عمان- (مؤسسة عبد المحسن القطان)
نظمت مؤسسة عبد المحسن القطان ورشة عمل الأسبوع الماضي مع الباحثتين والقيمتين رشا سلطي وكرستين خوري، حول المعرض التوثيقي الأرشيفي "ذِكرٌ قلق" في دارة الفنون - مؤسسة خالد شومان في عمان.
واستعرضت الباحثتان خلال الورشة التي استمرت ثلاثة أيام نتائج بحثهنّ الذي استمر لأكثر من 10 أعوام، ونتج عنه تنظيم معرض "ذِكرٌ قلق".
وذكر قلق هو معرض توثيقي أرشيفي، مبني على بحوث خاصة حول "المعرض التشكيلي العالمي من أجل فلسطين" والذي أقيم عام 1978 في جامعة بيروت العربية، بتنظيم من مكتب الإعلام الموجّه التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، وشمل 200 عمل فني، حيث قام عدد من الفنانين العرب والعالميين من 29 دولة مختلفة بالتبرع بأعمالهم الفنية للمعرض، تضامناً مع فلسطين والقضية الفلسطينية.
وحضر الورشة كل من الفنان البصري عاهد ازحيمان، وكل من الباحثة في حقل الفنون البصرية وقيمة المعارض روان شرف، والفنانة البصرية وقيمة المعارض فيرا تماري، إلى جانب أحمد ياسين وديما سقف الحيط ووسيم الكردي من مؤسسة عبد المحسن القطان، ومجد نصر الله من جمعية تشرين – طيبة المثلث، ومن دارة الفنون حضر كل من: رائد إبراهيم، معاوية باجس، لوما حمدان، ياسمين النابلسي، جود حلواني التميمي، جن جون كم، جن كوان، كما وحضر طالب هندسة العمارة خالد البشير، وتمارا ناصر ، ونادين فتاله.
وأثارت الباحثتان خلال الورشة مجموعة من التساؤلات حول ما يعنيه معرض "ذِكرٌ قلق" لنا في السياق الحالي، وهنا تحدثن عن رحلة بحثية طويلة قادت إلى كل من طوكيو وطهران وباريس للبحث عن آثار المعرض التشكيلي العالمي من أجل فلسطين، فإبان الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982، قامت القوات الاسرائيلية بقصف مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية، مما دفع المنظمة إلى أخذ ما تبقى من المعرض لأماكن مختلفة، ولكن المعرض اختفى تماماً بفعل الأحداث السياسية المتعاقبة على القضية الفلسطينية.
كما وتطرقت الورشة الى قصص متاحف أخرى "في المنفى" عاصرت المعرض، مثل "المتحف الدولي للمقاومة سلفادور آيينديه" في تشيلي، و"فن ضد الفصل العنصري" في جنوب أفريقيا، و"فن لشعب نيكاراغوا" في نيكاراغوا، متناولة تشابه أسماء الفنانين المتبرعين بالأعمال الفنية في هذه المعارض، مما يظهر سياقاً أوسع لحركة التضامن الدولية المناهضة للإمبريالية، والتي تتجاوز الحدود الجغرافية والزمانية.
وفي ختام الورشة ناقش المشاركون آليات استكمال هذا المشروع البحثي، وأفضل الطرق لاستكمال العمل في فلسطين والأردن لتعميم نتائج البحث والبناء عليها في عمل المؤسسة في الحقل الثقافي والفني والتربوي.
يشار الى أن هذه الورشة هي جزء من مجموعة ورشات تخطط مؤسسة عبد المحسن القطان لعقدها خلال الفترة القادمة، لنقاش أفضل السبل لنقل معرض "ذِكرٌ قلق" إلى فلسطين، لما يحمله من قيمة فنية تاريخية تعليمية، كونه ارتبط بحقبة سياسية شهدت تضاماً وثيقاً بين القضية الفلسطينية والشعوب في كافة انحاء العالم، ولأن تلك الحقبة قدمت صورة مختلفة عما يروج له اليوم عن مفهوم الهوية الفلسطينية والكيان السياسي الفلسطيني.