بمشاركة 38 معلماً/ة من تخصصات ومدارس مختلفة من فلسطين
"القطان" تستكمل المساقات الشتوية في أريحا
أريحا - (مؤسسة عبد المحسن القطان - 1/6/2024):
استكملت مؤسسة عبد المحسن القطان، على مدار ثلاثة أيام 25-27 نيسان 2024، فعاليات المساقات الشتوية في أريحا، ضمن وحدة التكون التربوي في برنامج الثقافة والتربية، عبر برنامج التكون المهني الخاص بمشروع "طفل مبدع .. مستقبل مشرق"، بمشاركة 38 معلماً/ة من تخصصات ومدارس ومناطق مختلفة من فلسطين، ضمن مساري الطفولة المبكرة والدراما التكونية.
ويهدف البرنامج بشكل خاص، والمشروع بشكل عام، إلى تطوير التعليم من خلال تمكين المعلم من أدوات تعليمية تناسب الطلاب، وتمكّنهم من الانخراط والتفاعل في السياقات الحياتية المختلفة، وإحداث التغيير الإيجابي في مجتمعاتهم، وإعطاء المعلم مساحته الإبداعية وتشجيعه على لعب دور فاعل وخلاق في العملية التعليمية، وتقديم نموذج لتجربة تعليمية قادرة على إحداث تغيير في الوعي، باستخدام منهجيات متنوعة ومبتكرة، إلى جانب المقاربات التعليمية المختلفة والمعاصرة.
ويهدف مساق الطفولة المبكرة، الذي يقوده المختصان التربويان فيفيان طنّوس ومالك الريماوي، إلى تمكين مربيات الطفولة المبكرة من ممارسة منهجيات الدراما وعباءة الخبير (وهي منهجية للتعليم التكاملي عبر المناهج، تقوم من خلال تفويض الطلاب بإنجاز مشروع يرون عبره العالم من منظـور الخبراء، ما يعني تعلماً عبر بناء خبرة تتضمن المعرفة والمهارة والمسؤولية والفهم معاً) والتعلم عبر المشروع، وتوظيف القصة كسـياق تعلّمي، وكذلك الاسـتقصاء والثقافـة العلمية ضمن سياق تكاملي، وبعلاقتها مع خصائص أطفال هذه المرحلة وحاجاتهم النمائية. ويتم ذلك عبر ورشات بناء وتطبيق مشروعات تجريبية توظف منهجيات التعلم المطروحة، وآلية توثيقها والتأمل فيها، ضمن مجموعات مصغـرة، بهـدف تحويلهـا إلـى ممارسات صفية تفاعلية وكتابات ذاتية وخبرات مستدامة.
حمل التدخل هذا العام عنوان "الاستقصاء والثقافة العلمية في تعليم الطفولة المبكرة"، وتناول تعليم العلوم كثيمة أساسية، لما له من دور في توسيع مدارك الأطفال، وقدرة على تغذية فضولهم وشغفهم بالاستكشاف، حيث ركزت اللقاءات على كسر الصورة النمطية عن العالم، وفهم العلوم كإطار معرفي شامل يطول مناحي الحياة كافة، ويبدأ مع الطفل منذ مراحل عمرية مبكرة، ابتداءً من حيزه الشخصي كجسده وحواسه، وصولاً إلى محيطه من الطبيعة ومكوناتها المختلفة، كما الظواهر الطبيعية، والعمليات الحيوية، ... وغيرها.
أثار اللقاء العلوم كمساحة للاستكشاف وكمدخل لفهم الحياة عند الأطفال، الذين يتميزون بكونهم كثيري الأسئلة، مشجعاً المعلمات على استغلال هذه الأسئلة في معرفة طرق تفكير الأطفال وما يثير فضولهم، عبر ملاحظتها وجمعها ومن ثم تحليلها وتقديمها بطرق تفتح باب الاستكشاف والبحث أكثر، والحوار حولها، واختبارها بحواسهم لصياغة إجابات، ومن خلال هذه الإجابات يصلون إلى استنتاجات تكسبهم مفاهيم.
أما فيما يخص مساق الدراما في التعليم، الذي يشرف عليه المختص التربوي معتصم أطرش، والذي يهدف إلى التعمق نظرياً وتطبيقاً في بناء الدراما كشكل فني للغرفة الصفية، وليس للمسرح، من خلال التركيز على عناصر الشكل الفني واستراتيجيات بنائها وتوظيفها في مواقف ولحظات درامية، والتركيز على الأعراف الدرامية المتاحة في متناول اليد، التي يمكن للمعلم توظيفها في سياق الصف والحصة العادية، إلى جانب تعميق معرفة المشاركين بمبادئ التخطيط، والفرق بين الدراما التكونية وعباءة الخبير من حيث الأهداف والبناء والتخطيط، والتدرب عملياً على استراتيجية "المعلمة في دور"، والبحث في أهمية هذه الاستراتيجية في تحقيق المعاني وبنائها وتحفيز الدافعية الداخلية للتعلم لدى الطلبة وتعزيز انخراطهم، إضافة إلى تطبيقات عملية ركزت على دور المعلم في الدراما والصف، وتوظيفه لصوت الدور واللغة والحيز، وموازنته بين أهداف الاستكشاف الدرامي وأهداف التعلم.
ركز المساق في دورته الشتوية هذا العام على عنوان "من حديث المعلم المتحكم إلى أصوات وأدوار متعددة"، حيث لعب المشاركون من سياق عباءة خبير دور علماء آثار يستكشفون قرية مكتشفة لإحدى قبائل السكان الأصليين للأمريكيتين، وتنقلوا في هذا السياق بين الاستقصاء التاريخي العلمي في حياة تلك الشعوب وأدواتها وحكاياتها، وبين الاستكشاف في لحظات من السياق التاريخي والاجتماعي والثقافي والإنساني لشعوب تلك القبائل، مع تعزيز المؤاخاة بين السياق المتخيل مع السياق الفلسطيني. كما تم بناء مهام لاستكشاف المنهاج وتنمية المهارات الحياتية. كذلك، تم خلال المساق التعرف على عناصر العباءة واستراتيجيات بنائها وتوظيفها للتعلم والاستقصاء، وتعميق معرفة المشاركين بمبادئ التخطيط، ومستويات دور المعلم، وأصواته، حيث إن دور المعلم في الدراما وتوظيفه للغته وللحيز، يعتبران من أهم المرتكزات لبناء وتطبيق الدراما أو عباءة الخبير بشكل ناجح في الغرفة الصفية.
يشار إلى أن هذا المشروع ينفّذ بدعم من مؤسسة دروسوس.