رام الله – (مؤسسة عبد المحسن القطان-26/06/2023):
يسر مؤسسة عبد المحسن القطان الإعلان عن العروض الستة المختارة للتقديم أمام الجمهور العام ضمن منح دورة صيف 2023 من مشروع "مساحات"، متقدمة بالشكر للفنانين كافة على تقدمهم، ومساهمتهم في برنامج الفعاليات السنوية لمركز القطان الثقافي–رام الله، ولما تحمله العروض المقدمة من إمكانيات تأثير وتغيير، مؤكدة اعتزازها بهذا الكم من الانشغالات المثيرة والتجريبية.
في هذه الدورة من مساحات تأتي العروض من أماكن مختلفة، مشبعة بمشاعرها وأسئلتها واستعاداتها المكانية والزمانية، ملتقيةً بهمومها الشخصية والجماعية على المسرح، عبر تجسدها بأدوات فنية مختلفة، ومتناولةً إياها من زوايا متنوعة. تبحر العروض في تجارب عدة، بين ما هو ذاتي وما هو جماعي، وتسائل ما بين الظاهر والخفي، وما بين الحقيقة واللعب، وبين الجد والهزل، لتفتح أبوابها على مفاهيم كالحنين والفقدان، ومشاعر كالأمل والخيبة.
تتعمق عروض هذه الدورة بما هو داخلي وشعوري، حيث يحاول فنانوها التأمل في تجاربهم وتجارب الآخرين، لإيجاد معانٍ جديدة، وتفكيك أسئلة إنسانية وثقافية بالتفاعل مع الجمهور العام.
العروض المختارة:
فئة الفنون الأدائية:
عرض Trilogy | شادن أبو العسل
ثلاثيّة استعراضية لثلاثة مؤلّفات مختلفة، تبدأ بفيلم راقص "ECHO" صوّر في يافا، مصمم بالاعتماد على شهادات أهالي حي المنشية الذي تم احتلاله وتهجير أهله وإخفاء معالمه في نكبة العام 1948، تتبعه رقصة ثنائية "Twin Flame" مباشرة على منصة، تسلط الضوء على صور من ذاكرة إنسان في تلك اللحظة ما بين الماضي والحاضر، بين الظاهر والمخفي، بين الواقع والخيال، وتختتم بفيديو رقص بعنوان "This Place"، الذي تم تصويره في البلدة القديمة في مدينة الناصرة، محاكياً ظلال الأجساد التي سكنت المكان في الماضي غير البعيد، محاولةً العودة إلى ما سبق لحظة الأبد.
يعرّف هذا العمل المكان بما يضّج فيه من أصوات وما في داخله من ذكريات، وآمال، وخيبات، وطموحات، وتجارب، ولحظات من الألم والفرح.
مسرحية "جريمة في المأوى" | فرقة أثر
"كُنّا طوال الوقتِ نعيشُ وسط حربٍ ليست حربنا"
مجموعة من مجهولي النّسب يعيشون معاً في مأوى، يطرحون أسئلة حول هويتهم وحياتهم الماضية والمستقبليّة، يتصادمون مع إدارة المأوى، يتمرّدون ويهادنون ويصارعون الإدارة بصورة هزلية ساخرة عبر لعبة مسرحية يؤدونها مع بعضهم ومع الجمهور.
تأليف: غسان نداف، إخراج وسينوغرافيا: خليل البطران، تمثيل: تامر طافش، رغد كيلاني، نورسن قواسمي، سارة القبج، غسان نداف، هنادي عدامة، بحّور، رافع أبو علي، إدارة خشبة: داليا عبد الجواد، ديكور: حسين نداف وعلي صدقة والمجموعة، إنتاج: فرقة أثر.
نادي الكوميدي مع مونا | مونا أبو رمشان
من خلال ثلاثة أنشطة، (عرض كوميدي Stand-Up Comedy، نشاط ميكروفون مفتوح Open Mic، ورشة إطلاق العواطف المحاصرة باستخدام نظرية رمز العاطفة) تقوم مونا أبو رمشان بإنشاء "نادي كوميدي" لمدة ساعتين، بهدف خلق بيئة مرحة ومسلية تمكن الجمهور من تعلم أسلوب جديد للتعبير عن الذات، ضمن حاضنة ملهمة صحياً وإبداعياً من المشاركين، حيث يرتكز العرض على تحفيز مهارات سرعة البديهة والفطنة الخلاقة، وتوظيفها في التفريغ، والتفاعل الاجتماعي.
فئة الموسيقى:
خرابيش | فارس بدارنة
"Squiggles" وبالعربيّة "خرابيش" هو عرض موسيقى حية، من ألحان فارس بدارنة.
تتميّز موسيقى "خرابيش" بخصائص تصويرية بحيث تحفّز ذهن المستمع/ة وتشجعّه/ا على خلق صور كأنها سرد لقصة موسيقية. لكل مقطوعة مقولتها ولونها الخاص، إلا أنّ المزاج الموسيقي الجامع يدمج بين عوالم الموسيقى الكلاسيكية والشّرقية معاً واصلاً بينهما ببصمات من الجاز والموسيقى الإلكترونيّة، سعياً نحو تلحين ذي آفاق تجريبية خلّاقة من جهة، ويعزز الإرث الموسيقي من جهة أخرى.
جَس نَبِضْ | فرقة مَجَسْ
نجس نبض قلبنا بـ "مجس خربان"، قلبنا الذي يعاني من "أرق" والكثير من الصراعات الداخلية، ويعاني من الانطفاء الداخلي في حياة سريعة جداً مثل رحلة في "القطار"، يشعر بأنه يركض في مكانه "بلا عنوان". حتى في العلاقات يسمع "كلام معسول"، بينما يعيش مشغول البال يردد أغنية "أنا مالي وماله".
في عرض موسيقي تقدم فرقة مجس موسيقاها الحرة النابعة من أحاسيس ومشاعر الأعضاء ذاتهم، وتحول هذه الدواخل إلى موسيقى بديلة مثل الروك والبوب البديل وغيرها بتعبير موسيقي خالص.
فئة الفنون البصرية:
كيف نخلق مشهداً لواقع متخيل؟ | ريم مصري
في الوقت الذي تتوق فيه العين إلى مواجهة كثافة المساحات الخضراء ودقة تفاصيل الأمواج، تصطدم بمساحاتٍ خاوية. يتفكك الوجود المكاني، ويترك وراءه مفاهيم مجردة عن البحر والبر ويخلق مشهداً يمتزج فيه الواقع بالمتخيل. عبر تجريد الطبيعة من تفاصيلها البصريّة المعتادة، تُمنح الذاكرة سلطة لبناء تلك المشاهد من جديد، هذا الفقدان يحررنا من الواقع ويمنحنا فرصة خلق مشهد أقرب لواقعنا، بأن نسمح لحرارة الحنين أن تبني هذا الفراغ المجرّد، في محاولة للكشف عما تختزنه الذاكرة من حنين للمشهد الطبيعي الذي اعتدنا على تصوره عن ظهر قلب، على الرغم من أنه يناقض الواقع الذي نعيشه الآن، فنسير في رحلة يجرد فيها البر والبحر خارج حدود المكان.