نظّم مركز القطان للبحث والتطوير التربوي عبر مشروع وليد وهيلين القطان لتطوير البحث والتعليم في العلوم، في الفترة بين 28-30/11 لقاءات في مساق التعلّم التكاملي عبر منظومة عباءة الخبير، بإشراف الخبير البريطاني لوك أبووت، استهدف مجموعة مختارة من معلمي العلوم من مدارس الحكومة، و"أونروا"، والخاصة، من منطقة بيت لحم، وذلك في دار الندوة في بيت لحم.
كما نظّم المشروع لقاءات في المساق ذاته أيام 2 و5 و7/12 الحالي، بمشاركة مجموعة منتقاة من معلّمي العلوم من القدس وضواحيها، إضافة إلى معلمين من مدارس مرج نعجة، ومرج غزال، ومدرسة الزبيدات الثانوية المختلطة، ومدرسة بنات الزبيدات الثانوية، وذلك في الهلال الأحمر الفلسطيني في البيرة.
وهدفت اللقاءات، التي تندرج ضمن برنامج التكوّن المهني في المركز، إلى تعميق الأفكار والمصطلحات التي سبق وتعرّف عليها المعلمون المشاركون من خلال المساق الصيفي الذي عُقد في شهر آب الماضي، والتي ركّزت على التعليم التكاملي والبيئة التعليمية التكاملية. كما تعتبر هذه اللقاءات استمراراً لسلسة اللقاءات ضمن مساق عباءة الخبير، حيث ينتقل خلاله المعلمون تدريجياً من الإطار النظري والخبرة الذاتية، إلى التأمل في المعطيات والبيداغوجيا المتعلقة بها، وصولاً إلى إطار تطبيقي في صفوفهم، والتأمل في ممارساتهم لضمان التطوير المستمر لعملهم.
وتطرّق المساق إلى مفاهيم متعلقة ببيداغوجيا التعليم والتعلّم عبر منظومة عباءة الخبير، حيث تعرّف المشاركون على معنى الاستقصاء، وكيفية طرح الأسئلة الاستقصائية، وإدارة التعلم داخل الصف، ومصادر التعلم التي تحثّ الطلاب وتدفعهم للتجربة العملية، والاستكشاف والبحث وطرح الأسئلة. كما شمل المساق الدراما المتعلقة بعباءة الخبير، وأهمية السياق الدرامي في انخراط الطلاب في تعلمهم الجديد، والدافعية والرغبة التي تتكوّن لديهم لحل المشكلات.
وناقش المشاركون أيضاً الخيال، ودوره في السياق الدرامي وفي التعلم، ومهارات الدخول في الدور لدى المعلم والطلاب، وأهميتها في انخراط الطلاب وخلق السياق والفريق المسؤول والمهمات والزبون كعناصر أساسية في عباءة الخبير.
وخصّص المساق يوم عمل حول مفهوم الصف التفاعلي، المبنيّ على أساس التعلم التكاملي كإطار تعليمي تعلّمي، حيث تناول المشاركون فكرة تطوير صفوفهم الحالية لتصبح صفوفاّ تفاعلية، يُعاد خلالها تشكيل العلاقة والأدوار بين المعلم والطلاب، فيُعطى الطالب فرصة لبناء خبرات ومعارف ذاتية حول الأشياء، وتنتقل إليه مهمة التعلم ليصبح متعلماً نشطاً مسؤولاً متفاعلاً، لتغدو غرفة الصف أشبه بـ "ورشة عمل"، حيث تتوفّر فيها فرص للتعّلم، ومساحة لطرح الأسئلة والاستكشاف وبناء المعرفة.
وقالت سمر قرش، الباحثة الرئيسية في المشروع: "اتسمت اللقاءات باحتوائها حوارات وأسئلة تربوية حول عباءة الخبير وتطبيقاتها، والصف التفاعلي وسماته العملية، نبعت من تفاعل وانخراط واعٍ ما بين المدرب والمعلمين، وقد لاحظنا كيف أنهى المعلمون المساق ولديهم تصميم عالٍ مبني على تطوّر نظري ومهارات تطبيقية أولية، تُهيّئهم للمضّي قُدماً نحو التنفيذ في صفوفهم، إضافة إلى رغبتهم في التواصل وتبادل الخبرات فيما بينهم. نحن سعيدون بما رأيناه من تغيّر، ونأمل أنْ يسهم هذا في تكوّنهم المهني كنواة عمل في مناطقهم".
وعبّر المشرف ذياب تركمان عن سعادته للمشاركة في المساق قائلاً: "كانت اللقاءات ممتعة، وشملت خبرات ومهارات جديدة يمكن تطبيقها في المدارس، وبخاصة في المرحلة الأساسية التي تعتمد أصلاً على التكامل والترابط بين المواضيع والمهارات، وهذا يتخطّى مفهوم الصف ودور المعلم التقليديين، لينتقل بالمعلم إلى إطار الصف التفاعلي ودور المعلم الواعي الميسّر والمخطط الجيد لسير التعلم".
أمّا المعلمة راوية عبده، فقالت: "إنّ محتوى المساق ينصبّ في صلب تعليم العلوم وأساليبه، ويسعى إلى الانتقال بمعلم العلوم من كونه محدود الأفق ليصبح معلماً شاملاً قادراً على بناء أجيال مثقّفة علمياً".
وقال المعلّم رأفت علي أنّه كان يتوقّع من خلال مشاركته في المساق تغييراً على المستوى النظري لمهنة التعليم، ولكنّ اللقاءات تعدّت ذلك لتقوم بطرح التغيير بشكل فعلي وعملي.