"ينمو التعلم بالبحث ويتكاثر بالتجريب" ... بهذه العبارة وبنبرة متحمسة، بدأت المعلمة إيمان الشريف حديثها عن تجربة الانخراط في دورة "التعلم عبر المشروع"، بمشاركة 22 معلماً ومعلمة، من معلمي مساق العلوم للمرحلة الإعدادية بمدارس محافظة غزة.
توضح الشريف أنها تعمل كمعلمة علوم منذ نحو عشرة أعوام، ما يجعلها مهتمة في تطوير ذاتها ودافعيتها لتعلم طرائق وأساليب حديثة ومواكبة لطفل القرن الحالي، موضحةً أن التوجه التعليمي الحديث يكمن في أن الطالب هو محور العملية التعليمية، مشيرة إلى ضرورة نقله من حيز التلقي إلى حيز البحث والاستكشاف والتقصي، وصولاً إلى المعرفة المبنية على ذلك، وعلاقتها بالبيئة المحيطة بالطلاب، لتسهيل فهمها، وبهذا يُقدّم العلوم كمادة ممتعة وشيقة لا العكس، على حد تعبيرها.
تتابع الشريف حديثها وهي منغمسة مع فريقها المكون من 4 معلمين، يتعاونون في تنفيذ مشروعهم العلمي، قائلة: "تقوم فكرة مشروعنا على إنتاج الماء من الغلاف الجوي، فالهواء يحتوي على تسعة أضعاف الماء الموجود في البحار والمحيطات، معنى ذلك أن نستثمر بخار الماء ونحوله إلى ماء صالح للشرب. جاءت فكرة المشروع بعد مرحلة العصف الذهني، والبحث عن تحديات عالمية تواجه المجتمعات وبحاجة لحلول.
وبعد قُرابة الشهر من الانخراط في دورة "التعلّم عبر المشروع" في مركز القطان الثقافي-غزة، يرى محمد حمادة معلم العلوم بمدرسة صلاح الدين، أن التحول الذي يفرضه العالم عامةً، والمنهاج الفلسطيني الحالي، وبخاصة مساق العلوم، لا يمكن تدريسه من كتاب مدرسي فحسب، بل يعتمد على التعلم عبر الاستكشاف والاستقصاء لتنمية مهارات الطالب، على عكس المنهاج القديم الذي كان يقدم المعرفة بشكل جاهز!
ويعمل حمادة حالياً مع مجموعة من المعلمين على تنفيذ مشروع علمي يوفر تدفئة منزلية، باستخدام الطاقة الشمسية كبديل للكهرباء، ضمن مرحلة تنفيذ المشاريع العلمية تمهيداً لتنظيم معرض علمي، يحتوي على مخرجات الدورة، بمشاركة الطلاب والمعلمين معاً.
ويختم حمادة قوله بعبارة قال إنه يؤمن بها: "معلم مبدع.. مختبر فعال.. عالِم صغير.."، ذلك يحفزه للعطاء والمساهمة في خلق جيل يستنير بالمعرفة، عبر طرح التساؤلات والبحث أكثر.
وعن مراحل الدورة التدريبية، أوضح عيسى الأزبط، منسق مساعد أنشطة العلوم، في مركز القطان الثقافي-غزة، ومُنفّذ الدورة، أن البرنامج التدريبي في محتواه وبمراحله كافة، يهدف إلى تمكين المعلمين المنخرطين من بناء بيئة علوم غنية، تحفز تفكير الطلبة وخيالهم العلمي، موضحاً أن الدورة شملت "التعلم عبر المشروع" كتوجه يستخرج موضوعات التعلم من الخبرات الحياتية المعاشة ويربطها بالموضوعات المنهاجية والقضايا المجتمعية، بعد طرح مشكلات تواجه المعلمين والطلاب في مجتمعاتهم، ووضع حلول لها، عبر أفكار لبناء مشروعات منبثقة ومرتبطة بالمنهاج.
أما عن المرحلة المقبلة للدورة، فأشار الأزبط إلى أن من المخطط له تنظيم معرض علمي يضم مخرجات العمل مع المعلمين بحضور طلابهم، عند العودة إلى المدارس.
ويسعى التعلّم عبر المشروع إلى تعزيز مشاركة المعلّمين والطلبة في مجتمعاتهم، سواء في المدرسة أو في الحيّز العام؛ وذلك عبر تنفيذ مشاريع تعليميّة في المدارس لإعادة إنتاج المعرفة من منظور طلابيّ.
تنظم الدورة يومين أسبوعياً منذ 14 حزيران/يونيو 2021 في قاعة الأنشطة العلمية في مركز القطان الثقافي-غزة، بواقع 24 ساعة تدريبية، ويشارك فيها 22 من معلمي العلوم لطلاب المرحلة الإعدادية، وتستمر حتى أواخر تموز/يوليو 2021.