حمانا – لبنان – (مؤسسة عبد المحسن القطان – 26/11/2018):
اختتمت مؤسسة عبد المحسن القطان، السبت 24 تشرين الثاني الجاري، فعاليات مختبر الفنون الأدائية الذي نظمته في بيت الفنان ببلدة حمانا بلبنان، بالشراكة مع مجموعة كهربا (لبنان)، ومؤسسة كونيكسيون (بلجيكا)، وذلك ضمن مشروع "صِلات: روابط من خلال الفنون"، الذي تقوم عليه المؤسسة، بالشراكة مع صندوق الأمير كلاوس (هولندا).
وانخرط في هذا المختبر 14 مشاركاً ومشاركة جاؤوا من خلفيات واهتمامات فنية مختلفة، والتقوا في هذا المختبر حول رغبتهم في تطوير أدواتهم ومعارفهم في حقل الفنون الأدائية؛ بهدف تعزيز وتقوية صوتهم الفردي، وقدراتهم في أخذ زمام المبادرة الفنية في خلق وتنفيذ مشاريع أدائية مستقبلاً في مجتمعاتهم المحلية، تقوم على العمل الجماعي وروح التعاون.
وقد أشرف على هذا المختبر الذي استمرت فعالياته أسبوعين كل من الدراماتورج هيلدا جارد دي فوست من مؤسسة كونيكسيون، والفنانين أورليان الذوقي وإريك دينيو من مجموعة كهربا.
وقام المختبر على تجربة المدرسة الصيفية للفنون الأدائية التي نفذها برنامج الثقافة والفنون في مؤسسة عبد المحسن القطان في فلسطين ما بين الأعوام 2007 و2015، بالشراكة مع المسرح الملكي الفلمنكي، وفرقة ليه باليه دو لا سيه (بلجيكا)، مع مجموعة واسعة من المشاركين الفلسطينيين، بهدف رفد مشهد الفنون الأدائية بطاقات شابة ورؤى وممارسات جديدة في الحقل، حيث تركت تلك التجربة آثاراً وتحولات جوهرية على كثير ممن انخرطوا في دوراتها المتلاحقة، ومكنتهم من لعب أدوار أساسية في المشهد الفني والثقافي تجاوز لدى البعض المستوى المحلي، لينخرط في مشاريع فنية خارج فلسطين.
وحيث إن مشروع "صِلات: روابط من خلال الفنون" يهدف إلى تعزيز الحياة الثقافية في أوساط الفلسطينيين في لبنان، وتقوية الروابط الثقافية ما بين الفلسطينيين والتجمعات الفلسطينية في لبنان وباقي المجتمع اللبناني، فقد ضم المختبر، إلى جانب المشاركين الفلسطينيين، مشاركين لبنانيين وسوريين، ليقدم منبراً حراً ومفتوحاً للتعلم والالتقاء والتعبير، كاسراً الحواجز الوهمية التي يفرضها الواقع بتعقيداته السياسية والاجتماعية.
وفي جلسة تقييمية للتجربة، أجمع المشاركون على أهمية هذه المبادرة، التي مثلت لمعظمهم تجربة جديدة، قدمت لهم طريقة مغايرة في التعلم، وأدوات وطرائق جديدة للعمل، كما خلقت هذه المساحة الحميمة فرصة مميزة للالتقاء بزملاء لهم وبناء صداقات وشراكات فنية محتملة لا بد لها أن تتواصل وتدوم.
وفي سياق تقييمه للورشة، وصف شادي وهو سوري يحمل درجة جامعية في المسرح، مشاركته بأنها تجربة معقدة، حيث قال إن هذه التجربة "جعلتني أعيش صراعات داخلية طوال الوقت، وأن أتساءل بقوة حول نوعية التعليم الذي تلقيته، وأنه من الآن فصاعداً عليَّ أن أعمل أكثر على تكسير ما فرضته علي التجربة الأكاديمية من قيود وأنماط عمل تقليدية".
وقال المشارك حسين، (16 سنة) وهو أصغر المشاركين، وهو لاجئ سوري من الرقة "سوف أعود لفرقتي "إيد واحدة" (في مخيم شاتيلا) بكثير من الطاقة والأفكار الجديدة، وأتمنى أن تجمعونا مرة أخرى لتعرفوا ما الذي عملناه بعد هذه الورشة".
أما سامر، وهو لبناني، فاختصر تقييمه للبرنامج التدريبي بأن "هذه أكثر من ورشة، إنها مدرسة"، أما سلمى، وهي لاجئة فلسطينية، فقد علقت بأن هذا البرنامج التدريبي مثل لها "عملية استكشاف عبر الخوض في التجربة وعيشها"، وأضافت: "إنني تفاجأت من نفسي، ولولا هذه التجربة لما وصلت إلى هذا الشعور الفارق في حياتي".
وبهدف إثراء البرنامج الفني للمختبر، تمت استضافة عدد من الفنانين الضيوف للالتقاء بالمشاركين، وإطلاعهم على تجربتهم الفنية، كان من بينهم الفنانة حنان الحاج علي، التي كانت قد قدمت عرضها المونودراما "جوغينغ" أمام المشاركين، والفنانان ساندرا إيشي وغسان معاصري من مبادرة "مانشين" الفنية، والفنانة خلود ياسين، التي كان المشاركون قد حضروا عرضاً لها بعنوان "أبطال" في استوديو زقاق ببيروت، والفنان هاشم عدنان الذي قدم ورشة في الكتابة المسرحية.
وفي ختام فعاليات هذه البرنامج التدريبي الذي التحق به في أيامه الأخيرة محمود أبو هشهش مدير برنامج الثقافة والفنون، ونسرين نفاع مديرة وحدة الفنون والأدب في البرنامج، إلى جانب أمل كعوش، منسقة مشروع "صِلات: روابط من خلال الفنون"، بهدف الوقوف على مجرياته، والمشاركة في جلسته التقييمية، ونقاش إمكانية البناء على هذه التجربة وأخدها قدماً. وتم عقد اجتماع مع مجموعة كهربا بهدف بحث إمكانية بناء شراكة طويلة الأمد تتيح حدوث تعاون ثقافي وفني أكثر استدامة ما بين المؤسستين.