افتتحت مؤسسة عبد المحسن القطان (فلسطين) ومؤسسة كونيكسيون (بلجيكا) مهرجان الثقافة الفلامنكي – الفلسطيني يوم السبت السادس من أيار بعرض فيلم Problemski Hotel في مسرح بلدية رام الله بحضور وزراء إقليم الفلاندرز البلجيكي غيرت بورجوي ووزير الثقافة الفلسطيني د. إيهاب بسيسو ورئيس بلدية رام الله المهندس موسى حديد إضافة إلى طاقم المؤسستين الشريكتين والجمهور.
وكان رئيس الوزراء بورجوي أعلن عن تقديم منح لمؤسسات ثقافية وهي: كونيكسيون البلجيكية، ومدرسة سيرك فلسطين في بيرزيت، وجمعية الكمنجاتي بهدف تطوير العمل الثقافي المشترك.
وأشاد بورجوي بالتعاون بين مؤسستي عبد المحسن القطان وكونيكسيون، معبرا عن سعادته بحضور مهرجان "قيد البناء" الذي تنظمه المؤسستان. كما أشار بورجيوس لوجود خطط مع وزارة الثقافة لتطوير التعاون الثقافي مع فلسطين. وبين أوجه التعاون القائمة أو التي يمكن البدء بها، مثل الإقامات الثقافية للكتاب ونشر المؤلفات وبرنامج للزوار ومشروع لرقمنة المكتبة الوطنية.
وفي استقبال الضيف الفلامنكي، استعرض زياد خلف، مدير عام مؤسسة عبد المحسن القطان تجربة التعاون الثقافي بين فلسطين وبلجيكا، مشيرا إلى أنها بدأت منذ عشر سنوات مع المسرح الملكي الفلمنكي KVS، وأعطى أمثلة على تعاون ناجح في تنفيذ مشاريع فنية مشتركة، منها مشروع "بدكة" الذي قدم عروضا في أكثر من عشر دول حول العالم.
بدوره، أكد د. بسيسو على أن المهرجان هو "عنوان من عناوين التعاون بين فلسطين وبلجيكا" قائلاً: "نحن نؤكد على ضرورة أن تكون الفعاليات الثقافية المشتركة عناوين للحوار بين الشعوب من أجل تحقيق الحرية والعدالة لشعبنا أمام كل السياسات، التي نعانيها من قبل الاحتلال. هذا المهرجان يجسد عمق التعاون وهو منصة لمزيد من آفاق العمل في المستقبل".
واعتبر بسيسو أن هذه الفعاليات " تجسد الإرادة والرؤية نحو المستقبل". وقال: "نريد مستقبلاً بلا جدران عزل أو أسلاك شائكة".
وعرض فيلم الافتتاح Problemski Hotel قصصاً من بيت تجمّع طالبي اللجوء في بلجيكا، حيث تلقي الكوميديا السوداء بظلالها على حياة المهاجرين متعددي الجنسيات، لتزيدها مأساوية.
كما عرضت المخرجة الفلسطينية رماح جبر مسرحيتها "خنفستان" على مسرح عشتار، والتي تعرض من خلالها التداخل الشديد بين مصائر ثلاث شخصيات: امرأة بلجيكية، وفتاة فلسطينية، وجندي إسرائيلي. والمسرحية مستوحاة من أحداث حقيقية مرت بها المخرجة، تتشابك فيها مع أحداث خيالية تعكس عالما عبثيا تعيشه الشخصيات الثلاث كل حسب قصته وخلفيته وتأثيره في الحدث المشترك، الذي يجمعها، وهو حادث إطلاق نار باتجاه فتاة تجلس على أرجوحة في ساحة بيتها. وتدور أحداث المسرحية في "مكان غير معروف بين امرأة بلجيكية وفتاة فلسطينية تحاولان العثور على مخرج في مكان ما بين الحياة والموت".
تجدر الإشارة إلى أن هذه النسخة الثانية من المهرجان الذي انطلق ببرنامج فني موسع في مدينة غينت في إقليم الفلاندرز ببلجيكا، وذلك في الفترة بين 16-25 شباط الماضي، وشهد إقبالاً واسعاً من الجمهور البلجيكي، وشكل فرصة مهمة للتعرف على حيوية الثقافة الفلسطينية من جهة، وعلى عمق التعاون البلجيكي الفلسطيني الذي لعبت مؤسسة عبد المحسن القطان دوراً مركزياً فيه منذ العام 2007، من خلال بناء شراكات مع مؤسسات فنية بلجيكية رائدة؛ مثل المسرح الملكي الفلامنكي، وفرقة (Les Ballet C de la B).
وتضمنت فعاليات المهرجان عروضاً أدائية وسينمائية وتجريبية متنوعة قدمها 32 فناناً وضيفاً من خارج فلسطين، إضافة إلى العديد من الفنانين الفلسطينيين.
ونظم مهرجان "قيد البناء" في فلسطين، بالشراكة مع وزارة الثقافة، وبالتعاون مع بلدية رام الله، ومعهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى، ومسرح عشتار، ومركز خليل السكاكيني الثقافي في رام الله، والمسرح الوطني الفلسطيني في القدس، ومسرح الميدان في حيفا، ومدرسة سيرك فلسطين في بيرزيت، والبير فنون وبذور في بيت ساحور، وصالون الفن للثقافة والفنون، ومكتبة بلدية نابلس العامة في نابلس، ودار قنديل في طولكرم. وجاءت فكرة تنظيم المهرجان بمبادرة من بعثة فلسطين في الاتحاد الأوروبي وبلجيكا ولوكسمبرج، وحكومة إقليم الفلاندرز في بلجيكا.