أعلن مركز الدراسات الفلسطينية بجامعة كولومبيا عن حصول مزنة القطو على منحة إبراهيم أبو لغد للعام 2013-2014 لدراسات ما بعد الدكتوراه في الدراسات الفلسطينية.
وتفتح المنحة المجال للمنافسة على مستوى العالم بين جميع الباحثين والباحثات لمرحلة ما بعد الدكتوراه، الذين يشاركون مركز الدراسات الفلسطينية في رسالته للمضي قدماً في إنتاج المعرفة عن التاريخ والثقافة والمجتمع والسياسة الفلسطينية وتعميمها، من خلال البحث العلمي المتميز.
جديرٌ بالذكر أنّ هذه المنحة أصبحت ممكنة بفضل تبرعٍ كريم من عبد المحسن القطَّان تكريماً لصديقه الباحث والمفكر الفلسطيني الراحل إبراهيم أبو لغد (1929 – 2001). وكانت صداقتهما الوطيدة بدأت بعد النكبة مباشرة، وتطوّرت إلى التزام مشترك بالسعي نحو تحقيق العدالة للفلسطينيين، من خلال دعم التميز في مجال البحث العلمي والدراسات العليا. ساهم إبراهيم أبو لغد في السنوات اللاحقة، وبعد إنشاء مؤسسة عبد المحسن القطَّان في فلسطين، في إنشاء مركز القطان للبحث والتطوير التربوي، كأحد البرامج الرئيسية في المؤسسة.
نشأت مزنة القطو بين طولكرم وشيكاغو، حيث حازت على الشهادة الجامعية (البكالوريوس) من جامعة شيكاغو، وهي تعمل حالياً في كلية سانت أنتوني، بجامعة أكسفورد. وستقيم مزنة خلال الفصل الدراسي الثاني للعام 2014 في جامعة كولومبيا، للعمل على مشروع كتابٍ مرتكزٍ على أطروحتها، وفيه تتناول المؤلفة التاريخ الاجتماعي لتجربة التعليم الفلسطيني في الأردن، وتبحث خلاله كيف طوّرت المؤسسات الإنسانية الدولية والأردنية البنية والمحتوى للنظام التعليمي، وآليات المراقبة والتفتيش من أجل متابعة وخدمة أهدافها السياسية والتربوية.
ويسلّط كتاب الباحثة "التعليم في المنفى: الفلسطينيون والنظام الهاشمي، 1948- 1967"، الضوء على تاريخ محلي جندري للحياة التربوية للاجئين، حيث تشدد القطو في كتابها على مركزية تجربة اللاجئين خلال خمسينيات القرن الماضي، فيما يخصّ التاريخ الفلسطيني وتأريخه. وفي حين رأى المؤرخون في مخيمات اللاجئين والتشرّد أماكن لتعزيز التوجّهات والهويات الوطنية، فإنّ هذا الكتاب يُظهر المخيمات كفضاءات مولّدة لولاءات سياسية واجتماعية متغيرة؛ فالانتماء إلى دولة، أو طبقة، أو مخيم، أو قرية، لطالما كان موضع استفسار وتمرّد. ويقوم هذا الكتاب بطرح سياقٍ لظهور المشروع الفلسطيني الداعي للتحرر والعودة عن طريق استقصاء التجارب المبكرة الأولى للطلاب الفلسطينيين بعد النكبة، فيما يعترض في الوقت ذاته على الأصوات المنادية بحدوث انقطاع بعد العام 1948، من خلال الإشارة إلى ظاهرة الاستمرار في الأنظمة التربوية خلال الفترة الانتقالية من حالة حكم انتدابي كولونيالي إلى ملكي.
إضافة إلى ما سبق، فإنّ القطو هي صاحبة واحدة من أهم الخرائط الاجتماعية- التاريخية الشاملة لمجتمعات اللاجئين الفلسطينية في المنفى، باعتبارها جزءاً من مشروع بحث جماعي مدني مركزه كلية نفيلد، أكسفورد. كما قامت، مؤخّراً، بالمساهمة في تحرير عدد خاص حول فلسطين في الدراسات الكولونيالية الاستيطانية.