قدّم وسيم الكردي مدير برنامج البحث والتطوير التربويّ في مؤسسة عبد المحسن القطّان، ورقة خلال مؤتمر ديفيس للدراما للعام 2019، الذي عُقد على مدار يوميّ 9 و10/3/2019 في جامعة دوبلن في أيرلندا.
وافتُتح المؤتمر بورقة للبروفيسور ديفيد ديفيس بعنوان: "من أنا؟ من يستطيع إخباري من أنا؟" التي استهل فيها الحديث عن أهمية أن تُوظف الدراما في مجال التعليم لتمكين اليافعين والأطفال من معرفة هوياتهم، ومن يريدون أن يكونوا وما الواقع الذي يرغبون في الوجود فيه.
وتساءل ديفيس، الذي يعتبر أحد الروّاد في الدراما والمسرح في مجال التعليم، عن شكل الدراما الذي يساعد هؤلاء الأطفال واليافعين في تحديد خياراتهم دون أن يُفرض عليهم كيف يجب أن يكونوا.
من جانبه، قدّم الكردي ورقة بعنوان "الدراما كسياق للتجربة الجمالية"، ناقش فيها تجربته مع المعلمين في "المدرسة الصيفية: الدراما في التعليم"، التي تُعقد سنوياً منذ 12 عاماً، وتمثّل تجربة فريدة في التعليم في فلسطين والعالم العربي.
بدأ الكردي ورقته بتجربته الشخصية، فشغفه بالدراما في التعليم منبعه ذاتيّ، كونه أتاح له صهر ولعه بالمسرح والتعليم والأدب في تجربة واحدة، والانتقال بالتجربة إلى حيّز جديد، مكانه غرفة الصف وجمهوره الأطفال واليافعون.
واعتبر أن تجربة برنامج الدراما في التعليم، بما فيه المدرسة الصيفيّة، وهو برنامج قابل للتحوّل باستمرار، تجربة تحاول النظر بعين نقدية للواقع، وأن تقدّم تصوراً متخيلاً واقعياً له، قد يسهم في خلق تحوّلات مهمة في النظام التعليميّ.
وتحدّث الكردي عن أهمية أن يغدو المعلم الفلسطيني فاعلاً مجتمعياً ومثقفاً بنيويّاً وليس مجرد برغي في عجلة نظام تربويّ تقليديّ، تأثر ويتأثر بتبعات تفسّخ الأرض وسطوة المحتل، وفساد النظام السياسيّ، وانهيارات المحيط.
وركّز في ورقته على الرسم، كأحد المكونات الناتجة عن الدراما في تجربته مع المعلمين والأطفال، وكفعل تعبير فنّي وجماليّ يسهم في التوثيق للمعنى بمعنى آخر، وكذلك كذاكرة ومادّة يمكن توظيفها لاحقاً لغاية أخرى.
ويتابع: الرسم الناتج خلال الاستكشاف الدرامي، أو في نهايته، يمثل حواراً بصريّاً، يستعيد المنجز، ويمنحنا فرصة إعادة تكوين التفاصيل، وتفصيل المكونات التي عبرناها وما زلنا نعبرها في رحلة التعلّم عبر الدراما.
واستعرض الكردي في ورقته تجليّات توظيف الفن بالدراما في التعليم، وهي نتاج عمله مع المعلمين والطلاب، حيث انقسمت القضايا المطروحة بين السياسي/الاجتماعي الذي يتناول الهجرة والتهجير والحرب، والاجتماعي/السياسي الذي يتناول قضايا المرأة.