غزة - (مؤسسة عبد المحسن القطان):
انخرط عشرات الأطفال في حيز درامي عبر أحد اللقاءات التي يُنظّمها مركز الطفل- غزة ضمن برنامج" الدراما في سياق تعلمي"، التي أثارت لديهم التفكير والتساؤل، ومكنتهم من الانفتاح على تجارب خيالية وجمعها بالواقع.
وتخيل المشاركون عبر اللقاءات أن مدينتهم تعرّضت لكارثة طبيعية وهي "الفيضان"، ما وضعهم أمام خيارات محدودة، وحتمية اتخاذ القرار خلال 48 ساعة فقط، فإما البقاء فيها لحمايتها باستخدام الوسائل الممكنة، وإما مغادرتها على الفور.
وأجمع الطلاب كافة على المغادرة على الفور ما عدا طالب واحد قرر البقاء في المدينة، ما أثار قضية مهمة وهي "هجرة الشباب"، وفتح تساؤلاً جديراً بالاهتمام والوقوف أمامه، ألا وهو: "ما هو الوطن وما دورنا في حمايته؟".
وشكّل الأطفال ثلاث مجموعات لابتداع أفكار وحلول ناجعة لشكل المدينة الآمنة، والقادرة على مواجهة الكوارث الطبيعية أو الحروب، ورسموا بخيالهم مدينتهم التي يسعون إلى حمايتها من بعد الفيضان، متخذين التدابير والسياسات اللازمة للحد من المخاطر الناجمة عن الكوارث في المستقبل، ولتحسين حياة سكان المدينة.
وتضمنت مجموعات العمل خبراء في الهندسة المعمارية، ودورهم في إعادة بناء البيوت والمساكن والمراكز الصحية والتعليمية والمنشآت، بحيث تكون مجهزة لمواجهة أي خطر، ومزودة بأجهزة إنذار وسلالم هروب وبنية تحتية قوية تضم ملاجئ ومترو أنفاق ... وغيرها.
وضمت المجموعة الثانية عدداً من الخبراء الباحثين والعلماء ليقدموا دراسات وأبحاث عن أسباب حدوث الكوارث علمياً، وتقديم حلول لها.
أما المجموعة الثالثة التي تسن التشريعات والقوانين، فقد رأت ضرورة إصدار قوانين وتشريعات تحمي البيئة، إذ أصدرت قانوناً جديداً وهو أن يتم الاعتماد في كافة وسائل النقل والمواصلات على الطاقة الشمسية المتجددة في المدينة، مع وجود وزارات مثل وزارة حماية البيئة والعلوم، ووزارة مواجهة الكوارث الطبيعية.
وعبّر الطالب محمود مهنا (13 عاماً) أحد المشاركين، عن مدى استفادته من هذه التجربة، قائلاً: "اللقاء اليوم استفز عقلي ومشاعري وجعلني أفكر وأعبر عن حالي أكثر"، فيما وافقه الرأي محمد فروانة (13 عاماً) قائلاً: "متحمس للقاء القادم، رح نتدرب فيه على عرض درامي للمدينة اللي تخيلناها اليوم".
ويتيح البرنامج للأطفال فرصة الانخراط في سياق تكويني درامي يتم فيه توظيف "عباءة الخبير" كتقنية درامية، يتم استخدامها عندما يتعلق الأمر بلعب الأدوار، ونقد الفعل من أجل الوصول إلى رؤية مشتركة، لتعديل بعض المفاهيم والعمل عليها، من خلال وضع الأطفال في مواقع اتخاذ قرار ومسؤولية.
كما يسهم البرنامج في تمكين الطلاب المشاركين من إنتاج عروض درامية كنتاج للتجربة التي خاضوها ضمن مشاركتهم في البرنامج، حيث سيقومون بتقديمها أمام الأهالي، وبحضور ومشاركة إدارة المدرستين.
جدير بالذكر أن المركز ينفذ البرنامج في دورته الربيعية 2019 منذ مطلع شباط/فبراير2019، ضمن برامج الربيع، بمشاركة 38 طالباً من مدرستي صلاح الدين الإعدادية، وذكور الرمال الإعدادية (أ)، ويستمر حتى 15 نيسان/أبريل 2019.