جرش- اختُتمت، السبت 13/8، فعاليات "المدرسة الصيفية: الدراما في سياق تعلميّ" في عامها العاشر، التي ينظمها برنامج البحث والتطوير التربوي/مؤسسة عبد المحسن القطان في مدينة جرش الأردنية، وذلك بمشاركة 101 معلّمة ومعلّم من فلسطين، ومصر، والمغرب، وتونس، والأردن، والسودان وعُمان، إضافةً إلى الهيئة التدريسيّة من فلسطين، وبريطانيا، واليونان، ونيوزيلاندا.
وكانت فعاليات المدرسة قد بدأت مطلع الشهر الحالي، واستمرّت عشرة أيّام، تخللتها مساقاتٌ متنوّعة؛ مثل "الدراما الجماليّة: بنية الدراما وعناصرها"، و"الدراما: سياق تعلّميّ تكامليّ"، و"المستويات الخمسة لتفسير الفعل"، و"تخطيط عباءة الخبير"... إضافةً إلى ورش عملٍ مسائيّة قدّمت إحداها الناشطة الاجتماعيّة والمسرحيّة سمر دودين، وتحدّثت فيها عن تجربتها في الإخراج المسرحيّ والدراما في سياقٍ تعلّمي، وعن مصادر الإلهام والتعلّم التي ساندتها طوال مسيرتها المهنيّة وسمتها "حاضنتها الثقافيّة"، إضافة إلى عرض فيلم روشيما للمخرج الفلسطينيّ سليم أبو جبل، وندوة بعنوان "كنا وما زلنا" قدّمها الباحث المقدسيّ طارق البكري، كما تناولت آخر الورش المسائيّة موضوع كتابة نصوص الأفلام القصيرة وقدّمتها المنسقة في برنامج القطان للبحث والتطوير التربويّ ديما سقف الحيط.
وانطلق حفل اختتام المدرسة الصيفيّة بكلمةٍ ألقاها مدير برنامج البحث والتطوير التربويّ وسيم الكردي؛ قال فيها "إنّ الظروف السياسيّة والإنسانيّة الحرجة التي تعيشها فلسطين والوطن العربيّ تستدعي أكثر من أن نكون معلّمين جيّدين فقط"، مضيفاً: "نحن لسنا وكلاء لتمرير المنهاج المدرسيّ، بل واجبنا أن نمكّن الأطفال من النظر للمنهاج بصورةٍ نقديّة، ومن بناء رؤيتهم للعالم وموقفهم من الحياة".
من جانبه، قال الباحث في البرنامج وعضو هيئة التدريس مالك الريماوي: إنّ كلّ مساقٍ في المدرسة الصيفيّة كان فيه ملحمة عصريّة وكفاحٌ يوميّ ومحاولات لتحقيق الأحلام وطرح الأسئلة، مؤكّداً أنّ المدرسة الصيفيّة في عامها العاشر لم تعد فكرة أو حلماً، بل فعل ممتد، يساهم في خلق معلّمين ناشطين ومنخرطين في قضايا مجتمعهم يتحدّون النماذج التقليديّة.
وقالت المشاركة سهاد بنّا من الناصرة: إنّ الفرصة التي توفّرها المدرسة الصيفيّة لا يوفّرها أيّ مكانٍ آخر في حياتها اليوميّة، مضيفةً: "نشعر هنا بسلام بعيدين عن ضغوطات حياتنا، وتتاح لنا الفرصة للتأمّل والتفكير برويّة، ونقابل أشخاصاً من ثقافاتٍ مختلفة فنتعلّم من التنوّع الحضاريّ".
بدوره، قال المشارك عزّ الجعبري من الخليل إنّ تعلّم "الدراما" قد أحدث نقلة نوعيّة في حياته، فالدراما هي عالم مختلف تماماً يعمل على نقد عالمنا وعلى إعادة التفكير فيه، مؤكّداً أنّ هذه التجربة الغنيّة مهمّة جداً؛ وبخاصّة في مجال التعليم.
كما تخللت فعاليات الختام كلمات شكرٍ ألقاها أعضاء في هيئة التدريس، التي تضمّ، إلى جانب الكردي والريماوي، كلاً من: كوستاس أميروبوليس، ماغي هلسون، بيتر أوكونور، ريتشارد كيران، تيم تايلور، بيتر أوكونور، فيفيان طنوس، معتصم الأطرش، يوسف الخواجا.
وروى المعلّمون المشاركون في المدرسة بعضاً من تجاربهم خلال الأسبوعيْن الماضييْن ومنذ انضمامهم إلى تعلّم الدراما، كما استذكروا زملاءهم الذين لم تسنح لهم الفرصة بالتواجد بينهم؛ وذلك بسببِ منعهم من السفر من قبل الاحتلال، أو تعذّر حصولهم على تأشيرات للسفر.
يُذكر أنّ المشاركين يقسمون إلى ثلاثة مستويات؛ حيث اختير 51 مشاركاً للانضمام لمساق مستوى سنة أولى؛ و29 مشاركاً للسنة الثانية أي المستوى المتقدّم، و21 مشاركاً للسنة الثالثة أي لمستوى نيل شهادة الدبلوم في "الدراما في سياق تعلميّ".