اختُتمت، السبت 29/7/2017، فعاليّات "المدرسة الصيفيّة: الدراما في سياق تعلميّ" في عامها الحادي عشر، التي ينظّمها برنامج البحث والتطوير التربويّ/مؤسسة عبد المحسن القطّان في مدينة جرش الأردنيّة، وذلك بمشاركة 92 معلّمة ومعلّماً من فلسطين، ومصر، والمغرب، والأردن، والسودان، ولبنان، إضافةً إلى الهيئة التدريسيّة من فلسطين، وبريطانيا، واليونان، وأستراليا.
وكانت فعاليّات المدرسة قد بدأت الثلاثاء 18/7، واستمرّت عشرة أيّام، تخللتها مساقاتٌ متنوّعة تتضمّن معرفة نظريّة وتطبيقيّة في كلّ من الدراما التكوّنيّة وعباءة الخبير وبناء اللّعب، وهي كلّها أساليب تربويّة تسعى لإشراك الطلبة في عمليّة التعلّم بدلاً من كونهم متلقين فقط، ولجعلهم أناساً مفكرين وناقدين وواسعي الخيال، مرتكزةً إلى فكرة التعلّم العلائقي التكامليّ.
كما تتضمّن المدرسة ورش عملٍ مسائيّة في الكتابة السينمائيّة والتخطيط الدراميّ، وعروض فيلم "المطلوبون الـ18" لمخرجه عامر شوملي، و"اصطياد أشباح" للمخرج رائد أنضوني.
وقال وسيم الكردي، المدير الأكاديميّ للمدرسة الصيفيّة، إنّ الدراما هي توجّه عالميّ وليس عربيّاً حصراً، ولكن يمكن لكلّ مجموعةٍ بشريّة أن تعيد تكوين المناهج العالميّة ضمن علاقتها مع مجتمعها، لذا تمّت ملاءمة البرنامج مع المنهاج والمجتمع الفلسطينيّيْن، فالدراما توظّف كسياقٍ لتعلّم الموضوعات الأخرى كالتاريخ والجغرافيا والعلوم.
ويعتبر مهند الحاج، معلّمٌ من السودان، أنّ المدرسة الصيفيّة ولّدت لديه معرفةً أقوى بأهدافه كمدرّس، فهو يرفض التعليم النظاميّ التقليديّ لأنّه يقدّم العلوم المختلفة وكأنّها منفصلة، بينما تعطي الدراما سياقاً تتكامل فيه العلوم وتوضع في سياقِ الحياة اليوميّة، وتجعل الطلبة في مواجهة معضلةٍ أخلاقيّة لتساعدهم على تحمّل المسؤوليّة واتخاذ القرارات.
وتوافقه المعلّمة فاطمة محمد من فلسطين، قائلةً: "تتيح لي الدراما تدريس القيم والمهارات الحياتيّة في سياقات أخلقها مع طلبتي لنستكشفها، دون موعظة مني، ولا توجيه نحو ما أريده أنا، بل أفتح لهم المجال لأن يستكشفوا قيمهم بإرادتهم".
ولا تقتصر عمليّة التعلّم في المدرسة الصيفيّة على ساعات انعقاد المساقات، بل تكتمل تجربة المشاركين بعدها من خلال تبادل الحوار فيما بينهم، ومع المركّزين والباحثين في "القطّان"، حيث يناقشون مخططاتهم التي ينوون تنفيذها مع طلبتهم، ويتشاركون بتأمّلاتهم حولها.
وينقسم المشاركون إلى ثلاثة مستويات، مستوى السنة الأولى للمبتدئين، والسنة الثانية للمرحلة المتقدّمة، والثالثة للحصول على شهادةٍ في "الدراما في سياقٍ تعلّميّ"، ويقدّم المشاركون متطلّباتٍ لاجتياز كلّ سنة تتضمّن قراءاتٍ في التربية وتطبيقاتٍ صفيّة في مدارسهم.
وقالت المرشدة ليان دريني من فلسطين إنّها اكتسبت ثقةً كبيرة بعد التحاقها بمستوى السنةِ الثانية هذا العام، فسبق لها أنْ طبّقت الدراما مع طلبتها العام المنصرم بعد اجتيازها مساقاتِ المبتدئين، ولكنّها واجهت حينها بعض الصعوبات في تكييف المخطط الدراميّ مع التغيّرات التي يخلقها العمل الفعليّ مع الطلبة.
يُذكر أنّ طاقم الهيئة التدريسية في المدرسة شمل هذا العام كلاً من الكردي ومالك الريماوي وفيفيان طنوس ومعتصم الأطرش من فلسطين، وكوستاس أميروبولوس من اليونان، وماغي هلسون وتيم تايلور من المملكة المتحدة، وكريستين هاتون من أستراليا؛ إضافةً إلى المركّزين كوثر البرغوثي ويوسف الخواجا ومحمد الخواجا.