وقّعت مؤسسة عبد المحسن القطّان، الخميس 24 تشرين الأول 2019، في مقرّها برام الله، أربع اتفاقيات تنفيذ منح مع أربع مؤسسات ثقافية تعمل في مجال الفنون البصرية، وذلك ضمن الدورة الثانية من مشروع "الفنون البصرية: نماء واستدامة"/(VAFF) الممول من السويد، وستمتد كل اتفاقية 18 شهراً، بقيمة تقريبية قدرها خمسة ملايين وخمسمائة ألف كرونا سويدية (5.5 مليون كرونا سويدية)، ما يعادل (540 ألف دولار أمريكي).
وحضر حفل التوقيع ممثلون عن المؤسسات الشريكة وهي؛ منتدى الفنون البصرية (رام الله)، ومركز خليل السكاكيني الثقافي (رام الله)، والمتحف الفلسطيني (بيرزيت)، ودار قنديل للثقافة والفنون (طولكرم)، فيما حضره من "القطّان" المديرة العامّة للمؤسسة فداء توما، والمدير المالي بشار ادكيدك، ومدير برنامج الثقافة والفنون محمود أبو هشهش، وطاقم البرنامج بمن فيهم فريق مشروع (VAFF).
وتضمن اللقاء تعريف الحضور بطبيعة المشاريع التي تم دعمها بهدف فتح إمكانات التعاون والتشبيك ما بينها.
ويقدم مشروع (VAFF) الدعم لهذه المؤسسات الأربع لتنفيذ برامجها المتنوعة في مجال الفنون البصرية؛ حيث يركّز منتدى الفنون البصرية على برنامجه التعليمي الذي يستهدف بشكل خاص الصغار، وإن كان مفتوحاً لفئات عمرية مختلفة، بما يشتمل عليه من توجهات لرفع جودة التعليم، وتحديد الرؤية التربوية للمنتدى، فيما تساهم المنحة المقدمة للمتحف الفلسطيني في تأسيس وحدة التقييم الفني (Curatorial Department)، وما يرافقها من تطوير لخبرات فريق هذه الدائرة بشكل خاص، والعاملين في المجال بشكل عام. وستسهم المنحة المقدّمة للمتحف، أيضاً، في دعم إنتاج معرض "مدن الساحل"، وفي تصميم وتنفيذ البرامج العامّة والتعليمية المستوحاة من هذا المعرض، ومعرض "طُبع في القدس"، ودعم تنظيم جولات معرفية للمعرضين لطلاب 35 مدرسة حكومية، وتدريبات لبناء قدرات عدد من معلمي المدارس، وتزويدهم بأدلّة وأدوات تعليمية مستوحاة من هذين المعرضين يمكنهم تطبيقها في عملية التعليم في المدارس.
من جانبه، سيراكم مركز خليل السكاكيني الثقافي على مُنجزات الدورة الأولى من (VAFF)، عبر المساهمة في إنتاج معارض وتدخلات بصرية مجتمعية مختلفة، وتوفير منح إنتاج لعدد من الفنانين، ودعم تحقق مشروع البحث الثقافي الجمعي، بما يشتمل عليه من ندوات وورش تدريبية في مجال الفنون البصرية.
وفي هذا السياق، قالت رناد شقيرات، مديرة المركز: "بدعم من المنحة الأولى قمنا بإعادة تأهيل شاملة لبنية المركز التحتية بما يخدم مستخدميه وجمهوره، ما ساهم في إنتاج نشاطاتنا الثقافية المختلفة، ومكننا من استضافة عشرات المجموعات الثقافية والشبابية بمتطلباتها المتنوعة من تقنيات صوت وصورة. وسنقوم خلال المنحة الحالية بتطويع كامل البنية التحتية لاستكمال أنشطتنا واستحداث أنشطة ثقافية متداخلة".
فيما تسعى المنحة المقدمة إلى دار قنديل للثقافة والفنون في مدينة طولكرم إلى دعم تأسيس وتنفيذ برنامج الفنون البصرية "الدار"، وما يتضمنه من برامج لبناء القدرات المعرفية للفنانين البصريين في منطقة طولكرم ومحيطها، وتقديم منح إنتاجية، وتنفيذ سلسلة من تدريبات تقنية في مجالات الفنون الرقمية، إضافة إلى تطوير برنامج لتعليم الفنون البصرية للأطفال، وتنفيذ مشاريع فنية مجتمعية عدة.
وقد علّق الفنان والناشط الثقافي علاء أبو صاع، مدير دار قنديل على أهمية المنحة قائلاً: "يشكّل المشروع بالنسبة لدار قنديل فرصةً ذهبيةً لوضع الحجر الأساس لاستدامة المؤسسة من ناحية الموارد المالية والبشرية، وتمكين قدراتها الادارية والفنية، كما ستعطي هذه المنحة اهتماماً لعشرات الفنانين المنسيين في مدينة طولكرم وشمال الضفة الغربية، ونأمل أنّ تخرطهم في ممارسات فنية جديدة، وتكسبهم معارف ومهارات متنوعة، وتفتح أمامهم آفاقاً وفرصاً مختلفة للإنتاج والتعلم، وتدفعهم للشعور بأنهم جزء فعال من المشهد الثقافي الثري في فلسطين".
إضافة إلى كل ذلك، تقدم منح (VAFF) الدعم لبرامج تطوير الموارد للمؤسسات المذكورة؛ التي تغطي جزئياً أو كلياً نفقات مستشاري تطوير الموارد والأنشطة المندرجة تحت هذه البرامج؛ من حملات دعم مجتمعي، وتطوير أنشطة تجنيد الموارد الذاتية في المؤسسات، وغيرها. كما سيتم عبر هذه المنح تقديم الدعم الأساسي وتغطية نفقات إدارية وتشغيلية لهذه المؤسسات، بهدف تعزيز قدراتها المالية والإدارية، وتطوير أنظمتها الإدارية، و/أو المالية، و/أو طواقمها، و/أو فضاءات عملها، وإمكاناتها التقنية المتعلقة بالفنون البصرية.
بدوره، قال محمود أبو هشهش، مدير برنامج الثقافة والفنون في مؤسسة عبد المحسن القطان، إنّ "من شأن الدعم المقدم من خلال الدورة الثانية لمشروع (VAFF)، أن يوسع من جغرافيا العمل الثقافي والفني من جهة، حيث إن هناك مؤسسات جديدة تعمل في مناطق مختلفة تنضم إلى قائمة المستفيدين، ومن جهة أخرى، توسيع دائرة الممارسات والبرامج الفنية المختلفة والجديدة التي سيمكن الدعم المقدم من تحقيقها، والتي سيشكل الكثير منها إضافة نوعية للفعل الثقافي والفني ولبرامج تعليم الفنون البصرية في فلسطين، ما يساهم في حيوية المشهد الفني وثرائه واستدامته".
يُذكر أنّ مشروع (VAFF) أطلق دورته الثانية والأخيرة مع بداية هذا العام، وقد ترشح لمنح الدورة الثانية ستة من شركاء المرحلة الأولى، إضافة إلى مجموعة من الشركاء الجدد. ويهدف المشروع إلى تعزيز قدرة المؤسسات العاملة في حقل الفنون البصرية، وفرص استدامتها، وتطوير برامج تعلم الفنون البصرية، وفرص البحث، وجعلها متوفرة لطلاب الفنون، والفنانين، والعاملين في الحقل الفني والثقافي، إلى جانب تمكين المؤسسات الفنية من تقديم الدعم للفنانين والعاملين في الحقل؛ وتوسيع دائرة جمهور الفنون البصرية في فلسطين، علماً أنّ مؤسسة عبد المحسن القطان تعمل حالياً على تحضير اتفاقيات تنفيذ منح مع عددٍ من المؤسسات الأخرى من بينهما مؤسستان أكاديميتان هما جامعة بيرزيت في بيرزيت، وكلية دار الكلمة في بيت لحم، ومن المتوقع توقيعها خلال الأيام القادمة.