نظمت روضة الأوائل النموذجية في بيت سوريك، مخيماً صيفياً، مؤخراً، بمشاركة 80 طفلاً وطفلة، واستمرت فعالياته على مدار 25 يوماً، وذلك في إطار مشروع التطوير الشامل لمربيات رياض الأطفال في محافظة القدس الذي ينفذه مركز القطان للبحث والتطوير التربوي/مؤسسة عبد المحسن القطان.
ويأتي تنظيم هذا المخيم ليشكل مختبراً تربوياً يتم فيه تجريب فاعلية العمل ضمن صيغة الدراما كسياق تعلمي، ولتفعيل نهج عباءة الخبير كشكل درامي يبنى على صيغة مشروع.
وقامت المربيات ببناء خطة عمل، تضمنت أسلوب اللعب الجماعي، وتوظيف القصص كسياقات للتعلم، واستخدام الدراما كسياقات عمل وتعلم، وبناء نماذج من المشروعات التعليمية ضمن نهج عباءة الخبير.
وقالت رشا موفق الشيخ، مديرة الروضة: "لقد أدركنا في روضة الأوائل الفلسفة العميقة لهذا المشروع، وتعاملنا معه كواقع وروح بتلقائية، وبدأنا نرسخ مفاهيمها لدى الأطفال، وبين الخطوة والتي تليها، كنا نقف ونفكر ونعاود التواصل مع الباحثين والمركزين في مركز القطان، ونتشارك معهم في بناء الخطط".
وأضافت: "في كل مرة أتعامل مع هؤلاء الصغار أكتشف أنهم أكبر مما أتوقع".
وتمحور العمل في الأسبوع الأول من المخيم حول تهيئة الأطفال للدراما، عبر الأنشطة والفعاليات الدرامية؛ كسرد القصص، وتمثيلها، ورسمها، وتقليد أصوات الشخصيات الموجودة داخل تلك القصص والحكايات، وتدريب الأطفال على بعض المهارات كالتجمد، والصور الثابتة. أما الأسبوع الثاني، فتركز العمل على تطبيق حصص حول نهج عباءة الخبير، الذي تم التخطيط لها مسبقاً.
وتخلل برنامج المخيم فعاليات تساهم في تعزيز الخبرات والمهارات الحياتية للطفل، وتنشد تحقيق ثلاثة أهداف هي التعلم، والترفيه، والتمكين.
من جانبها، قالت المربية شريهان حمودة: "كان العمل يسير بطريقة ممتعة جداً، فوجود الأطفال الكبار في المخيم، منح طاقة كبيرة داخل الصف، كما شجع الأطفال الصغار على الحديث، وطرح الأسئلة، والإجابة عن بعضها. ففي بعض المهمات -داخل الدراما- كقص قطعة قماش، كان الكبار يحملون المقصات، والصغار يمسكون القطعة، وذلك حرصاً من الأطفال الكبار على عدم تعرض الصغار لأي أذى من المقصات".
وقالت المربية وفاء علي: "خلال فعاليات المخيم اكتشفنا أن الأطفال يعشقون الألوان (مائية، زيتية ...)، والتلوين بكل أنواعه، ومجالاته، فقمنا باصطحاب الأطفال لمرسم، تعرفوا فيه على المواد التي يستخدمها الرسام، وكيفية مزج الألوان، وطريقة تحضير اللوحات للرسم ... وكان الأطفال ينظرون إلى اللوحات بشغف وفضول شديد، ويسألون عنها".
وحول أهداف المخيم، قالت المربية وفاء عبد الكريم: "نسعى في المخيم إلى تنمية مهارات الأطفال، وتعزيز قدراتهم التفكيرية والجسدية والعملية، والشعور بقيمة الأشياء، وتعزيز مهارات الاتصال والتواصل مع بقية الأطفال الآخرين".
بدورها، عبرت الطفلة سارة إسماعيل (6 سنوات) عن سعادتها بالمشاركة في المخيم، مشيرة إلى أنها كانت فخورة بنفسها وبأصدقائها، عندما صنعوا المعطف للعملاقة في نشاط عباءة الخبير، وتمنت أن يكون قد أعجبها".
من جانبها، قالت الطفلة رولا سمير (5 سنوات)، إنها شعرت بأنها جميلة وأنيقة عندما شاركت في عرض الأزياء داخل نهج عباءة الخبير، وكانت أسعد، حين قدم الزبون إلى المشغل وطلب تصميمها".
أما الطفل خالد مصطفى (7 سنوات)، فأعرب عن أمله أن يستمر المخيم طوال العام؛ لأنه لا يأخذ واجبات للبيت، بينما قال الطفل عمر رأفت (6 سنوات): "أكثر شيء كان ممتعاً في المخيم، هو زراعة الورود في الحديقة، والاعتناء بها"، لافتاً إلى أنه أحب العمل بالطباشير، والصحف القديمة، وأنه لم يخطر في باله أبداً أن يصنع من علبة مشروبات غازية حافظة لفراشي الألوان".
وقالت عبير الجمل؛ والدة أحد المشاركين في المخيم: "تميز المخيم بحرية التعليم دون التقيد بالمنهاج، وبالتحديد حفظ الأحرف، والأسماء. هذا العمل انعكس على تصرفات الأطفال في بيوتهم، حيث أصبحوا يتحدثون عن تجاربهم في المخيم، وعن قصصه".