رام الله – (مؤسسة عبد المحسن القطان)
في الوقت الذي أنهى فيه الطلاب، والطالبات في فلسطين، مؤخراً، تقديم امتحانات التوجيهي، وينتظرون هم وأهاليهم بكل شوق نتائج امتحاناتهم التي بناء عليها سيتقرر مصيرهم التعليمي وتوجهاتهم المستقبلية، فقد أصدر برنامج البحث والتطوير التربوي/مؤسسة عبد المحسن القطان، بالشراكة مع دار الأهلية للنشر والتوزيع- عمان، حديثاً، الترجمة العربية لكتاب "من يحتاج إلى الامتحانات؟ قصة تسلق السلالم ومراوغة الأفاعي" لمؤلفه جون وايت وترجمة وليد السويركي.
يتناول هذا الكتاب الامتحانات المدرسية لطلاب الثانويّة، حيث ينظر الفصل الأول في بعض العيوب التي تَعتورُ نظامَ الامتحانات، فيما يطرح الفصل الثاني السؤال: إذا كان هذا النظام معتلّاً إلى هذا الحدّ، فلماذا بات مُتجذّراً؟ أمّا الفصل الثالث، فيستكشفُ البدائل الممكنة. والجزء الأكبرُ من هذا الكتاب يتحدثُ عن إنجلترا، إلّا أنّ قسماً منه قد خُصّص لجنوب آسيا وشرقها. إنّ المدارسَ، هنا وهناك، وفي جميع أنحاء العالمِ، مُبتلاةٌ بنظام الامتحانات. وإذا أردنا أنْ نُعيد النظر فيه، فإنّنا بحاجة إلى تعاونٍ وحلولٍ عالمية.
وقال وسيم الكردي، مدير البرنامج في مقدمة الترجمة العربية للكتاب: "لقد ارتأينا في برنامج البحث والتطوير التربوي ترجمة هذا الكتاب استجابة لما أُثير، في العقدين الأخيرين، من نقاش طويل في فلسطين حول جدوى امتحان الثانوية العامة الذي تعودنا عليه منذ عقود كثيرة، ولم نعتد على مساءلته بما فيه الكفاية، على الرغم مما يسببه من ضغط وأذى اجتماعي ونفسي طوال الوقت على الطلاب، والمعلمين، والأهالي، والمجتمع برمته، وعلى الرغم من إدراك الجميع أن هذا الامتحان لا يقيّم الأداء ولا القدرات ولا المعارف، ومع ذلك، فإن فيه من الهيمنة ما يمكّنه من الاستمرار في تقييدنا وفرض سطوته علينا، وحين حاولنا النظر فيه، لم يكن التغيير الذي أحدثناه جوهرياً، بل مجرد فعل شكلي، لم ولن يحدث فرقاً في طبيعة التعليم، ومكوناته، وتوجهاته التفصيلية والعامة. لقد كانت أمامنا فرصة تاريخية حينما أصبح بأيدينا، ولأول مرة في تاريخنا، كشعب، أن نُعِدَّ مناهج جديدة، وأن نرى مفاهيم التقييم والقياس في داخل هذه العملية، إلا أننا لم نلتقط هذه الفرصة وأهدرناها".
وأضاف: "في هذا الكتاب، أيضاً، تحليل لتاريخ الامتحانات وارتباطها بالمنظومات الفكرية والمجتمعية، بما فيها تراتبياتها الطبقية، ويربط بين بقاء الامتحانات على صورها المعهودة، ومصالح طبقات اجتماعية محددة لها مصلحة في بقائها واستمرارها بكل ما فيها من عيوب ظاهرة، ومع ذلك تبقى وتستمر، بل تأخذ مكانة أكبر، وسلطة أعلى. كما إن فيه نظرة إلى دول أخرى كالهند والصين واليابان، وكيف أنها جرت وراء الغرب في أمر الامتحانات، وتورطت فيها، وأصبحت المنافسة والتحفيز السلبي الذي تفرزه الامتحانات سمة أساسية من سمات نظامها التعليمي أيضاً، وهذا ما نشهده في بلادنا كل يوم أيضاً".
تجدر الإشارة إلى أن الكتاب من القطع المتوسط، ويتكون من 150 صفحة، ومتوفر في مؤسسة عبد المحسن القطان/برنامج البحث والتطوير التربوي، ودار الأهلية للنشر والتوزيع في عمَّان. وسيتوفر الكتاب في معارض الكتب العربية القادمة.