أعلنت مؤسسة عبد المحسن القطان، مؤخراً، عن القائمة القصيرة الأولية للمؤسسات التي تأهلت للحصول على منح الدورة الثانية من مشروع "الفنون البصرية: نماء واستدامة"، الممول من السويد.
وتقدّمت 28 مؤسسة ثقافية وفنية عاملة في مناطق الضفة الغربية بما فيها القدس، وفي قطاع غزة، بطلبات للحصول على هذه المنحة، وذلك استجابةً لدعوة مفتوحة نُشرت في الصحف المحلية، وعلى الصفحة الإلكترونية ومنصّات التواصل الاجتماعي التابعة للمؤسسة.
ونظرت، في هذه الطلبات ومرفقاتها، لجنةُ تحكيم مستقلة ضمّت في عضويتها سبعة أعضاء، وهم: الفنانان تيسير البطنيجي وخالد حوراني، الأكاديمي علاء العزة، مدير جمعية تشرين في الطيبة والناشط المجتمعي مجد نصر الله، كل من الكاتبة والناقدة عدنية شبلي، والقيّمة سمر مرتا، اللتين كانتا ضمن لجنة تحكيم المشاريع المقدّمة للدورة الأولى للمشروع، أيضاً، وذلك لضمان مراكمة التجربة، إضافة إلى فادية سلفيتي، رئيسة اللجنة الاستشارية لصندوق روى للمبادرات المجتمعية الفلسطينية.
وقيّم كل عضو/ة في المرحلة الأولى من التقييم الطلبات ومرفقاتها كافة، بشكل فردي، ومن ثم عُقد اجتماع اللجنة الأول، الذي شهد مراجعةً لمعايير التقييم، ومناقشة للتقييمات الفردية التي قدّمها كل أعضاء اللجنة للمقترحات، مروراً بكافة المقترحات المرشحة، وما توفرت عليه من عناصر القوة والضعف.
من جهتها، علّقت شبلي، التي شاركت في الاجتماعات عبر السكايب من مكان إقامتها ببرلين: "خلقت عملية التقييم فرصة ثرية للنقاش مع زملاء في حقل الفنون البصرية والعمل الثقافي عامّة، حول عمل مؤسسات رئيسية في فلسطين، وكيفية تعاملها مع السؤال البصري. فمع أنّ مثل هذه النقاشات ليست نادرة، فإنه قلّما يحدث مثل هذا النقاش بهدف التوصل إلى نقد بنّاء، يساهم في عملية التغلب على بعض الإشكاليات التي يواجهها الحقل في هذا المجال. والنتائج الأولية تؤكد على ذلك، وعلى ضرورة التعددية في شكل الممارسات في الحقل البصري، وتوسيع وتحويل معناها، بل والتنبيه إلى جوانب من الضروري الانتباه إليها".
بدوره، قال حوراني: "إنّ اللجنة ارتأت في القائمة الأولية المُشار إليها، أن تكون صاحبة الأولوية في الحصول على المنحة، وفق المعايير والأصول المتبعة، علماً أنّ جميع المشاريع المقدمة اتسمت بالحيوية والأهمية، ودللت على الحاجات الملحة والضرورية للنهوض بالمشروع الثقافي في فلسطين، إلا أنّ هذه المنحة تتركز في الفنون البصرية، والمؤسسات العاملة في هذا المجال، بشكل يترك أثراً وفعالية على مشهد الفنون البصرية، ويضمن استدامته ونماءه في قادم الأيام. اللجنة، بدورها، تلمّست هذه الحاجات ومدى الحيوية التي تمتعت بها المؤسسات، وقدرتها على تنفيذ المشاريع بشكل ناجع".
كما جرى لقاء ثلاث عشرة مؤسسة لمناقشة مقترحاتها قبل التوصل إلى قرار نهائي بخصوصها. واستكملت اللجنة نقاشاتها حول المقترحات كافة، وتم الاتفاق على ترشيح اثنتي عشرة مؤسسة ضمن القائمة القصيرة الأوليّة، على أن تخوض المؤسسة واللجنة معها حواراً مفتوحاً حول سُبل تطوير المقترحات المقدمة بما يتناسب مع رؤى وقدرات واحتياجات المؤسسات المختلفة، وبما يجعل المقترحات أكثر استجابةً لاحتياجات مشهد الفنون البصرية، ويعزز من إمكانيات استدامة المؤسسات، وفرص تحقيقها للأثر المرجو، وذلك مع تأكيد اللجنة على أن بعض المقترحات تحتاج إلى تطوير أساسي، وبشكل جذري، لاستمرار بقائها ضمن عملية المنافسة.
وشملت القائمة الأوّلية كلاً من: الاتحاد العام للمراكز الثقافية/غزة، جمعية الهلال الأحمر-مجموعة التقاء/غزة، حوش الفن الفلسطيني/القدس، دار قنديل للثقافة والفنون/طولكرم، ساقية، فن، علوم، زراعة/عين قينيا، منتدى الفنون البصرية/رام الله، مركز خليل السكاكيني الثقافي/رام الله، جامعة بيرزيت/بيرزيت، مجموعة دار جاسر/بيت لحم التي تقدمت بطلبها من خلال جمعية رواد للثقافة والفنون الخيرية-في مخيم عايدة، كلية دار الكلمة الجامعية للفنون والثقافة/بيت لحم، المتحف الفلسطيني/بيرزيت، مجلس العجب/بيت لحم.
من الجدير بالذكر أن إدراج أيّ مؤسسة في هذه القائمة لا يعني بالضرورة حصولها التلقائي على دعم المشروع، وإنما أهليتها للتنافس في المرحلة التالية من التقييم، التي بموجبها، وبحسب ما ورد في دعوة التقدّم بطلبات المنح، سيُصار إلى تقييم الأنظمة الإدارية والمالية للمؤسسات، وحاجاتها التطويرية. وفي الوقت ذاته، ستقوم اللجنة وطاقم المشروع باستكمال حوارها مع هذه المؤسسات حول المشروعات التي تقدمت بها، بهدف تطويرها.
يشار إلى أنّ الموارد المالية المتوفرة لدى مشروع "الفنون البصرية: نماء واستدامة" في دورته الثانية، التي تقارب 1.6 مليون دولار، تشكّل عاملاً حاسماً في تحديد عدد المؤسسات التي ستحصل على الدعم، وحجم ذلك الدعم، الذي ستقرره حاجة المقترحات، وقدرة المؤسسة على إدارة المنحة بفاعلية.
وعن نتائج المرحلة الأولى للتقييم علّقت يارا عودة، مديرة المشروع: "نشكر المؤسسات التي تقدمت جميعها، ونأمل أن تزيد المقترحات التي سيتم دعمها خلال هذه الدورة من إمكانات التعاون ما بين المؤسسات الفنية والأكاديمية والثقافية عامّةً، ومن فرص الفنانين والباحثين والعاملين في مجال الفنون البصرية بشكل خاص، وذلك بهدف الارتقاء بحقل الفنون البصرية في فلسطين".
يذكر أن مشروع "الفنون البصرية: نماء واستدامة" يهدف إلى تعزيز قدرة المؤسسات العاملة في حقل الفنون البصرية، وفرص استدامتها، وتطوير برامج تعلم الفنون البصرية، وفرص البحث، وجعلها متوفرة لطلاب الفنون، والفنانين، والعاملين في الحقل الفني والثقافي، وتمكين المؤسسات الفنية من تقديم الدعم للفنانين والعاملين في الحقل؛ وتوسيع دائرة جمهور الفنون البصرية في فلسطين.