رام الله - (مؤسسة عبد المحسن القطان ):
اختتمت، مؤخراً، "المدرسة الصيفية: الدراما في سياق تعلّمي"، التي ينظمها برنامج البحث والتطوير التربوي في مؤسسة عبد المحسن القطان، في مدينة جرش الأردنية، عامها الثالث عشر، بمشاركة 96 معلماً ومعلمة من فلسطين، ومصر، وتونس، والأردن، والسودان.
واشتملت المدرسة، التي تمّت بإشراف أساتذة من فلسطين وبريطانيا، على 300 ساعة تدريبية، توزعت على خمسة مساقات تراكمية ضمن ثلاثة مستويات تعليمية (مساقان للسنة الأولى، ومساقان للثانية، ومساق للثالثة).
وقد ساهمت مؤسسة دروسوس، هذا العام، في جزء من التمويل، ضمن إطار بحث تعاون مستقبلي طويل الأمد مع مؤسسة عبد المحسن القطان، إضافة إلى قيام مبادرة مدرستي ومدرسة عمان الوطنية (من الأردن) بتغطية جزء من تكاليف مشاركة معلميهم في المدرسة.
وكانت فعاليات المدرسة بدأت في الثالث من تموز الجاري، وشملت، إضافة إلى البرنامج التدريبي النهاري في مجال الدراما في التعليم، برنامجاً مسائياً مكثفاً شمل عرض الفيلم الإيراني "أطفال الجنة"، وحواراً مع الفنان جهاد العامري حول تجربته الفنية، إضافة إلى ورشة "القصة كمشهد طبيعي وبيئة محيطة" مع الفنان رأفت أسعد الباحث في "القطان"، وورشة "من قصة روائية إلى نصٍ سينمائي" مع ديما سقف الحيط منسقة رئيسية لمسار الفنون في التعليم في "القطان"، إضافة إلى ورشة في صناعة الأقنعة، كما قدم ريتشارد كيران، مدير مدرسة وودرو البريطانية وأستاذ في المدرسة الصيفية، محاضرة للمعلمين تحدث من خلالها عن تجربته في العمل في مدرسة أساسية توظف نهج الدراما في التعليم في صفوفها كافة.
وقد ميز المدرسة الصيفية لهذا العام تعدد الثقافات والجنسيات للمشاركين في المستويين الأول والثاني، حيث قالت المعلمة إيمان حامد من مصر، مستوى سنة أولى: "أعتقد أن تجربتي مع المدرسة الصيفية كانت تختلف عن أي تدريب حصلت عليه، فقد كانت تجربة إنسانية في المقام الأول، إضافة إلى كونها فرصة للمعرفة والتعلم والممارسة العملية".
أما المعلمة نهال السيد محمد بن محمد من مصر، مستوى سنة أولى، فقد أضافت: "تعطينا الدراما فرصة لإعادة مراجعة ونقد ومناقشة كل ما طرح علينا في الواقع على أنه مسلمات وحقائق لا يمكن المساس بها.
أما حمزة العويني من تونس، مستوى سنة أولى، فتحدث عن فهمه للدراما في التعليم من خلال المشاركة في مستوى سنة أولى قائلاً: "هي عبارة عن وسيط فني يكسر الصورة النمطية بين المعلم والتلميذ، والمتمثلة في كونها عملية عمودية تلقينية لا تفسح المجال للتلميذ للخلق والابتكار والاكتشاف"، مشيراً إلى تجربة الانخراط في المدرسة الصيفية.
وأضاف العويني: "أهم ما شدني في هذه التجربة أنّ الدراما تمنح فرصة متكافئة لجميع الأطفال ليكونوا فاعلين في النشاط، وهي من أمهر البيداغوجيات في مساعدة الأطفال الخجولين والانطوائيين الذين يعانون من صعوبات تربوية على تجاوز هذه العوائق لما تقدمه من خلق لروح العزيمة وإحساس بالمسؤولية".
وعن تجربته في مستوى سنة ثانية، تحدث معلم اللغة العربية جمال ناصر من منطقة القدس: "كنت أردد دائماً أن تجربتي الأولى في الدراما في سياق تعلّمي كانت أشبه بنصف الرغيف الذي كانت تضعه أمي في حقيبتي كل صباح، والذي كان يشعرني بالجوع أكثر مما كان يشعرني بالشبع. إلا أنني وفي العام الثاني أدركت تماماً أن النصف الآخر من هذه التجربة هو أنا، بأفكاري وتجربتي ومعتقداتي، الذي ينصهر وينسجم مع النصف الأول ليشكل لوحة جديدة لم أكن لأدرك وجودها في حياتي".
وتخللت فعاليات حفل الاختتام كلمة للمدير الأكاديمي للمدرسة وسيم الكردي تحدث خلالها عن تجربة المدرسة في عامها الثالث عشر قائلاً: "كل الشكر والتقدير للمشاركين جميعاً، ولكل الفريق الذي يحاول أن يشارككم في تشكيل كل هذه الهدايا، فهو أيضاً هديتُنا إليكم، أما هدايانا منكم فلا نريد هدايا عادية أو بسيطة، نريد هدايا ثمينة، ثمينة جداً وغالية، هدايانا هي تلك اللمعةُ التي سنراها في عيون أطفالكم. وهذا يكفينا ويزيد."
وتم توزيع الشهادات على اثنين وعشرين خريجاً للمدرسة الصيفية من مشاركي مستوى سنة ثالثة، إضافة إلى عرض فيديو قصير يتحدث من خلاله خريجو العام عن تجربتهم في المدرسة الصيفية منذ بدء التجربة.
وقدم معلمو المدرسة مداخلات عبروا من خلالها عن حماسهم للعودة إلى مدارسهم للبدء في تطبيق ما درسوه خلال المساقات.
ويضم فريق الأساتذة لدورة هذا العام: وسيم الكردي، مالك الريماوي، معتصم الأطرش، فيفيان طنوس، رأفت أسعد (فلسطين)، ريتشارد كيرن، ماغي هلسون، إيان يومان (بريطانيا).