نظم مركز القطان للبحث والتطوير التربوي في 26/ 10، وبتمويل مشترك مع المركز العربي للتدريب المسرحي في لبنان، ورشة عمل في "تخطيط الدراما التكونية". وأقيمت الورشة، التي امتدت على مدار ثلاثة أيام، في مقرّ جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في البيرة، بإشراف أستاذة الدراما باميلا بويل من بريطانيا، وبمشاركة 27 معلمة ومعلماً من المنخرطين في برنامج الدراما في سياق تعلمي - المدرسة الصيفية التي ينظمها المركز سنوياً في الأردن.
وهدفت الورشة، التي اعتمدت أمثلة عملية للدراما التكونية من الممارسات الصفية، إلى توفير بيئة للاستكشاف من خلال منهجيات الدراما التكونية التي تقوم على أن الدراما يمكن أن تكون مجالاً للاستكشاف التعليمي عبر حلقات يتم بناؤها ما بين المعلمة وطلبتها بصورة تشاركية. وهي تعمل على بلورة تجربة تعلمية شاملة ومتكاملة.
وركزت الورشة على أسس التخطيط ومكوناته الأساسية؛ ابتداءً من مجالات التعلم المرتبطة بالمنهاج والسياقات التخيلية والأدوار والإشارات والإستراتيجيات التي ينبغي اختيارها عند وضع الخطط التدريسية.
وفي بداية الورشة، اعتبر وسيم الكردي مدير المركز، المدير الأكاديمي لبرنامج الدراما في سياق تعلمي، وجود الأستاذة بويل في فلسطين فرصة للمعلمين لاختبار رؤيتها في الدراما التكونية، وبخاصة أن المعلمين سبق لهم أن قرأوا كتابها المشترك مع بريان إس. هيب تخطيط الدراما التكونية الذي ترجمه المركز إلى العربية قبل عامين.
وركّز الكردي على أهمية تطوير الدروس التي أعدها المعلمون من خلال محاورتهم للتخطيط الدرامي في ضوء الورشة، مؤكداً أن المركز سيعمل على مساندة المعلمين في تطبيق مخططاتهم بعد نضجها في مدارسهم.
وتمّ خلال اليوم الأول مناقشة الملامح الأساسية للدراما التكونيّة في التعليم، ومدى أهميّتها في خلق تجربة تعليمية مقنعة، كما شارك المعلّمون في استكشاف درامي مبني على مقاربات درامية سبق أن بنتها بويل مع طلبتها، تلاه تأمل في الدراما، وتحليل للفرص التعليمية التي توفّرها.
وتركّز اليوم الثاني على الإستراتيجيات: أنواعها، والأهداف التي تحققها في بناء الدراما التكونيّة، تبع ذلك جلسة لتحليل إستراتيجيات الدراما المستخدمة في هيكلة العمل الدرامي؛ سواء المستخدمة في السياق الدرامي، أو السرد الدرامي، أو لتعميق الدراما، أو تلك التي يتمّ استخدامها لخلق مساحة للتفكير بحيثيات الدراما.
وتمّ خلال اليوم الثالث التطرّق إلى تخطيط الدراما التكونيّة، وتحليل مبادئ التخطيط من حيث كيفيّة البحث عن أفكار للأعمال الدرامية التي تُطبق في الصفوف، وتم التطرق إلى بنية "رباعية التفكير" التي يقوم عليها دور المعلم، والتي تتمثل في كون المعلم كاتباً مسرحياً، ومخرجاً، وممثّلاً ومعلّماً أيضاً.
كما ناقش المشاركون مفاهيم التخطيط الأساسية بما فيها السياق، والدور، والإطار، والإشارات، والإستراتيجيات التي تشكّل الحجر الأساس في بناء العمل الدرامي.
وقالت ملكة خورية، إحدى المشاركات في الورشة، التي أنهت متطلبات السنة الثالثة في المدرسة الصيفية، وتعمل مرشدة وموجّهة للمعلمين في حيفا: "المختلف في هذه الورشة أنّنا قمنا بالتعمّق في التخطيط السليم، والإستراتيجيات الواجب اتّخاذها لتحديد الموضوعات والأدوار للمشاريع التي نطبّقها، كما قمنا خلال هذه الورشة بالكثير من التأمل لما وصلت إليه معرفتنا في الدراما التكونيّة، والتفكير بما ارتكبناه من أخطاء خلال تطبيقنا، وكيفية تجنّبها في مشاريعنا المستقبلية".
وقال عمار الوحيدي، وهو معلّم من بيت لحم منخرط في أنشطة المركز منذ 2008: "في كلّ ورشة لـ"القطان"، نتعرّف على مجموعة من المفاهيم الجديدة، ففي هذه الورشة اطّلعنا على المحادثة الجماعية، والتفسيرات فيما يتعلق بالدور، والتعمّق في التخطيط للدراما، وغيرها الكثير"، مضيفاً: "التزامنا بحضور كلّ ما يقدّمه مركز القطان ينبع من حبّنا للدراما، والأثر الذي تركته لدينا كمعلمين ولطلابنا".
يُذكر أنّ بويل تعمل محاضرة رئيسية في مجال الدراما في التعليم، في كلية التربية بجامعة كينغستون في المملكة المتحدة، حيث ترأست قسم الدراما والفنون الأدائية، ولدى بويل خبرة طويلة كمعلمة دراما ومرشدة وتربوية ومؤدية في مجال المسرح في التعليم. كما أدارت بويل لسنوات عدة الهيئة الوطنية للدراما في المملكة المتحدة، وكانت عضواً تنفيذياً لمؤسسات دولية مختصة في مجال الدراما في التعليم.