اختتم المركز المرحلة الأولى؛ ضمن برنامج "تبادل خبرات المعلمين" من فلسطين وإنجلترا، وتم في إطارها استضافة وفد من المعلمين من إنجلترا، يضم ستة معلمين يعملون في مدرسة (Woodrow First School)، والأستاذ المختص في دراما عباءة الخبير لوك أبووت، والذين عملوا مع معلمين فلسطينيين في ست رياض أطفال فلسطينية على مدار أسبوع.
ويأتي هذا التبادل بين المعلمين، في سياق مشروع "تبادل خبرات المعلمين" ضمن مشروع "التطوير الشامل لرياض الأطفال في محافظة القدس"، وهو مشروع ممول من الصندوق العربي للإنماء الاجتماعي والاقتصادي، وبإشراف مؤسسة التعاون.
وشارك في البرنامج في مرحلته الأولى ست رياض أطفال في محافظة القدس، وهي: روضة الإيمان في بيت حنينا، روضة الطفل المسلم في سلوان، روضة العيزرية النموذجية، روضة أزهار جبع، روضة السلام في بيت دقو، روضة الأوائل النموذجية.
وأشار وسيم الكردي، مدير المركز إلى "إن برنامج التبادل يعكس ممكنات كبيرة لدى المعلمات في فلسطين والمعلمات والمعلمون الضيوف، فهو يتيح تحديات تعليمية أمام المعلمات من أجل تعليم أفضل، وقد ظهرت في هذا البرنامج الإمكانات الكبيرة لمعلمات رياض الأطفال في فلسطين حين يتسنى لهن فرصة لعمل مختلف عما اعتدن عليه، وبالمقابل أظهر البرنامج إمكانات الأطفال في التخيل والتعبير والاستكشاف حين يكونون ضمن سياق تعلمي يتيح لهم ذلك".
وأضاف: "من الميزات الملموسة لهذا البرنامج أن المعلمين الضيوف يعملون جنباً إلى جنب مع المعلمات في فلسطين ابتداء من تخطيط الدروس ومناقشتها وتطويرها، ومن ثم تطبيقها انتهاء بتقييمها. كما أن البرنامج يقدم فرصة للمعلمات الزائرات للتعرف على فلسطين وثقافتها وإدراك طبيعة الحياة في حقيقتها في ظل الظروف السياسة الراهنة والآثار المدمرة للاحتلال التي تظهر في جميع مناحي الحياة".
وأوضح الكردي أن البرنامج سيتضمن في مرحلته الثانية زيارة المعلمين الفلسطينيين إلى بريطانيا في حزيران المقبل، وسيمر المعلمون بالخبرة العملية نفسها لكن في المدارس البريطانية على مدار أسبوع كامل، كما سينفذون الخطط مع المعلمين البريطانيين أنفسهم المشاركين معهم في التبادل، وتطبيقها في المدارس البريطانية. هذا التبادل في الخبرات بين المعلمين، في التخطيط والتطبيق، والتطوير المشترك المتبادل في الخبرات، يشكل مادة بحثية لتطوير توجهات ومنهجيات للتعلم في مرحلة الطفولة المبكرة.
تجربة المعلمين
وحول تجربة التطبيق، قالت المربية خلود أرناؤوط من روضة العيزرية النموذجية: "زاد فهمي حول بعض الأعراف الدرامية التي لم أستطع توظيفها من قبل، كما تعلمت من التجربة كيف أبسط الأنشطة على مستوى الأطفال دون الإخلال بـ"عباءة الخبير".
وأشارت أرناؤوط إلى أن تجربة التبادل جعلتها تدرك كيف تعمل داخل الروضة بصمت، وكيف تخلق من توتر الأطفال توتراً تعليمياً مبنياً على طريقة تعليمية.
من جانبها، أكدت المربية إيمان صيام من روضة الإيمان في القدس، أهمية تجربة التبادل، بوصفها تجربة شمولية تكاملية في التعليم، يكون التعليم داخل الرياض مبنياً على فكرة التشارك في التخطيط والتطبيق.
وأضافت: "أطمح بإعادة تطبيق التجربة في بريطانيا، أو بالتخطيط لبناء مشاريع أخرى مشتركة في فلسطين وإنجلترا".
أما المعلمة ريبيكا هاردستي من مدرسة (Woodrow First School)، التي أجرت تطبيقاً في روضة السلام في بيت دقو، فقالت: "كان الأطفال مندمجين في التطبيق داخل الرياض، وعملوا على الأدوار بعمق، وهذا يدل على اهتمام الأطفال بالتعليم عبر نهج عباءة الخبير.
وأضافت: "تعلم الأطفال أيضاً كيف يستخدمون الخيال والإبداع في العمل الدرامي، وبناء القصة، كما أبدعوا في إنجاز المهام التي كان يطلبها منهم الزبون في عباءة الخبير".
وفي السياق نفسه، قالت المعلمة جيستين مرشال، التي أجرت تطبيقاً في روضة أزهار جبع: "التبادل تجربة رائعة في الحياة التعليمية، قد تكون رياض الأطفال في فلسطين غير مجهزة بكافة المستلزمات، كما هو الحال في المدارس البريطانية، لكن أطفال فلسطين يحبون التعليم ولديهم روح مبادرة للتعلم، مع أن عامل اللغة كانت حاجزاً بيننا أثناء التطبيق، إلا أنهم أظهروا اهتماماً كبيراً بالتعليم والانخراط في العملية التعليمية.
وتمحورت التطبيقات في برنامج التبادل في سياقات فلسطينية عدة، منها مشروع تطبيقي بعنوان "نبعة عين سلوان"، و"عين سوريك"، ومشروع التراث الفلسطيني كالزجاج والتطريز، ومشروع تطبيقي عن الفضاء، وآخر حول شركة نقل للخنازير، ومشروع حول إعادة تدوير المواد المستخدمة وإنتاج ألعاب منها لإرسالها إلى دار الأيتام.