رام الله – (مؤسسة عبد المحسن القطّان):
انطلاقاً من الحكاية الرمزية لبالون أحمر يطير في أزقة باريس بصحبة صبيّ يعيش عالم الطفولة الخيالي، اختبرت عشرون معلمة شاركن في ورشة "الطفولة والسينما: بين الخيال والقيمة المعرفية"، إمكانيات توظيف الفيلم السينمائي في العملية التعليمية، من خلال فيلم البالون الأحمر (1956).
وناقشت الورشة، التي نظمها برنامج البحث والتطوير التربوي/مؤسسة عبد المحسن القطان ضمن لقاءات منتدى مربيات الطفولة المبكرة في مشروع التكون المهني لمربيات الطفولة، السبت 23/2/2019، في جمعية الهلال الأحمر بالبيرة، الأفلام كمادة ومضمون تربوي يسمح بتطوير الحس الفني والقيمي لدى الأطفال.
وشاهدت المعلمات الفيلم الفرنسي الكلاسيكي لمخرجه ألبرت لاموريس، الحاصل على جائزة السعفة الذهبية كأفضل فيلم قصير، الذي يدور حول علاقة صداقة مميزة بين طفل وبالون تظهر عبر مجموعة من المغامرات الطفولية في شوارع باريس، كما يناقش عدداً من القيم والمفاهيم والمشاعر؛ منها الصداقة، والعداوة، والبراءة، والحزن، والفرح، والقهر، والإرادة.
وأدارت الورشة منسقة مسار الفنون في التعليم ديما سقف الحيط، التي طورت مع المعلمات عدداً من النشاطات التي يمكنهن تطبيقها في غرفة الصف انطلاقاً من أفكار الفيلم، منها مقارنة ما بين عالم الأطفال وعالم الفيلم من ناحية الزمان والمكان، وتخيّل ورسم نهاية لما بعد نهاية الفيلم، وبداية تسبق بدايته.
وتعد الورشة جزءاً من برنامج السينما في التعليم، المنبثق عن برنامج البحث والتطوير التربوي، الذي يركز على السينما بحد ذاتها، وعلى تقاطعاتها مع باقي البرامج والمسارات.
وانخرطت المعلمات ضمن مجموعات في تحليل الفيلم وعناصره من صورة وصوت ولون وشخصيات ورموز، وكذلك اعتبرنه مقدمة ذكية لطرح ظواهر مهمّة تؤثر على حياة الأطفال مثل ظاهرة التنمّر، التي يعالجها الفيلم.
واتفقت المعلمات على أهمية استخدام وسائل جديدة لضمان حصول أطفالهن على تعليم قيّم وممتع في الوقت ذاته، للبناء على تجاربهن باستخدام الدراما وعباءة الخبير التي أتقنَّها خلال رحلة تكونهن المهني مع مؤسسة "القطّان".
وقالت المربية جمانة رباح إن عرض أفلام خيال تحمل قيماً وأفكاراً يمكن عرضها للأطفال وتوظيفها في أنشطة وتطوير مواد دراسية منها، أمر جديد عليها، وتنوي تطبيقه قريباً مع أطفالها وتتوقع أن يتجاوبوا إيجابياً معه.
من جانب آخر، قالت المربية مريم مناصرة أن أساليب التعليم التي أتقنتها خلال برنامج تكونها المهني جعلتها منفتحة أكثر في استخدام أدوات جديدة مع الأطفال من خلال نشاطات يستمتعون بها ويتعلّمون منها.