احتفل مركز القطان للبحث والتطوير التربوي يوم الثلاثاء 18/ 12 بتخريج الفوج الأول من مديرات ومربيات رياض الأطفال المنخرطات في برنامج التكوّن المهني لمرحلة الطفولة المبكّرة وذلك في قاعة جمعية الهلال الأحمر بالمدينة. وشمل التخريح 38 مربيّة تعمل في 40 روضة في القدس من أصل 118 مربيّة ومديرة في 80 روضة يستهدفها مشروع التطوير الشامل لرياض القدس، حيث يعمل مركز المصادر للطفولة المبكّرة مع 40 مربيّة في 40 روضة منها ضمن المشروع الذي ينفذّه مركز القطان للبحث والتطوير التربوي ومركز المصادر للطفولة المبكرة بتمويل من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي بإشراف مؤسسة التعاون، وبالشراكة مع وزارة التربية واتحاد الجمعيات الخيرية/القدس.
يُذكر أنّ مشروع التطوير الشامل لرياض الأطفال، الذي يمتدّ على مدى ثلاث سنوات، يهدف إلى المساهمة في تطوير العملية التربوية والتعليمية للأطفال من 4-6 سنوات في مدينة القدس وضواحيها من خلال تطوير قدرات المربيات والإداريين، وتحسين جودة الخدمات المُقدّمة في مرحلة رياض الأطفال، وتطوير البنية التحتية من بناء وأثاث وتجهيزات، وتوفير بيئة تربوية آمنة وصحية وتعزز قدرات رياض الأطفال في محافظة القدس.
بدأ الاحتفال بكلمة للـدكتور جهاد زكارنة، الوكيل المساعد للشؤون التعليمية في وزارة التربية والتعليم، الذي أكّد على أهمية هذا المشروع كونه يستهدف منطقة القدس التي لا تستطيع الوصول إليها، كما أنّه مُوجّه لقطاع رياض الأطفال غير المشمول رسمياً في الوزارة على الرغم من أهميته العظمى في التعليم، وأضاف بأنّ الوزارة ستركّز ضمن خطّتها الخمسية القادمة على ربط مشاريعها مع المؤسسات الأهلية العاملة في قطاع الطفولة المُبكّرة للنهوض بهذا القطاع المُهمّش، وأضاف: "ما يُميّز هذا المشروع هو شموليته وتنوّعه، فهو يختلف عن غيره في أنّه محبّب للأطفال ومنفتح على المجتمع".
وفي كلمته، أثنى مدير مركز القطان للبحث والتطوير التربوي وسيم الكردي على شغف المُربيّات ومثابرتهنّ على العمل والتعلّم والتعليم، وتكريسهنّ الوقت والجهد لهذا المشروع، وتطبيق المفاهيم والممارسات التربوية التي اكتسبنهنّ مع الأطفال في الرياض المستهدفة، وأكّد الكردي "إنّنا نؤسس لما يجب أنْ يكون تعليم رياض الأطفال مستقبلاً، ونأمل أنْ يصبح مشروعنا هذا ملهماً للآخرين لتمتدّ التجربة لتشمل جميع أطفال فلسطين ولا تبقى محصورة في فئة أو منطقة معيّنة".
تلا ذلك كلمة لمدير مركز المصادر للطفولة المبكرة السيد نبيل صب لبن الذي تحدّث عن دور مركز المصادر على مدى سبعة وعشرين عاماً لخدمة قطاع الطفولة المُبكّرة، مؤكّداً على استمرار المركز في العمل لتزويد هذا القطاع بمربيّات كُفء، كما نوّه إلى أهميّة التعاون بين وزارة التربية والتعليم والمؤسسات المحلية والوطنية لضمان تطوير قطاع الطفولة المبكّرة وتوفير الموارد اللازمة لها.
وفي كلمة مؤسسة التعاون، ثمّنت مها صادر، مديرة برنامج الطفولة المبكّرة، جهود جميع الأطراف على مدار العام المنصرم مع المربيّات والمديرات، وأضافت: "عندما نرى شغف ومثابرة المُربيّات والمديرات، فإنّ هذا يعطينا دافعاً لإعطاء المزيد. أملنا أن تقوم المربيات والمديرات بنشر وتعميم هذه التجربة الناجحة".
وعبّر الخبير البريطاني لوك أبوت، الذي أشرف على تدريب المربيّات في منظومة عباءة الخبير عن سعادته بتجربة التدريس في فلسطين قائلاً: "رأيت معلمات يكافحن بطرق جديدة، لكن ليس خوفاً من الفشل، معلمات يواجهن التحدّي، لكنّهن مرنات في سعيهن لفهم المزيد، معلمات يبتكرن ممارسات خاصة بهن تكون مناسبة للأطفال كي يتعلّموا بأنفسهم".
وأﻟﻘت ﻛﻠﻣﺔ اﻟﺧرﻳﺟات عن مركز القطان للبحث والتطوير التربوي المُربيّة خولة حمايل، ﺣﻳث شكرت طاقم المؤسسة على إعطاء المربيّات الفرصة للتفكير والتطوّر، وقالت: "رحلتنا عبر مسار التكوّن المهني مع القطان كان رحلة في تغيير القناعات والتوجّهات في عمليّة التعلّم والتعليم، لقد تحرّرنا في التفكير والعمل، ولم تعدْ جدران الروضة قاسية كما كنّا نراها".
تخلّل الاحتفال عروضاً لإنجازات المشروع لدى مركز القطان للبحث والتطوير التربوي، ومركز المصادر للطفولة المبكّرة، وتضمّنت العروض الأنشطة التدريبية للمربيّات المنخرطات في برامج المركزين، وتطبيقات المربيّات مع الأطفال داخل الرياض إضافة إلى إعادة تأهيل الروضات المستهدفة خلال المرحلة الأولى من المشروع.