التقت الكاتبة سماح السبعاوي والشاعرة رزان بنورة مع مجموعتي طالبات من مدرستي القبيبة الثانوية للبنات/محافظة القدس، وبنات العودة الثانوية/محافظة بيت لحم، يومي الأحد والثلاثاء الماضيين 3 و5/3/2019، ضمن برنامج "مؤلف في مدرسة" الذي تنفذه مكتبة مؤسسة عبد المحسن القطّان، بالتعاون مع وحدة الفنون في وزارة التربية والتعليم العالي، أو بشكل مباشر مع المدارس.
كاتبة في "القبيبة"
وناقشت سبعاوي، وهي كاتبة فلسطينية أسترالية، عبر الفيديوكونفرنس مع طالبات القبيبة مسرحيتها "حكايات مدينة على البحر" المكتوبة بالإنجليزية والحاصلة على جوائز عدة، وتدور أحداثها في قطاع غزة عشية العدوان الإسرائيلي العام 2008، حول قصة حب تجسد الظروف الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون في غزة وخارجها.
وعرضت الطالبات مشهداً من المسرحية، ثم ملخصاً لها، وقراءة لبعض الأشعار الواردة فيها، وناقشن تفاصيل المسرحية وشخصياتها وأحداثها مع الكاتبة، ووجهن لها أسئلة من قبيل: لمن تكتب؟ وكيف؟ ولماذا أنهت مسرحيتها نهاية تراجيدية؟
سبعاوي أجابتهن: لأننا لم نصل إلى نهاية القصة حتى الآن، والأمر متروك لنا جميعاً لكتابة النهاية، والتأكد من أن، بطلي القصة، رامي وجمانة، يستطيعان التغلب على الحواجز التي تفصل بينهما، الحصار والاحتلال.
وقالت سبعاوي إنها تأثرت بأفكار الطالبات العميقة، وتحليلاتهن النقدية للعمل، حتى إنها تعلمت منهن الكثير، وشكرت المعلمات اللواتي أشرفن على الطالبات.
وسبعاوي المقيمة في أستراليا هي مؤلفة وكاتبة مسرحية وشاعرة مناصرة لحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية، ولها عدد من الأعمال من ضمنها مسرحيتين بعنوان (Cries from the Land) و(Three Wishes)، وتتناول كلتاهما محنة الشعب الفلسطيني.
وطالبت المعلمة مريم زهران، التي أشرفت على تدريب الطلبات، وزارة التربية والتعليم العالي أن يتم إدراج مسرحية سبعاوي ضمن المناهج الفلسطينية، وهي المدرجة في المناهج الأسترالية.
شاعرة في "العودة"
وفي السياق نفسه، زارت الشاعرة رزان بنورة برفقة الكاتب زياد خدّاش، مدير وحدة الفنون في وزارة التربية والتعليم، مدرسة العودة، حيث درّب خدّاش الطالبات على مهارات في الكتابة الإبداعية، وناقش معهن تجربته في كتابة القصّة القصيرة.
أما بنّورة، فقرأت قصائد من ديوانها "شخير" الحائز على إشادة مع توصية بالنشر من قبل لجنة تحكيم مسابقة الكاتب الشاب للعام 2017 التي ينظمها برنامج الثقافة والفنون في مؤسسة عبد المحسن القطان.
وناقشت الطالبات بنّورة في مضامين قصائدها وكيفية اختيارها لمواضيع الكتابة، كما سألنها عن الإبداع وتطوره وعن تجاربها الشخصية، من خيبات ونجاحات، أثرت وتؤثر على كتاباتها.
كما طال النقاش القيود الاجتماعية التي تفرض على المرأة في مجتمعاتنا، وكيف تتغلب المبدعة عليها من خلال منتوجها الإبداعي أياً كان.
وعبّرت بنّورة عن سعادتها بلقاء الفتيات اللواتي تفاعلن بشكل كبير مع القصائد ومعها ولمست وعياً ونضوجاً واضحاً في أسئلتهن التي أثرت فيها. وأثنت على جهود مدرسة العودة، الحاصلة على جائزة القراءة العربية للعام 2017، في تحفيز طالباتها على القراءة والإبداع الجليّة في أسلوب نقاشهن وكتابتهن.
وبنورة ولدت في بيت لحم، وتعيش وتزاول مهنة المحاماة فيها، وهي حاصلة على شهادة البكالوريوس في القانون في العام 2015. ونشرت العديد من القصائد والقصص في صحف ومجلات محلية وعربية مطبوعة وإلكترونية.