افتتح برنامج البحث والتطوير التربوي/ مؤسسة عبد المحسن القطان، أمس السبت 13/4/2019، معرض سقف البلد: س للرؤية"، في نعلين.
ويأتي هذا المعرض ضمن مشروع الثقافة والفنون والمشاركة المجتمعية الذي ينفذه البرنامج بدعم مشارك من الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون (SDC).
وتناول المعرض أعمالاً فنية تمحورت حول قضايا المجتمع والناس، وأُنتجت عبر عمليات بحث اجتماعي وحوارات فكرية ومعالجات فنية، وشارك في إنتاجها مجموعة شابات وشباب من البلدة بإشراف باحثي المؤسسة ومجموعة من الفنانين، الذين انخرطوا معاً في عمليات متراكمة على مدار ثلاث سنوات، عمل فيها الشباب والشابات على إعادة الرؤية فيما يدور حولهم، وتشكيل وجهات نظر حول القضايا، من خلال البحث فيها، ومشاركة الناس في آرائهم من أجل إعادة تقديمها إلى المجتمع بشكل فني يحاكي رؤيتهم، ويوازي عملية البحث التي قاموا بها خلال فترة المشروع.
وقال مالك الريماوي، مدير المشروع؛ مدير مسار اللغات والعلوم الاجتماعية في البرنامج: "يأتي هذا المعرض تجسيداً لمشروع يهتم بالحيز العام/الفضاء، والفن والناس، واللغة والذاكرة؛ إنه تجسيد للاهتمام بالحياة كلحظة ممتدة، يجتمع فيها حاضر يعرف ماضيه، ويستشرف مستقبله ويبتكره، إذن هو معرض وممارسة للفن كشكل من أشكال الرؤية والمعاينة".
وأضاف: تَشكل المعرض عبر الانتقال بين البحث والفن بشكل متوازٍ، كانت مجموعة المشروع تخرج في مسار بحث داخل البلدة حول المشاكل والظواهر التي تحدث من حولهم، ويعودون إلى القاعة يتناقشون آلية تقديم القضية للناس، فيجدون أن هناك شيئاً ما ينقصهم لاكتمال البحث، فيعودون إلى البحث مرة أخرى عن المعلومات التي لا يعرفها أحد، والتي تدفعهم إلى تطوير الشكل الفني للقضايا بتوجيه من الفنانين، ومن ثم يعودون مجدداً إلى القاعة فيشكلون رؤية أكثر وعياً حول مضمون القضية، وتحويله إلى فن. ومن أجل تعميق الفهم حول العلاقة بين البحث والفن، كان لا بد من توثيق التجربة الفردية لكل المجموعة، من خلال الكتابة والتعبير عن تنامي الوعي لديهم، لما يدور حولهم تحت سقف البلد الذي، بدوره، أوجد تشابكاً بين كل قضايا المعرض من السقف الذي لا يسمح للفتاة إلا أن تدور بدراجتها الهوائية عليه، أو من السقف الذي يرى من خلاله الأسرى نوافذ لحريتهم، إلى السقف الذي تحوم فيه طائرة الآخر بدون حدود، أو إلى السقف الذي ضيق فيه الناس مساحتهم في الحياة من خلال تهديدها بالموت بفعل السيارات المشطوبة، وبقتل المساحات الخضراء وسيطرة الكثافة العمرانية، وإلى سقوف أخرى كلها يحددها سقف البلد.
وشارك في الافتتاح كل من الأهالي والطلاب والمؤسسات في نعلين والقرى المجاورة، الذين ستتم إعادة النقاش معهم من خلال سلسلة فعاليات مرتبطة بالمعرض.
وتتمثل هذه الفعاليات بعرض فيلم المعبر، وزيارات للمدارس، لإثارة نقاشات حول وجهات نظرهم بما رأوا، إضافة إلى لقاء للمعلمين لتعزيز الفهم لدى طلابهم حول القضايا وبناء تجربة مشابهة داخل مدارسهم.
يشار الى أن المعرض سيمتد حتى تاريخ 30/4/2019 من الساعة 11:00 إلى الساعة 4:00 ما عدا أيام الجمعة والأحد.