غزة- (مؤسسة عبد المحسن القطان - 25 شباط 2019):
"لا نريد فصولاً مغلقة، نريد فصولاً بدون أبواب، تُمكّننا من التنقل فيما بينها، نُريد مساحات خضراء وملاعب مفتوحة، وقاعات وشاشات تعرض الأفلام الصامتة، أتيحوا لنا المجال للتعلم في ساحات واسعة بدون جدران".
كان هذا جانباً من مُكونات ومواصفات المدرسة التي يحلم بها 14 طفلاً/ة من الأطفال ذوي الإعاقة السمعية، خلال مشاركتهم في أحد لقاءات برنامج "أعلى من السور" الذي ينفذه مركز الطفل- غزة/مؤسسة عبد المحسن القطان مع جمعية أطفالنا للصم، ضمن الدورة البرامجية الربيعية 2019.
وتمحور السؤال المركزي في اللقاء حول ثيمة "الدمج"، ومعرفة مدى تقبل المشاركين في البرنامج، لفكرة غرف صفّية دراسية يتشارك فيها الأطفال ذوي الإعاقة السمعية والأطفال بدون إعاقة.
وتفاوتت آراء الأطفال بين مؤيد ومعارض، ولكلٍ كانت مبرراته، فالأطفال الذين يعانون من إعاقة سمعية جزئية شجعوا خيار الدمج، لأنهم رأوا في هذا الخيار فرصة لتطوير لغتهم، وإثبات أنهم لا يختلفون عن الآخرين، وقادرين على التعايش مع الأطفال بدون إعاقة.
أما الأطفال الذين يعانون من فقد سمع كلي، فاختاروا أن يكون لهم عالم خاص بهم، وعبروا عن ذلك بلغة الإشارة بأنهم الأفضل، وهم يعتزون باستخدامهم لغة الإشارة، ويشعرون أنهم أشخاص لهم حياة خاصة بهم، ويرفضون أن يتم اختراقها، فهم ينتمون إلى مجتمع واحد.
وفي نهاية اللقاء، تم الاتفاق على إعادة النظر في موضوع "الدمج"، ومحاولة التفكير في دخول هذه التجربة مستقبلاً، والعمل على تصور يحقق ذلك المفهوم مع المحافظة على ميول ورغبات الأطفال ذوي الإعاقة وخصوصيتهم.
جدير بالذكر أن مركز الطفل- غزة/مؤسسة عبد المحسن القطان، ينفذ برنامج "أعلى من السور"، سعياً إلى إزالة الأسوار الوهمية والحواجز التي قد تمنع الأطفال ذوي الإعاقة من المشاركة بصورة كاملة وفاعلة في المجتمع، وذلك عبر خلق بيئة داعمة، تساعد الأطفال ذوي الإعاقة على اكتساب مهارات حياتية وأنماط سلوكية إيجابية.
ينفذ مركز الطفل هذا البرنامج منذ العام 2014، مع المؤسسات العاملة مع الأطفال ذوي الإعاقة، منها جمعية أطفالنا للصم، ومركز النور لتأهيل المكفوفين.