استكمل عددٌ من المعلّمين المنخرطين في برنامج "التكوّن المهني عبر المشروع" العمل مع طلبتهم خلال أشهر العطلة الصيفيّة، بما تطلبت المشاريع من أنشطة، تنوّعت بين مقابلات مع شخصيّات مجتمعية وزيارات لورش فنّية وجامعات وبلديّات ومكتبات.
ويعدّ التكوّن المهنيّ أحد مشاريع برنامج البحث والتطوير التربويّ/مؤسسة عبد المحسن القطّان، واستضاف مقرّ البرنامج في غزّة ورش عملٍ نفّذها المعلّمون مع طلبتهم، ولقاءاتٍ دوريّة طوّروا فيها العمل عبر عمليّة مستمرّة من الفعل والتأمّل، وذلك بدعمٍ ومتابعة من فريق عمل البرنامج في غزة.
يصف المعلّم عبد الله حجّو تجربته قائلاً: "عملت خلال العطلة الصيفيّة مع فريقٍ من 35 طالباً، وكانت تجربة فريدة؛ إذ أنني أعمل لأوّل مرّة مع الطلبة أنفسهم بشكلٍ حرّ، أشعر أنّني خارج قيود المنهاج وخارج قيود الإجراءات الإداريّة والروتين، أرى في الطلاب وجهاً لم أرَه؛ وجهاً يفيض بالإبداع والابتكار، أرى الطلبة يسيرون في مسارات هم يرسمونها ويخطّطونها، وكذلك أنا".
أمّا المعلّم وسام عابد؛ فتحدّث عن مشروعه قائلاً: "كتابات" ليس مشروعاً تعليميّاً فحسب، بل إنّه حلم كان يراودني، إنّه مشروعي وحاجة الإنسان للتواصل، ولتبادل الأفكار. عملت به مع طلبتي بكلّ حبّ، واستثمرت الوقت لصالح مشروعي بدافع شغفي به".
وتؤكّد المعلّمة هند أبو مسلّم أنّها كانت قد بدأت بتنفيذ مشروع "فلسطين نصف قرن" مع طالباتها، وأرادت استكمال ما بدأته معهنّ، وإنّ ما لامسته من استفادة الطالبات في العمل خلال المشروع، وشغفهنّ في البحث وجمع المعلومات للوصول إلى فلسطين التاريخية الكاملة؛ كان كلّه يزيد استمتاعهنّ بالعمل خلال العطلة الصيفيّة".
ينطلق التعلّم عبر المشروع من مبدأ التعلّم عبر الفعل والممارسة وبناء الخبرة الإنسانية وتطوّرها عبر التفاعل المتبادل بين الإنسان وبيئته من جهة، وتكامليّة هذا التفاعل بين المكوّنات الداخليّة للإنسان كالتفكير والشّعور من جهةٍ أخرى.
ويتحقّق المشروع عبر عملية تشاركيّة بين المعلّم/ة والطلبة في اختيار موضوعٍ ما لدراسته والعمل عليه معاً، بغرض الوصول إلى نتاجٍ محدّد، بناءً على عملية بحث متواصلة، وتخطيط المهام المختلفة من إجراء مقابلات ودراسات ومقارنات وزيارات، وعبر عمليّات من التأمّل والتقييم.
ومن أبرز المشاريع التي عمل عليها المعلّمون خلال الأشهر الماضية: مشروع "كتابات" الذي يجرّب استكشاف فعل الكتابة في التغيير المجتمعي، ومشروع "غزّة القديمة" الذي تجرّب فيه الطالبات التعرّف إلى غزة وفهم هذه المدينة عبر استكشاف الماضي، وإعادة تجسيدها كما يرينها، ومشاريع أخرى متنوّعة مثل "إحنا والبحر" و"بدائل الطاقة" و"المرأة والعلوم"، و"فلسطين نصف قرن".