عرض المخرج البلجيكي ماتياس بوبيه فيلمه (Ours is a Country of Words)، الاثنين 7 أيار 2018 في مركز خليل السكاكيني الثقافي، ضمن فعاليات مهرجان الثقافة الفلامنكي – الفلسطيني، الذي تنظمه مؤسسة عبد المحسن القطان ومؤسسة كونيكسيون (بلجيكا)، بالتعاون مع وزارة الثقافة في الفترة الممتدة من 3 إلى 11 أيار 2018.
وقدم الفيلم سيناريو افتراضي لعودة اللاجئين وما يجول في خواطرهم من أفكار وصور عن الوطن، من خلال قصة جمال وعائلته في مخيم شاتيلا في لبنان، التي تحضر نفسها للعودة إلى فلسطين. ويبدأ أفراد العائلة بتخيل ما هم مقبلون عليه في وطنهم فلسطين، ويرسمون تصوراتهم عن الحياة فيه.
ويصف الممثلون، الذين ظهروا بأسمائهم الحقيقية في الفيلم، مخطّطاتهم في فلسطين. ويقول الوالد جمال، إنه عند وصوله فلسطين لن يفعل شيئاً سوى التعرف على الناس. وأنه سيطرق أبواب المواطنين ليخبرهم بأنه يودّ التعرف عليهم فقط.
لم يستعن المخرج بممثلين لأداء فيلمه، بل أشرك به معارفه من مخيم شاتيلا، لتصبح منازلهم وأزقة حاراتهم مسرحاً لأحداث الفيلم، الذي يمتد على مدار 42 دقيقة. كما تسود المشاهد المظلمة في الفيلم، لتبرز مأساة اللاجئين هناك. ويذكر بوبيه، أنه لم يكتب سيناريو للفيلم، بل كان يعطي الممثلين فكرة عن المشهد ويتركهم يصنعون الحوار على طبيعتهم.
ولا ينتهي الفيلم بمعرفة النهاية، هل عادت الشخصيات الى فلسطين؟ عن ذلك يقول بوبيه: "لا يمكن توقع ما سيحدث لهذه العائلة وإن كانت تستطيع فعلاً العودة إلى وطنها أم لا. الفيلم بسّط فكرة العودة وأوحى لنا بأنها ببساطة وسذاجة تخيّلات هؤلاء اللاجئين الذين يحلمون بالعودة، لكنها ليست كذلك وهذا ما أحاول إظهاره".
ويعتمد الفيلم على اللقطات العامة طويلة المدة. وتم تصويره باستخدام كاميرا واحدة. ويبرر بوبيه ذلك بقوله إنه يرغب بجعل الفيلم أكثر واقعية، فلو تم استخدام اللقطات القريبة (Close – up shots) لظهرت المشاهد على أنها "مفتعلة" وذات طابع درامي مبالغ فيه. كما أن التصوير باستخدام كاميرا واحدة يوحي للمشاهد بأن "الفيلم مصوّر بعينيه".
واعتبر مدير البرنامج العام في مؤسسة عبد المحسن القطان يزيد عناني، أن الفيلم قام بتفكيك موروثات من الثورة الفلسطينية، مثل حق العودة.
وتابع عناني: "نحن بالعادة ننتظر أن نُمنح حق العودة، ولكن الفيلم أظهر العلاقة الشخصية بين اللاجئ وهذا الحق وكيف سيناله بنفسه".
عن المخرج
خلال دراسة بوبيه لصناعة الأفلام في بلجيكا، عمل في مركز شبابي في مخيم شاتيلا اللبناني في العام 2011، حيث بدأ بعمل مقابلات مع سكان المخيم، الذين كانوا قلقين من وجود كاميرا. يقول بوبيه: "كنت صغيراً حينها ولم أعلم سبب ذلك، وما حدث لهم خلال النكبة ثم المجازر التي اقترفت بحق سكان المخيم. لذلك، لم أستخدم المادة التي صورتها في فيلمي هذا، لأن من صورتهم لم يوافقوا على ذلك".
وعند البدء بمشروعه للحصول على درجة الماجستير، نصحته إحدى مدرساته بإشراك سكان المخيم في الفيلم وعدم التعامل معهم "كأشياء".