غزة- (مؤسسة عبد المحسن القطان):
اختتم مركز الطفل- غزة/مؤسسة عبد المحسن القطان، مؤخراً، أنشطة برنامج "الدراما في سياق تعلمي" الذي انطلق في أيلول/سبتمبر 2018، ضمن دورة خريف 2018، بمشاركة 25 طالبة من مدرسة الزيتون المشتركة (أ).
واعتمد هذا البرنامج على العمل مع الطالبات بطرق ومنهجيات مفتوحة على احتمالات وتجارب من شأنها أن تلتقط ما لدى الطالبات، وتدخل معهن في تجربة تعليمية استكشافية تعبيرية نوعية، عبر خلق أوضاع خيالية لاستكشاف تجارب حقيقية من خلالها، فكانت القصص العالمية والمحلية حاضرة في هذه اللقاءات لتكون بيئة استكشاف للعديد من القضايا الإنسانية، وتوظيفها لإنشاء الأبنية الدرامية للوصول إلى المقصد التعلّمي، فكانت هناك قصتا "ليلي والذئب"، و"حذاء الحكيم"، وقصص كثيرة حول السلوكيات، كان لا بد من الوقوف أمامها.
أتاحت هذه اللقاءات للمشاركات فرصة الانخراط في سياق تكويني جديد عبر طاقة جديدة، انبعثت كنتيجة لوضعهن في سياقات تعلُّمية لم يختبرنها من قبل، استطعن من خلال الأنشطة الدرامية التي قدمت لهن، معايشة الفعل الدرامي، ومكنتهن من ربط مجالات مختلفة من الخبرة عن طريق جمع الخيال والحقيقة، ما ساعدهن على رؤية التقليدي والمعتاد والحقائق التي قمن بتأليفها بشكل جديد ومختلف، وبحيث أصبحت ليلى الحمراء والجدة والذئب محلاً للتساؤلات والتشكيك في رواياتهن، من خلال الحوار الذي وضع الثلاثة معاً على منصة أمام الجمهور، ليبدأ كل منهم بالدفاع عن نفسه وعن الأسباب التي دفعته إلى القيام بفعلته، حيث كان من المهم للثلاثة إبراز الجوانب الإنسانية التي في داخلهم.
أما "حذاء الحكيم" الذي هو ضمن المساق الدراسي للمشاركات، فكان تجربة ذاتية مرت بها الطالبات، ركز المدرب فيها على الأخذ بيدهن لاستكشاف مفهومهن لمعاني الخير والشر والعقل والحكمة وعدم الأنانية، من خلال الأسئلة والإجابات الصريحة والضمنية التي ساعدتهن على مراجعة تصوراتهن حول هذه المفاهيم.
كان من المهم توظيف عباءة الخبير كتقنية درامية يتم استخدامها عندما يتعلق بلعب الأدوار ونقد الفعل من أجل الوصول إلى رؤية مشتركة لتعديل بعض السلوكيات. وقد كان موضوع النظافة بأشكالها كافة، موضوعاً ثرياً للعمل عليه مع الطالبات من خلال استثمار حماسهن وقدرتهن على وضع أنفسهن بموقع مسؤولية، وعليهن أن يقمن بتغيير هذا المجتمع وتحمل مسؤولية وجودهن في هذا الدور.
وحول مشاركتها في البرنامج، قالت الطالبة إيمان الزغبي: "بعد مشاركتي في البرنامج أصبحت قادرة على التعبير عن أفكاري ومشاعري بطرق جديدة، كما سهل علي فهم بعض دروس المنهاج من خلال أدائها بالدراما".
فيما رأت المعلمة ريم العاوور أن برنامج الدراما مع "القطان"، جاء لتعزيز وإثراء مفاهيم عديدة كان يصعب في السابق الحديث عنها بوسائل تقليدية للطلاب، ومن أهم هذه المفاهيم تلك التي تتعلق بالسلوكيات، إضافة إلى تقديم الدروس بشكل إبداعي ومرن وغير تقليدي.
من جانبه، رأى غسان أبو لبدة، مدرب البرنامج في مركز الطفل-غزة/مؤسسة عبد المحسن القطان أن المجموعة المشاركة وطاقتهن الشغوفة للعمل كانت أرضاً خصبة، كي تجرب الطالبات العديد من الأفكار بأجسادهن وخيالاتهن ومشاعرهن، ما ساهم في تمكين الطالبات المشاركات من إنتاج عروض درامية كانت نتاج تجربة استمرت على مدى شهرين، وتقديمها أمام الأهالي، وبحضور ومشاركة إدارة المدرسة.