هل المسرح مكان لإخبار قصة أم لطرح قضية؟ بأسئلة مثل هذا، بدأ نقاش المخرج والكاتب المسرحي نزار الزعبي من مكانه في حيفا مع متدربيه العشرين في غزة، عبر تقنية السكايب والفيديوكونفرنس، وذلك خلال مساق تدريبي نظمه، مؤخراً، برنامج الثقافة والفنون في مؤسسة عبد المحسن القطان.
ويأتي هذا المساق ضمن مشروع "دعم إنتاجات وممارسات فنية معاصرة في قطاع غزة"، الذي أطلقه البرنامج، بتمويل مشارك من المركز الدنمركي للتنمية الثقافية(CKU)، وفي سياق التدخلات التي يقوم البرنامج بتطويرها مع شركاء آخرين، من بينهم جمعية بسمة للثقافة والفنون في غزة التي نُظم هذا المساق بالتعاون معها.
وقال محمود أبو هشهش مدير البرنامج: "إن الهدف الرئيس من هذا المساق هو بناء قدرات جديدة في حقل الفنون الأدائية. وقد تم اللجوء إلى تكنولوجيا التعلم عن بعد وعبر الإنترنت، لتخطي الحصار المفروض على القطاع، والصعوبة التي تكمن في دخول المدربين إليه وخروج المتدربين منه".
وأضاف أبو هشهش: "الهدف من تدريب هؤلاء الشبان والشابات، هو المساهمة في رفد المشهد المسرحي، ولاسيما في القطاع، بطاقات جديدة، تستطيع أن تحدث أثراً إيجابياً ملحوظا ًعلى ما يتم إنتاجه، وأن تبث فيه روحاً جديدة وخلاقة".
بدوره قال السيد يحيى إدريس، مدير المشاريع في جمعية بسمة للثقافة والفنون: "يستهدف المشروع طاقات شابة ممن لديهم الرغبة والموهبة والمثابرة على الانخراط في عالم المسرح في قطاع غزة"، وأضاف: "يشتمل البرنامج التدريبي على 15 لقاءً، بواقع لقاء واحد أسبوعياً، لمدة 3 ساعات على مدى أربعة أشهر، ويتضمّن محاضرات، وحوارات، ولقاءات مع مسرحيين فلسطينيين ذوي خبرة مميزة، إضافة إلى مشاهدات لعروض مسرحية، بإشراف المخرج المسرحي الفلسطيني نزار الزعبي، الذي يتمتع بتجربة عالمية مميزة في مجال الإخراج والكتابة المسرحيين".
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تلجأ فيها مؤسسة عبد المحسن القطان لتدريب الفنون عبر الإنترنت في قطاع غزة، فقد سبق وأن استخدمت هذه التقنية في بناء مدرسة غزة للموسيقى، التي سلمتها، في العام 2012،لمعهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقي لتصبح الفرع الأول له في القطاع.