الصورة من لقاءات سابقة ضمن البرنامج في مركز الطفل-غزة
غزة-(مؤسسة عبد المحسن القطّان- 30/12/2020):
"أهلاً وسهلاً بكم في "عبر الزمن".. نستضيف اليوم السادة: الماضي والحاضر والمستقبل ... وسنبدأ هذه المناظرة مع السيد الماضي، أمام ملايين البشر ...".
بهذه العبارة التقديمية، استهلّت الطفلة نور المشهراوي (14 عاماً) مُناظرة "عبر الزمن"، أثناء تدريباتها "أونلاين" مع أقرانها المنخرطين في برنامج "الدراما في سياق تعلّمي"، الذي ينظمه مركز الطفل-غزة/مؤسسة عبد المحسن القطان، عبر "زووم"، منذ أيلول/سبتمبر 2020.
وحاورت الطفلة المشهراوي الماضي قائلة: "عزيزي الماضي ... ممكن تحكلينا عن حالك؟ أخبرنا ماذا تعلمت من التجارب والسنين؟"، لتجيبها الطفلة شذى أبو سعدة (12 عاماً) في دور الماضي: "أنا ذلك الزمن العابر المتأصل منذ القِدَم، ومنذ أن خُلِقت الأرض، ويسعدني أن أكون أباً لجميع الأزمان ...".
ووظّف الأطفال في هذا العمل التشاركي، المهارات الأساسية للعمل الدرامي، لينتجوا عرضاً شيقاً، وهو نتاج لقاءات حملت في طياتها الكثير من الأفكار والنقاشات، حول التسارع التكنولوجي والتعليم الإلكتروني في ظل الجائحة، والفرق بين الماضي والحاضر والمستقبل بشكل مُعمّق، ورؤيتهم المستقبلية.
وضمن مجموعة أخرى، عمل الأطفال على عرض درامي بعنوان "من حقي أن أكون"، الذي من خلاله عايشوا واقع الأشخاص ذوي الإعاقة عبر تقمّص الشخصيات، والتحديات التي تواجههم في حياتهم اليومية، وحقوقهم كأفراد فاعلين في المجتمع.
وحول مشاركتها في البرنامج، قالت الطفلة شذى أبو سعدة: "تدربنا نعمل عروض درامية تحكي عن الواقع، ونشعر بمعاناة الآخرين، ونكون جنباً إلى جنب معهم".
أما الطفل أمير أبو النور (11 عاماً)، فأوضحت والدته التي تابعت اللقاءات كافة، أن أمير يواجه تحديات في عملية التعلم وصعوبات في التواصل مع أقرانه، وقالت: "لاحظت التطور التدريجي الذي يحققه أمير عبر أدائه الفاعل للأدوار الدرامية الرئيسية". وتابعت: "الدراما خطوة ممتازة في حياة أمير، وعززت ثقته بنفسه، وفتحت له أفقاً جديداً، ليستكشف ذاته وقدراته".
من جهته، أوضح غسان أبو لبدة منسق الفنون الأدائية بمركز الطفل، مُنفّذ البرنامج، أن أنشطة البرنامج تُسهم في تعزيز أدوار الأطفال وتطويرها، ليكونوا مُنتجين للمعرفة، وقادرين على إيجاد الوسائل التعليمية لتبادل الخبرات والمعرفة؛ وإعادة فهم الموضوعات الحياتية عبر العلاقات والممارسات، من جانب، والمفاهيم المجتمعية ومناصرتها من جانب آخر. وأشار أبو لبدة إلى أن البرنامج قائم على أن الطفل هو متعلم ومعلم لذاته، فالدراما التي يقدمها البرنامج قريبة جداً من عالم الطفل المفعم باللعب والخيال.
ويهدف برنامج "الدراما في سياق تعلّمي" إلى إتاحة فضاء حر للأطفال لتعلم المهارات الأساسية للعمل الدرامي، ويمكنهم من إنتاج عروض درامية، عبر التأمل والسفر عبر المُخيّلة.