أنهت "المدرسة الصيفية: الدراما في سياق تعلمي"، التي ينظمها مركز القطان للبحث والتطوير التربوي، في 12/ 7 في مدينة جرش الأردنية، عامها السابع، بمشاركة 106 معلمين/ات من فلسطين، ومصر، وسوريا، وتونس، والأردن، وموريتانيا، إلى جانب أساتذة ومشرفي مساقات من فلسطين، وبريطانيا، واليونان، ولبنان.
وكانت فعاليات المدرسة بدأت مطلع الشهر الحالي، حيث أتاحت للمعلمين المشاركين فرصة تكوين فضاء خاص بهم في مجال تعليم الدراما، وتفعيل انخراطهم في العملية التعليمية كنهج للتعليم التكاملي، فيما تخلل فعاليات الختام توزيع الشهادات على المشاركين ضمن مستويات المدرسة الثلاثة.
واتسمت الأجواء التعليمية في المدرسة هذا العام بالتنوع على مستوى الخبرات والمواقع الثقافية التربوية، وهذا التنوع تمت ترجمته في بناء البرنامج، بحيث تَشَارَك أكثر من أستاذ في تعليم المساق الواحد، ما منح المدرسة عنصر الاختلاف الإيجابي رغم كثافة المنهاج واكتظاظ البرنامج.
وقال وسيم الكردي، مدير مركز القطان؛ المدير الأكاديمي للمدرسة: أهم شيء يلفت النظر خلال التجربة، هو: كيف تترك هذه التجربة تأثيراً نوعياً على تفكير المشاركين وخيالهم وعلى رؤيتهم للعالم، بحيث يصبح لديهم منظار مختلف حول دورهم كمعلمين، وحول نظرتهم للأطفال، وكيف أحدثت المدرسة الصيفية تحولات نوعية، ليس فقط على نظرتهم للطلاب، بل أيضاً على ممارستهم مع الطلاب.
وأضاف الكردي: "نحن نفكر في مركز القطان في تنظيم مؤتمر دولي في مجال الدراما في التعليم، يركز على النظري والتطبيقي معاً، وبالتالي سنقوم باستضافة خبراء وأشخاص على مستوى عالٍ في هذا الحقل، من أنحاء العالم كافة، وعلى المستوى الفكري والمعرفي والتطبيقي، وسنعمل من أجل دعوة معلمين ومعلمات من دول مختلفة، من أجل أن يقدموا تجاربهم في الحقل، وفي الوقت نفسه، يقدم المعلمون الفلسطينيون تجاربهم أيضاً".
ويعتقد الخبير لوك أبووت، من بريطانيا أن المدرسة الصيفية لها أثر كبير على مستوى التعليم، كما أن هناك اهتماماً متزايداً من قبل المعلمين بمجال الدراما في التعليم، وهذا الاهتمام مهَّد للمدرسة الصيفية الطريق لتحقيق أهدافها التعليمية وتحقيق الأثر المرجو منها على المعلمين.
وأضاف أبووت: "إن أغلب أسئلة المعلمين في السنة الثالثة للمدرسة كانت تتمحور حول كيفية تطبيق حصص درامية داخل الصف ضمن نموذج متكامل".
وقالت المشاركة حنان بني عمارة، معلمة من تونس: "إن تجربة المدرسة الصيفية تجربة فريدة، وأول مرة أشارك في دورة متخصصة في مجال الدراما في التعليم. هذا الحقل جديد في تونس، ولا يُستخدم في المدارس. ومع أنني لدي الخبرة العملية في مجال الفنون التشكيلية والمسرح، فإن تجربة المدرسة مختلفة كلياً عن التجارب السابقة".
من جانبه، قال المشارك حاتم مطاوع، طالب سنة أولى "إن أسلوب التدريس في المدرسة يشبه اسمها؛ بحيث كان الانتقال من نقطة إلى أخرى انتقالاً درامياً، في ظل اهتمام شديد من المتدربين حول توظيف الدراما في التعليم".
وأضاف مطاوع: "أصبحت لدينا طريق واضحة حول الدراما. في الأيام الأولى من المدرسة الصيفية كانت الطريق مظلمة، ومع التقدم رويداً رويداً في المساقات، تعمّق مفهوم الدراما في التعليم على مستوى الفهم والتطبيق".
وأشارت ليلي بكري، طالبة سنة ثانية من الجليل، إلى أنها تعلّمت كيف توظف الدراما وتعمل بداخلها وتتحرك في سياقاتها، وليس حفظها من أجل تطبيقها على أرض الواقع، مشيرة إلى أن أسلوب التعليم داخل المدرسة الصيفية ممتع وفيه صعوبة بالغة على مستوى التطبيق.
المدرسة في أرقام
وشارك في المدرسة الصيفية هذا العام معلمون ومعلمات من الضفة الغربية، وقطاع غزة، ومناطق 48، ومن دول عربية هي تونس، وموريتانيا، والأردن، ومصر، وسوريا، توزعوا على خمسة مساقات (سنة أولى: ثلاثة مساقات، ومساق للسنة الثانية، ومساق للسنة الثالثة)، ويضم فريق الأساتذة ثمانية أساتذة من فلسطين، وبريطانيا، واليونان، ولبنان، كما يضم فريق الترجمة خمسة مترجمين.
وأكدت سمر حجاوي، منسقة المدرسة الصيفية أن اليوم الأخير من المدرسة الصيفية تمحور حول تخطيط الدروس وتطبيقها أمام المشتركين، وتوزيع الشهادات عليهم، فـ"المعلمون الذين شاركوا في المدرسة الصيفية، عملوا معاً، وتحدثوا، وناقشوا، وأبدعوا طرقاً جديدة للتعليم".