غزة- (مؤسسة عبد المحسن القطّان - 05/05/2021):
شاركت فتيات برنامج "تراث بلادي" في فعاليات أسبوع التراث الرقمي، احتفاءً بيوم التراث العالمي الذي يصادف 18 نيسان من كل عام، حيث انطلقت الفعاليات بــ ثيمة "التراث يوحدنا"، في 23 نيسان 2021 واستمرت حتى 25 نيسان 2021.
وافتتحت الفعاليات التي نظمت عبر تقنية (ZOOM)، بعروض للحكايات الشعبية، منها: "سندريلا الفلسطينية"، "نص نصيص"، "درويش والغراب"، قدمتها الفتيات: رهف سكيك، سيرة النجار، نور سكيك.
وجاءت العروض نتاج سلسلة من النشاطات الرقمية والوجاهية التي نظمها البرنامج على مدار فترة انعقاده منذ تشرين الأول/أكتوبر 2020، بهدف توظيف الحكاية الشعبية الفلسطينية في سياقات مختلفة من الدراما، والأداء الاستعراضي، والتراث الشعبي.
وتضمنت فعاليات أسبوع التراث الرقمي، مجموعة من اللقاءات الحوارية التي تم بثها مباشرةً عبر منصة "تراث بلادي" على الفيسبوك، بمشاركة فتيات البرنامج، و24 طالبة من الصفين السابع والثامن، من مدرسة الرمال الإعدادية "أ"، مجموعة منهن حاورن شخصيات فلسطينية عدة؛ إذ شكلت تلك اللقاءات إضاءات مهمة على موضوعات تخص التراث الفلسطيني.
وافتتحت اللقاءات بحوارية مع المهندسة نشوى الرملاوي، خبيرة ومختصة في مجال التراث وترميم الآثار، حيث تحدثت عن كيفية اكتشاف المواقع الأثرية وترميمها، إلى جانب القطع والأدوات الأثرية أثناء وجودها في باطن الأرض، وتحديات استخراجها والحفاظ على شكلها الطبيعي.
وتحدثت الرملاوي عن تأثير العمارة الحديثة والتضخم السكاني، على المواقع الأثرية في مدينة غزة، مؤكدة ضرورة توعية المواطنين بأهمية الحفاظ على تلك المواقع.
ونظم البرنامج لقاءً حوارياً في 22 نيسان 2021، بعنوان "الحلم أصبح حقيقة .. المتحف الفلسطيني"، مع ضيف اللقاء عُمر القطّان رئيس مجلس أمناء مؤسسة عبد المحسن القطان، الذي قاد فريق عمل المتحف الفلسطيني خلال فترة تأسيسه، وكان اللقاء بمشاركة المحاورتين: حلا أبو شعبان (14 عاماً)، نور سكيك (13 عاماً)، وشاركهما الحوار غسان أبو لبدة، منسق الفنون الأدائية بمركز الطفل، ومدرب البرنامج.
وحمل اللقاء الكثير من الإجابات عن فكرة المتحف الفلسطيني وتأسيسه، ودوره وأدواته للمحافظة على الذاكرة والهوية الفلسطينية في ظل التحديات كافة.
كما استضاف البرنامج الإعلامية روان الضّامن، صانعة الأفلام الوثائقية، مؤلفة مشاركة لكتب عدة في التاريخ الشفوي الفلسطيني، حيث أجاب اللقاء عن السؤال الأبرز: "كيف نروي قصة فلسطين رقمياً وإعلامياً"؟
وفي هذا السياق، أكدت الضامن على أهمية تعزيز صوت فلسطين عالمياً بطرق احترافية رقمية، وتمكين المهتمين بالقضية الفلسطينية من أجل تقديمها إلى محيطهم بالشكل الأمثل، مشيرة إلى أهمية البحث والتوثيق كأدوات لصون الذاكرة الفلسطينية، وبالتالي نقلها إلى العالم، وعرض الرواية الفلسطينية الحقيقية، باستخدام الوسائل المختلفة: كالكتابة، وإنتاج الأفلام الوثائقية.
وفي لقاء آخر ضمن فعاليات أسبوع التراث الرقمي، تحدثت الكاتبة والقاصة الفلسطينية شيخة حسين حليوى، عن أعمالها الأدبية وكتاباتها، قائلة: "أشعر بالفخر حينما أرى اسم فلسطين يزامل ويجاور الأدب العربي في كل فروعه، لاسيما في الكتابة".
وأشارت حليوى إلى التحديات التي تواجه الموروث الثقافي الفلسطيني، لافتة إلى أن المطلوب هو تجاوز هذه التحديات من خلال الحفاظ على هذا الموروث والعمل على تظافر الجهود كافة، من أجل حمايته، وبخاصة من خلال إنتاج الأدب الذي يحافظ على صون الإرث الفلسطيني.
وحاورت الطفلة رؤى الحلو (14 عاماً) الكاتب والروائي د. عاطف أبو سيف، وزير الثقافة الفلسطيني، حيث ركز اللقاء على الموروث الثقافي الفلسطيني وأهمية الحفاظ عليه، وتجربته الأدبية في الكتابة عن حكايات اللجوء الفلسطيني.
واختُتِمَت اللقاءات بحوارية مع الكاتب والمؤرّخ الفلسطيني د. جوني منصور، وتحدّث عن حكايته مع التاريخ الفلسطيني منذ صغره والشغف الكبير تجاهه، مشيراً إلى أهم التحديات التي واجهته خلال مسيرة البحث وتوثيق التاريخ.
وتحدّث منصور عن علاقته المميزة بالكاتب والروائي الفلسطيني الراحل سلمان ناطور، ورحلتهما سوياً من أجل حماية الذاكرة الفلسطينية، مؤكداً بأنه لا يمكن للاحتلال أن يسلب الذاكرة الفلسطينية.
ويحتفي برنامج "تراث بلادي" بمركز الطفل-غزة/مؤسسة عبد المحسن القطان، سنوياً بيوم التراث العالمي، ونُظمت الفعالية هذا العام للمرة الأولى رقمياً بسبب أزمة كورونا. ويهدف البرنامج، بشكل رئيسي، إلى توعية الأطفال بالموروث الثقافي والحضاري، وتعزيز قيم المشاركة والمبادرات المجتمعية للتوعية والحفاظ على التراث، وتسهم نشاطاته في تحفيز خيال الأطفال، وتمكينهم من التعبير، وتعزيز القيم والاتجاهات الإيجابية لديهم.