نظمت مؤسسة عبد المحسن القطان، ضمن مشروع "الفنون البصرية: نماء واستدامة"، مؤخراً، لقاء جماعياً لشركاء المشروع من مؤسسات ومجموعات فنية عاملة في قطاع الفنون البصرية، عبر تطبيق ZOOM، حضره 36 مشاركاً، من محترف شبابيك، والدائرة الفنية للاتحاد العام للمراكز الثقافية في غزة، وكلية الفنون والموسيقى والتصميم/جامعة بيرزيت، وحوش الفن الفلسطيني، وكلية دار الكلمة الجامعية، ودار قنديل للثقافة والفنون، وساقية – فن| علوم| زراعة، والمتحف الفلسطيني، ومركز خليل السكاكيني الثقافي، ومجموعة التقاء، ومركز غزة للثقافة والفنون، ومنتدى الفنون البصرية.
وفي بداية اللقاء، عرف المشاركون عن برامجهم وانشغالاتهم، بما في ذلك تجربة العمل خلال العام الماضي، وسبل التأقلم مع الصعوبات من مواءمة للبرامج مع سياق العمل الذي فرضته أزمة كورونا، وابتكار لطرائق عمل بديلة وملهمة في آن واحد، إضافة إلى تقديم برامج تم استحداثها خلال أزمة الكورونا مثل مبادرة "خلينا نشوف" التي تعاون في إطلاقها كل من دار قنديل ومنتدى الفنون البصرية، وإطلاق محترف شبابيك منح "برنامج وصلة"، وأخرى أعيدت فيها صياغة آليات العرض والمشاركة كما في تجربة مجموعة التقاء "ملاذك في بيتك"، ومعرض مركز خليل السكاكيني "الفنان في منظومة العمل"، وتكثيف اللقاءات المعرفية لجامعة بيرزيت، وتدريس الجزء الأول من مسار الترميم في كلية دار الكلمة. فيما ركزت بعض المبادرات على توثيق الصلات مع الجمهور عبر الانفتاح الإلكتروني وتطويعه كما في تجربة المتحف وبرنامجه التعليمي لمعرض "طبع في القدس"، وبرامج أخرى استطاعت أن توائم بين العمل والمساحة، بتقسيم العاملين على المشاريع، ما يحفظ سلامتهم، ويضمن اتباع قواعد السلامة العامة، مبدين مرونة عالية في استغلال أوقاتهم، كما في عمل حوش الفن على الأرشفة، واستكمال عمل ساقية على تطوير البنية التحتية للموقع.
إلى جانب ذلك، شكل هذا اللقاء فرصة لإجراء حوار جماعي حول التحديات الحالية التي تعيشها المؤسسات والمجموعات الفنية في حقل الفنون البصرية، والتي تعززت بشكل متباين مع أزمة كورونا، تبعاً لطبيعة عمل المؤسسة وجمهورها.
وعن ذلك قالت المديرة العامة لساقية سحر قواسمي: "كان ملهماً جداً التعرف على الشركاء والمشاريع وتنوعها وسبل تأقلمها مع الصعوبات الحالية والخطط المستقبلية".
وكان شمل النقاش الحديث عن تحديات المستقبل وآليات مواجهتها واحتياجاته المستجدة، وعن مجالات التعاون الجديدة بين المؤسسات لإثراء المشهد، وتدعيم استدامته، وتطوير برامجه وجودتها بشكل عام.
وكان من بين التحديات، صعوبة اجتذاب الجمهور العام لحضور اللقاءات الحوارية، والمحاضرات أونلاين، في ظل تدفق هذا الإنتاج وكثافته، ما قد ينذر بخطر فقدان هذه المجموعات قدرتها على المتابعة، إذا ما تم التوجه للمجتمع طوال الوقت بشكل افتراضي. ولا يمكن إغفال السياق السياسي والاقتصادي الذي يثقل العمل ويحاول إزاحته عن قائمة الأولويات.
وتطرق المشاركون إلى أهمية فهم اهتمامات الجيل الشاب، وتنوع واختلاف التوجهات والأفكار داخله، ومساءلة سلوك المؤسسات ونشاطاتها، ما يساهم في الإجابة عن سؤال إعادة علاقة المؤسسة بالمجتمع، أو بناء علاقة جديدة تعيد موقعة كل منهما بما يخدم القضايا المشتركة بينهما.
ولفت المشاركون إلى ضرورة التشارك في العمل، وتطوير وسائل التعاون بين مؤسسات الحقل، وتطوير طرق جديدة تشاركية وتعاونية تفيد الحقل من مواطن قوة وأدوات وموارد، وتبني استراتيجية لشراكة فاعلة، تحافظ على المكوّن الجماعي في الإنتاج والبناء.
وأوصى المشاركون بتشكيل خطوط تواصل لمناقشة الدور التكاملي بين المؤسسات التي تعمل في سياق مشترك أو متقاطع، مثل المؤسسات العاملة في تعليم الفنون البصرية، إضافةً إلى الاتفاق على إجراء نقاشات حوارية موسعة أخرى، لتطوير أفكار وتوجهات في بعض برامج الشركاء التي تحتاج لتبادل الخبرات والتجارب.
وقال المسؤول الفني في مجموعة التقاء محمد الحواجري: "أشكركم على هذه الفرصة الرائعة لجعلنا في صورة واحدة نناقش فيها المشهد الثقافي معاً. أعتقد أن هذا الاجتماع يجب أن يكون جزءاً من تخطيط جميع المؤسسات العاملة في الثقافة للتحاور والتفكر معاً في عملية تبادل الخبرات وإقامة الشراكات معاً؛ من أجل خلق حالة جديدة في إدارة الثقافة في فلسطين".
يُذكر أنّ مشروع (VAFF) أطلق دورته الثانية عام 2019، ويهدف إلى تعزيز قدرة المؤسسات العاملة في حقل الفنون البصرية، وفرص استدامتها، وتطوير برامج تعلم الفنون البصرية، وفرص البحث، وجعلها متوفرة لطلاب الفنون، والفنانين، والعاملين في الحقل الفني والثقافي، إلى جانب تمكين المؤسسات الفنية من تقديم الدعم للفنانين والعاملين في الحقل؛ وتوسيع دائرة جمهور الفنون البصرية في فلسطين.
هذا المشروع بدعم من: