عنبتا - طولكرم –(مؤسسة عبد المحسن القطان – 5/1/2019):
افتتح برنامج البحث والتطوير التربويّ/مؤسّسة عبد المحسن القطّان المعرض الفنيّ "وجوه للأقنعة: معرض للتجربة"، الذي ينفّذ بالتعاون مع الوكالة السويسريّة للتنميّة والتعاون (SDC)، ومركز بيت النساء التنمويّ، وذلك يوم الخميس 3/1/2019 في عنبتا -طولكرم.
ويقدّم المعرض، الذي يمتد حتى الأحد 6/1/2019، مجموعة من المشاريع الفنية التي طوّرها المشاركون في سلسلة ورش عمل نظمها البرنامج خلال السنة الماضية، استهدفت النساء والشباب في بلدة عنبتا ومحيطها، ضمن مشروع "الثقافة والفنون والمشاركة المجتمعية" الذي يهدف إلى تعزيز المسؤوليّة والمشاركة المجتمعيّة من خلال الثقافة والفنون.
ويقول مالك الريماوي مدير مسار اللغات والعلوم الاجتماعية في البرنامج؛ مدير المشروع: إن عنوان المعرض "وجوه للأقنعة" يعكس جوهر المشروع، وهو البحث عن الوجوه الحقيقة لنا كأفراد لنكشفها ونكتشفها من خلال الفنون المتنوعة، فغالباً من نضطر للعيش في أقنعة فُرضت علينا من الخارج".
وأضاف: إن الجزء الثاني من الاسم "معرض للتجربة"، يعكس حقيقة أن المعرض لم يُعدّ لذاته، بل كاستكمال لتجربة المشروع وعرض منتجاتها.
ويتكون المعرض من قسمين، الأول بعنوان "قمر أربعطاش" حيث نرى أعمالاً فنية لنساء شاركن في لقاءات حول قضايا مجتمعية مع المدربة بترا البرغوثي، استخدمن فيها الأدوات الفنية لبحث صورة الأنا عند المرأة في محاولة لتفكيكها وإعادة صياغتها. وعبّرت المشاركات عن ذواتهن عبر ثلاثة أشكال فنية، هي النحت، و"الفيديو آرت"، والعرض الأدائي، في ثلاث غرف منفصلة ومتصلة.
وترى نجود عموري (40 عاماً) إحدى المشاركات في المعرض أن عملها الفني (نحت) قد لا يكون عملاً فنيّاً متقناً، لكنّها تعتقد أن التجربة، ابتداء من لقاءات الفنون العلاجيّة، والدراما، والكتابة، وانتهاءً بإنتاج عمل فنيّ يعرض للزوّار، أكسبتها قدرة على التعبير، وفهم ذاتها ومحيطها.
والقسم الثاني بعنوان "امسك الكاميرا"، وهو معرض للصور الفوتوغرافية، أنتجته مجموعة من 20 شابّة شاركن في تدريبات مع المصور بلال الخطيب حول تقنيات التصوير، وكذلك كيفية التقاط القضايا والتعبير عنها عبر الكاميرا. وناقشت الفتيات في أعمالهنّ مجموعة قضايا، منها الشخصي مثل القيود المفروضة على كل فتاة في مجتمع القريّة، ومنها العام كالتلوّث البيئيّ، وإهمال البيوت القديمة. وكذلك يشمل هذا القسم من المعرض، فيديو توثيقي بعنوان "هذا وجهي .. هذا أنا" تحدثت فيه الفتيات للكاميرا حول تجربتهن مع التصوير.
بدورها، تعبّر ماسة بلبيسي (19 عاماً) عن فخرها بأن صورها تعرض لأول مرة للجمهور، مشيرة إلى أن المشروع غيّر نظرتها للتصوير، فهي الآن تفكّر أكثر في الرسالة من كل صورة، إلى جانب تطبيق كل الأمور التقنيّة التي تعلمتها.
وقد أشرف على المعرض والتدريبات السابقة له إلى جانب الريماوي كل من الفنانين بترا البرغوثي وبلال الخطيب، والمنسقين عبد الكريم حسين وسماح الخواجا، وجهاد سبوبة، مديرة مركز بيت النساء التنموي، ورندة أبو صاع منسقة الأنشطة في مركز بيت النساء التنموي في عنبتا.
يُذكر أنّ "القطان" أطلقت مشروع "الثقافة والفنون والمشاركة المجتمعيّة" منذ ثلاثة أعوام، ونفذت من خلاله مشاريع في 6 مواقع من ضمنها عنبتا، ويطمح المشروع إلى إبراز الدور الذي يمكن للثقافة والفنون أن تلعباه كأداتين فعالتين لتشجيع المشاركة المجتمعية، وتقوية التماسك الاجتماعي، والهوية الثقافية، وبالتالي تعميق حرية التعبير عن الرأي والمساءلة المجتمعية.
وافتُتح المعرض بحضور رئيس بلدية عنبتا عبد الفتاح نور، وممثلين عن مديريات وزارات الثقافة، والشؤون الاجتماعية، والتربية والتعليم في طولكرم، ومديرة مركز بيت النساء التنموي جهاد سبوبة، والمدير العام في "القطّان" فداء توما، ومدير برنامج البحث والتطوير التربوي وسيم الكردي.