أعلن البرنامج العام في مؤسسة عبد المحسن القطان، السبت 14 تموز 2018، عن إطلاق إقامات القطان للعامين 2019 – 2020 وذلك خلال حفل في قاعة المركز الثقافي للمؤسسة في الطيرة برام الله.
وتخلل الحفل قراءة من "دردشة بريدية"، وهي مجموعة من الرسائل المتبادلة بين الكاتب والفنان جون بيرجر وابنه إيف بيرجر حول الفن والفنانين.
وقال زياد خلف مدير عام المؤسسة: "تَفخرُ مؤسسةُ عبدِ المُحسنِ القطَّان، من خلالِ مشروعِ استضافاتِ القطَّان الذي يحمل عنوان (سُبُل التَّرحَال) للعامين 2019 - 2020، بالاحتفاء بجون بيرجر؛ هذا الفنانُ، والكاتبُ، والشاعرُ، والناقدُ، والمُدافعُ الشرسُ عن الفقراءِ والمضطهدين، والإنسانيُّ، وصاحبُ الرؤيةِ (المتبصر): صديقُ فِلسطينَ المُفتَقَدُ كثيراً".
وتابع خلف: "أنتج جون بيرجر، طوالَ حياتِهِ، أعمالاً لطالما اخترقتِ الْحواجزَ الفاصلةَ بينَ الثقافةِ العاليةِ والمتدنيةِ، والحقيقةِ والخيال، والفنِّ والسياسة، من خلالِ ارتحالِهِ المتواصلِ عبرَ أجناسٍ كتابيةٍ مختلفة. خلَّفَ بيرجر وراءَهُ مَجموعةَ كتاباتٍ تضمُّ عشرَ روايات، وأربعَ مسرحيات، وثلاثَ مجموعاتٍ شعرية، وثلاثةً وثلاثين كتاباً للمقالات، إضافةً إلى عددٍ لا يُحصى من اللوحاتِ والتخطيطات. وإلى جانبِ ذلك، ثمةَ أعمالٌ نتجتْ عن جهودٍ تعاونيةٍ لا حصرَ لَهَا مع صانعِي أفلام، ومُصورينَ، ومَسرحيينَ، ونُشطاءَ سياسيين، ومفكرينَ، وشعراءَ، وروائيينَ، وفلّاحينَ، وعمّالٍ، وأصدقاءَ، ومناصرينَ، وأفرادٍ من أسرته".
وأوضح خلف، أنه "تمَّ حَبْكُ ثيمةِ مشروعِ استضافات "سُبُل الترحال" استلهاماً من كتابِ جون بيرجر "طرق في الرؤية"، الذي أحدثَ في سبعينياتِ القرنِ العشرين، ثورةً في الطريقةِ التي نرى بِهَا الفنَّ وعَالَمَ التمثيلِ البصري. فلم يَدْرُسْ بيرجر الطريقةَ التي تُصنَعُ من خِلالها الأعمالُ الفنيةُ فَحَسبْ، بلْ جعلَنَا نُدركُ السياساتِ المتعلقةَ بطريقةِ تَشجيعِنَا عَلَى رُؤيتها، حيثُ علَّمنا أنَّ النظرَ إلى عملٍ فنيٍّ أو صورةٍ يتضمنُ الدخولَ في علاقةٍ بصرية، ليستْ بينَ العملِ الفنيِّ ومُشاهدِه فحسبْ، ولكنْ، أيضاً، بينَ النظامِ الاجتماعيِّ الذي أَسبغَ على العَمَلِ لُغتَهُ البصريةَ، والنظامِ الاجتماعيِّ الذي نقبضُ من خِلاله –نحن المُشاهدين– على لُبِّ ما نراهُ ماثلاً أمَامَنَا. قدَّمَ لنا جون بيرجر أدواتِ النقدِ لنَشْرَعَ في رؤيةِ الفنِّ والعالَمِ وفهمِهِمَا بأنفسنا، من خلالِ تبيانِ الصلةِ الوثيقةِ بينَ السلطةِ وما هوَ بصريٌّ وموقِفِنَا منهُمَا".
وأشار خلف إلى أن "سُبُلُ التَّرحالِ هو عنوانُ الثيمةِ التي تبنَّاها البرنامجُ العامُ للعامين 2019 – 2020، التي ستشكلُ المرتكزَ لتطويرِ نشاطاتِهِ خلالَ هذهِ الفترة".
وتابع: "تقارنُ هذه الثيمةُ بينَ الأهميةِ التاريخيةِ لأدبِ الرِّحلاتِ المثيرِ للجدلِ، والأيديولوجياتِ التي تقفُ وراءَ صياغَتِهَا، بحضورِ الأزمةِ المُعاصرةِ للقطيعةِ، وانعدامِ الحركةِ في المنطقة. علاوةً على ذلك، فإنِّها مُحاولةٌ للانتفاعِ من المُمارساتِ الثقافيةِ بوصفِهَا وسيلةً مُعاصِرةً لتَواصُلِ البشرِ والمناطقِ الجغرافيةِ، وتنويعِ الثقافةِ، وإعادةِ هيكلةِ المجتمعات".
من جهته، قال إيف بيرجر نجل جون: "خلال الشهر الأخير من حياة والدي كان نشاطه المفضل هو الرسم بمشاركة الأصدقاء والزوار، فكان يضع، مثلاً، حبة فاكهة على طاولة أمام الزائر، ويرسمانها -هو والزائر- ويقارنان الرسمتين ويتحدثان عنهما. وهذا أكثر ما كان يجلب له السعادة".
وأوضح إيف أن "دردشة بريدية" هي معايدات بريدية متبادلة بينه وبين والده كانا يرسلانها ويتناقشان بها. وتابع ايف: "قريباً ستصدر هذه المراسلات في كتاب، وسيطلق عليه اسم (إليك). وهذا العنوان يصلح لهذه الأمسية، إليكم الجمهور ومؤسسة عبد المحسن القطان التي أطلقت اسم والدي على برنامج الإقامة هذا".
وقدم القراءة باللغة الإنجليزية كل من ايف بيرجر وجولز لانجلين، وباللغة العربية تانيا ناصر ومحمود أبو هشهش.