رام الله – (مؤسسة عبد المحسن القطان)
نظم برنامج البحث والتطوير التربوي/مؤسسة عبد المحسن القطَّان، على مدار أربعة أيام، ورشة في الموسيقى والتعليم والحياة، بمشاركة 23 مربية ضمن برنامج التكون المهني لمربيات مرحلة الطفولة المبكرة، بعنوان "المرئي والمسموع: علاقتنا مع الطبيعة".
الإيقاعات تحيط بنا في كل مكان، حولنا وداخلنا، من ضربات القلب حتى خطوات القدم هي إيقاعات، أصوات الطبيعة كحركة أغصان الأشجار، وأصوات الكائنات الحية، هي إيقاعات أيضاً، لكن تسارع الحياة اليومي يحرمنا من الإصغاء لها.
امتدت الورشة على مدار أربعة أيام من 20 حتى 23 تموز 2019، وتوزعت بين مواد نظرية في التربية وتوجهاتها الخاصة بالطفولة حول الموسيقى والإيقاع الحركي وإيقاعاته بالحياة من جهة، وبالأطفال وخصائص نموهم من جهة أخرى، وكيفية تنمية قدراتهم من خلال تنظيم إيقاعهم الخاص، وتوظيفه في التعلم وفي الحياة، وأخرى تطبيقية ذات صلة بالمنهاج، تنوعت بين التعرف على الإيقاعات، والآلات الموسيقية التي يمكن تصنيعها من مواد موجودة في الطبيعة وآليات توظيفها في المنهاج التعليمي كاللغة والعلوم والرياضيات، وأهميتها في تحفيز الذهن والخيال على العمل بكفاءة أعلى، وتنشيط الذاكرة، وخلق تناغم بين أفراد المجموعة الواحدة داخل الغرفة الصفية.
عملت المربيات خلال الأيام التدريبية على خلق نماذج تعليمية خاصة بالفصول الأربعة كمادة تعلمية تكاملية تجمع بين العلوم واللغة وتوظيف الإيقاعات الموسيقية والآلات الموسيقية المنتجة فيها، وفي اليوم الأخير تمت استضافة 25 طفلاً من أطفال مخيم مدرسة نور الهدى/بيتونيا، لتطبيق وتجريب النماذج التعليمية السابقة، وقامت المربيات على تنفيذ الأنشطة التفاعلية مع الأطفال وقيادتها لتوظيف المعرفة والخبرة التي تم اكتسباها خلال المساق، ما يعني أن المساق قد بني على توفيره خبرة في مجال الموسيقى والتعليم وتحويلها إلى مخططات ومناهج تطبيقية وتطبيقها مع الأطفال في سياق تجريبي تأملي.
وقد أبدت المربيات تفاعلاً وانخراطاً جاداً وملهماً مع الورشة، حيث عبرت المربية " زينات أبو شريحة" عن حضورها وتفاعلها بالورشة بقولها: كان محتوى الورشة ملائماً لتوقعاتي، فأنا لأول مرة أتعرض لموضوع كهذا، ما خلق عندي الشغف لتوظيفه مع أطفالي في الروضة في تعليم موضوعات عدة، فأنا، كمربية، استمتعت واستفدت جداً بما قدم لي فلا شك أن متعة الأطفال ستكون مضاعفة والفائدة أكبر.
أما المربية هناء بركات، فتقول: ما تم تقديمه في الورشة كان أجمل من توقعاتي، محتوى الورشة وتنوع الأنشطة وارتباطها بالمرحلة العمرية التي أعمل معها وبالمنهاج جميعها جذبتني، وفتحت عندي آفاقاً كبيرة في كيفية توظيفها في عملي لاحقاً. لقد كانت كذلك المرة الأولى بالنسبة لي التي أصنع فيها أدوات موسيقية من الطبيعة، وسأعمل في الفترة القادمة على تمرير هذه الورشة لمربيات زميلات لي في الروضة.
يذكر أن الورشة قد نفذت بإشراف وتخطيط وتنفيذ كل من رمضان خطاب؛ المختص في الموسيقى والتعليم، إضافة إلى المختصة في التربية والموسيقى ليز خطاب.