ما فلسفة الحياة التي يؤمن بها صحافي يلتقط صورةً لجريمة قتل قائلاً: "سيكون هذا خبرنا لليوم"؟ بعض الطلبة قالوا إنّه يعطي الأولويّة للعمل، عوضاً عن التدخل الإنسانيّ لمنع الجريمة؛ ماذا لو ابتعد قليلاً عن المشهد والتقط الصورة؟ هل ستختلف المعادلة حين يخاطرُ لأخذ الصورة وكشفِ الحقيقة؟
هذه بعض الأسئلة التي طرحت في نقاش لم يُحسم، مثله مثل أسئلةٍ كثيرة تناولتها ورشةُ الدراما في التعليم، التي نظّمها برنامج البحث والتطوير التربويّ/مؤسسة عبد المحسن القطّان، الخميس 24/2/2017، في جامعة بيت لحم، بإشراف وسيم الكردي مدير برنامج البحث والتطوير التربويّ.
وقدّم الكردي خلال الورشة تعريفاً أوّليّاً عن مجال الدراما وتوظيفها في خلق سياقاتٍ لتعلّم اللّغة والتاريخ والعلوم وغيرها، ما يشمل عناصر اللّحظة الفنيّة: التبئير والتوتّر والترميز والمفارقة.
كما تطرق إلى مستويات تفسير الفعل: الدافع والاستثمار والنموذج والفلسفة، عبر تحليل مشاهد ابتكرها الطلبة المشاركون، وطرحوا فيها مواضيع مختلفة كمسؤوليّة الصحافيّ، والطبقيّة، والعنف، والاعتداء على الحرّيّات الشخصيّة.
أمّا الجزء الثاني من الورشة؛ فتمحور حول نصّ لإدوارد غاليانو من كتاب "المعانقات"، حاول فيه الطلبة إعادة تمثيل فكرةٍ واحدة من النصّ بطريقتهم الخاصّة، مع مراعاة العناصر والمستويات التي تعرّفوا عليها.
يُذكر أنّ الكردي قدّم ورشةً في الدراما لمجموعةٍ مختلفة من الطلبة في جامعة بيت لحم، مؤخراً، تمحورت حول رواية "كافكا على الشاطئ" للكاتب اليابانيّ هاروكي موراكامي.