أعلن مركز الدّراسات الفلسطينيّة في جامعة كولومبيا عن الفائز الخامس بمنحة زمالة إبراهيم أبو لغد في الدّراسات الفلسطينيّة التي حازت عليها هذا العام أريج صبّاغ خوري. وتهدف المنحة إلى دعم الدّراسات المبتكرة والرائدة المتعلّقة بفلسطين والفلسطينيّين.
وتعمل خوري باحثة مشاركة ومنسّقة أكاديمية لمشروع مشاركة الفلسطينيين السّياسيّة في إسرائيل في مركز مدى الكرمل – المركز العربيّ للدّراسات الاجتماعيّة التّطبيقيّة. وستقضي خوري خريف العام 2015 في جامعة كولومبيا للعمل على مشروع كتاب يستند إلى أطروحة بحثها التي تحمل عنوان "الممارسات الاستعماريّة والعلاقات على الحدود: كيبوتسات هاشومير هاتسعير والقرى العربيّة المحيطة بها على أطراف وادي يزرعيل/مرج بني عامر، 1936 – 1956". وكانت خوري قد ركّزت في بحثها على هاشومير هاتسعير –وهي الجناح اليساري من الحركة العمّاليّة الصهيونيّة– وعلاقاتها بأهالي القرى العربيّة التي تنتشر بكثافة على أطراف منطقة بلاد الرّوحا على حدود مرج بني عامر الغَربيّة. ومن النّاحية الفكريّة، تؤمن هاشومير هاتسعير بعلاقة الرّفاقيّة بين الأمم وبالدّولة الثّنائيّة القوميّة، ناشدةً بذلك التّعايش السّلميّ مع السّكان العرب في فلسطين. وتُسلّط الباحثة الضوء على قصور صيغة الاستعمار الاستيطانيّ الصهيونيّ عن تحقيق التّعايش السّلميّ بالنّظر في ممارسات كيبوتسات هذه الحركة وكشف تناقضها مع فكرها. ولَئِن كانت خوري قد درست في أطروحتها مصادر صهيونيّة من الكيبوتسات وغيرها، فإنّها ستوّسع بحثها في الكتاب، بحيث تستخدم مصادر فلسطينيّة وتبحث في نظرة الفلسطينيّين إلى "جيرانهم". وبمعاينة الرّوايات المتعلّقة بتعاملات الفلسطينيين وعلاقاتهم مع سكّان الكيبوتسات، ستبحث خوري في أثر العلاقات بالمستوطنين على عموم المجتمع الفلسطينيّ أثناء النّكبة. وسيقدّم كتابها قراءة خاصّة لتاريخ الاستعمار الصّهيونيّ بمثابته حالة متفرّدة من الاستعمار الاستيطاني، ففي حين تنكبّ الأدبيات العلميّة الأوّليّة على دراسة التّيّارات الفكريّة الصّهيونيّة في فلسطين وتنافسها، فإنّ خوري تدرس ممارسات المستوطنين الاستعماريّة للتأكيد على أنّ النّكبة لم تبدأ بأحداث العام 1948، وإنّما كانت متزامنة مع عمليّة الاستعمار الصهيونيّ الجارية آنذاك.
وكانت خوري قد حصلت على شهادة الدكتوراه من دائرة علم الاجتماع وعلم الإنسان في جامعة تل أبيب، وساهمت في العديد من الكتب والمقالات، منها "معضلات فلسطينيّة: الهجرة اليهوديّة وعودة اللّاجئين"، كما ساهمت في تحرير مؤلَّف "الفلسطينيّون في إسرائيل: قراءات في التّاريخ والسياسة والمجتمع" الذي صدر عن مركز مدى الكرمل باللّغات الإنجليزيّة والعبريّة والعربيّة في جزأين، بحيث نُشِر الجزء الأوّل العام 2011 وسيصدر الثّاني العام 2015. وآخر منشوراتها مقالة شاركت في كتابتها في مجلّة دراسات الاستعمار الاستيطانيّ بعنوان "المواطنة ضمن الاستعمار الاستيطانيّ: فهم علاقة إسرائيل بمواطنيها الفلسطينيّين". وكانت خوري أيضاً قد حصدت العديد من المنح لبحوثها، منها منحة فولبرايت لأبحاث ما بعد الدكتوراه.
وتقدّم منحة إبراهيم أبو لغد بفضل عطاء السّيد عبد المحسن القطّان عبر مؤسّسة القطّان تكريماً لصديقه الرّاحل المفكّر والباحث الفلسطينيّ إبراهيم أبو لغد (1929 – 2001)، إذ كانت صداقتهما الوطيدة قد نشأت في أعقاب نكبة العام 1948 ونمت لتصبح التزاماً مشتركاً بالعمل لتحقيق العدالة للفلسطينيين بشتّى السبل، ومنها دعم التميّز في التّعليم والدراسات العليا. وتقدّم كلّ من السّيّدة سحر الهنيدي وعائلة أبو لغد أيضاً دعماً كريماً إضافيّاً للمنحة.