال. ولا يمكن قراءة تصوير النساء في هذه التوثيقات البصرية بمعزل عن الحركات النسوية العالمية التي شهدتها حقبة الستينيات من القرن الماضي، والتي قامت في أساسها على مبادئ الحقوق المدنية والحرية السياسية.
يطرح الفنانون البصريون في هذا المعرض تأملاتهم حول النساء والثورة؛ بين دورهن الفاعل في الثورة وتوظيفهن من قبل السلطة الأبوية؛ من قبيل تحديد أدوارهن قبل الثورة، وفي أثنائها، وفي المرحلة التي تلتها.
الفصل الرابع
عرض أفلام - خارج الملف
يضم برنامج الأفلام مجموعة مختارة من الأفلام المحلية والدولية التي تلقي الضوء على واقع النساء في العالم بشكل عام، وفي فلسطين والعالم العربي بشكل خاص. وتستكشف هذه الأفلام، وبدرجات متفاوتة، الروايات التي تتناول ثيمات تتراوح بين الصمود والنفي القسري، إلى الأشكال البديلة للاحتجاجات اليومية ومذكرات السجون. وتروي الأفلام قصص النساء اللواتي يناهضن تفوّق العرق الأبيض، والاضطهاد، كما تستعرض تجارب هؤلاء النسوة في مواجهة العنف والهيمنة الأبوية، وانعدام المساواة، والعجز، والحرمان. كما يشمل البرنامج أفلاماً تصور الروايات التي تسردها النساء في أعقاب الثورات، ضمن الهياكل السياسية التي تلتها، والهياكل الاجتماعية التي نشأت في حقبة ما بعد الكولونيالية.
مشروع "حول المرأة والثورة" هو مشروع بحثيّ تنظمه مؤسسة عبد المحسن القطان، بالشراكة مع معهد دراسات المرأة في جامعة بيرزيت، وجاليري 1، ونادي رام الله للسينما. ويأتي هذا المشروع ضمن سلسلة من التدخلات التي تمهد الطريق لإقامة فعالية مركزية حول المرأة والثورة خلال العام 2019.
ويكتسب هذا المشروع أهميته من أنه يدرس الشخصيات النسائية الرائدة في الثورات التي شهدها القرن الماضي في العالم. فقد نُشرت الكثير من الأدبيات حول هذا الموضوع، بما فيها اليوميات والمذكّرات الشخصية التي تصف التفاعلات اليومية التي عاشتها المرأة ضمن الهياكل الاجتماعية والسياسية الأبوية التي وَسمت حركات النضال في سبيل التحرر، مقابل الأدوات الكثيرة والأدوار الفاعلة التي وظفتها النساء في مواجهة الأنظمة الكولونيالية والسلطوية. فشخصيات كدلال المغربي، وجميلة بوحيرد، وكاثلين كليفر، أضحت أيقونية في الحركات التحررية المعاصرة والثورات المناوئة لسلطوية الدول. ومع ذلك، فلا تزال العديد من القصص والروايات حول القيادة التي تولّتها المرأة بصورة خفيّة في حركات المقاومة والثورات، تنتظر الكشف عنها وإعادة سردها. فقد أفل نجم عدد ليس بالقليل من أولئك النسوة القياديات، اللواتي انخرطن في أدوار محورية في الثورات وشكلن أركاناً أساسية فيها، بعدما بلغن أوجَهُنّ في حركات النضال التحرري التي خُضْنَ غمارها، أو طواهنّ النسيان بدرجات متفاوتة، أو تُرِكْنَ ليعشْنَ حياة رتيبة في منازلهن، أو أُودِعْنَ في غياهب السجون على مدى سنوات، أو جرى استيعابهن في مناصب دنيا في المؤسسات التي أقامتها الأنظمة السياسية في مرحلة ما بعد التحرر.