جرش- (مؤسسة عبد المحسن القطان – 9/8/2018):
اختُتمت، الخميس 9/8/2018، فعاليّات "المدرسة الصيفيّة: الدراما في سياق تعلميّ"، التي ينظّمها برنامج البحث والتطوير التربويّ/مؤسسة عبد المحسن القطّان في مدينة جرش الأردنيّة للعام الثاني عشر على التوالي، بالتعاون مع مسرح البلد، وبالشراكة مع مبادرة مدرستي/الأردن، ومدارس عمان الوطنية، وذلك بمشاركة 111 معلّمة ومعلّماً من فلسطين ومصر والأردن والسودان، إضافةً إلى الهيئة التدريسيّة من فلسطين، وبريطانيا، واليونان.
وكانت فعاليّات المدرسة قد انطلقت الأحد 29/7، واستمرّت عشرة أيّام، تخللتها مساقاتٌ متنوّعة تتضمّن معرفة نظريّة وتطبيقيّة في كلّ من الدراما التكوّنيّة وعباءة الخبير وجماليّات الدراما. كما تضمنت الفعاليّات ورشة عملٍ مسائيّة في بناء الدور المسرحيّ، قدّمها عيد عزيز، وأخرى فنيّة حول صناعة الأقنعة، قدّمها رأفت أسعد، كما عُرض فيلم "اشتباك" لمخرجه محمد دياب، الذي تدور أحداثه داخل عربة ترحيلات مكتظة بالمتظاهرين المصريّين.
وقال وسيم الكردي، مدير برنامج البحث والتطوير التربويّ: "إنّ رؤية معلّمينا يعملون في عدّة دول هو أمر يبعث على الأمل والفخر"، مشيراً إلى النجاحات التي حققها معلّمون منخرطون في المدرسة الصيفيّة بعقد ورش عملٍ في الدراما حول العالم، مضيفاً أنّ 12 عاماً، هو عمر المدرسةِ الصيفيّة، قد كان كفيلاً بأن يمكّن المعلمين من المساهمة في إعادة بناء علاقات القوة في المنظومة التربوية، بما يتيح للطلبة أن يكونوا شركاء في عملية تعلمهم. ويسعى البرنامجُ الآن -بمساعدة المعلّمين- إلى بلورة تصوّر مستقبليّ للمدرسةِ الصيفيّة يمكّنها من الانطلاق إلى مستوى جديد من العمل على مستوى الرؤيا والمحتوى والطريقة، ومن تعميق وجود برنامج الدراما في الوطن العربيّ من خلال خلق شراكاتٍ مع المعلّمين والمؤسسات التربويّة.
بدورهم، يتوزّع المعلّمون المشاركون في ثلاثة مستويات، مستوى السنة الأولى للمبتدئين، ومستوى السنة الثانية للمرحلة المتقدّمة، ثمّ مستوى السنة الثالثة للحصول على شهادةٍ في "الدراما في سياقٍ تعلّميّ"، إضافةً إلى مشاركة خرّيجين سابقين من المدرسة الصيفيّة في حلقة المجاورة، بحيث يحضرون المساقات الأخرى ويتابعون عمليّة التعلّم فيها بحثيّاً.
وكان برنامج البحث والتطوير التربويّ قد طوّر حلقة المجاورة لتكون برنامجاً ثقافيّاً تربويّاً يسهم في بناء علاقات ما بين المعلمين القدامى والمعلمين الجدد ضمن برنامج حواري بينهم، يسهم في تطوير مخططات التعليم وتطبيقاتها وتأملها وتقييمها ونقدها.
وفي هذا السياق، قالت المعلّمة صفاء بدارنة، المشاركة في حلقة المجاورة، إنّ هذه التجربة قد حوّلتها من معلّمة إلى ناقدة وباحثة متأمّلة في الدراما والعمل الصفيّ، فعلى مدار 10 أيّام، كانت جزءاً فاعلاً ومُراقباً في مساقاتٍ مع طلبة السنة الثانية، لتكتبَ في المحصّلة ورقةً بحثيّة تتضمن تأملاتها الخاصة، ما سينعكس برأيها على رؤيتها لطلبتها في المدرسة أيضاً، فعلّمتها هذه التجربة أنّها أحياناً- كمعلّمة- قد تقصي أحد طلبتها دون قصد، لأنّها لم تعطه فرصاً كافية للانخراط، أو لم تراعِ احتياجاته الخاصّة.
أمّا ريهام عزيز، مشاركة مصريّة في مستوى السنة الثانية؛ فاعتبرت هذا العام مختلفاً عمّا سبقه، فهي عادت بعد المستوى التأسيسيّ بالعديد من التساؤلات، وبرغبةٍ بتعميق خبرتها في الدراما، موضحةً: "أنا أتشوّق للعودة إلى مصر الآن، لأجمع كل الملاحظات التي دوّنتها لأستخلصَ منها خبراتٍ وتجربة منفردة خاصّة بي، ما ترافقه مسؤوليّة كبيرة للتعامل مع هذا الكمّ من المعرفة، وتحويلها إلى مخرجات واضحة في عملي".
وشملَ طاقم الهيئة التدريسية في المدرسة كلاً من الكردي ومالك الريماوي وفيفيان طنوس ومعتصم الأطرش من فلسطين، وكوستاس أميروبولوس من اليونان، وماغي هلسون وتيم تايلور من المملكة المتحدة.
ولا تقتصر عمليّة التعلّم في المدرسة الصيفيّة على ساعات انعقاد المساقات، بل تكتمل تجربة المشاركين بعدها من خلال تبادل الحوار فيما بينهم، ومع الأساتذة والباحثين في "القطّان"، حيث يناقشون مخططاتهم التي ينوون تنفيذها مع طلبتهم، ويتشاركون في تأمّلاتهم حولها.
من الجدير بالذكر أنّ سبعة معلّمين من قطاع غزّة قد تمكنوا من الالتحاق بالمساقات هذا العام، بعد انقطاعٍ لسنوات بسبب التقييدات التي يفرضها الاحتلالُ الإسرائيليّ على حركةِ الغزيّين، فتمكّن بعضهم من حضور جزءٍ كبير من المساقات، بينما استطاع آخرون الوصول إلى مكان انعقاد المدرسة قبل يوميْن من اختتامها فقط، ومنعَ الاحتلالُ عشرةَ معلّمين من الخروجَ من غزّة خلال الفترةِ المحددة للالتحاق بالمساقات.